ملخص المقال
نهى الله الأمة عن وضع الأموال بأيدي السفهاء لأنهم سيبذرونها ويضيعونها، وصدق الله القائل {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما}
قال الله U: {وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا...} [النساء: 5].
جعل الله المال قيامًا للأمة، وقوامًا لحياتها، ووهبها من الموارد ما وهبها، وطالبها أن تنفق المال بحكمة، وأن تستهلك الموارد بدقة وتخطيط، وطالبها أن تضع الأموال بأيدٍ أمينة ذكية خبيرة واعية مخطِّطة، تحسن استخراج الموارد وتحصيل الأموال، ونهى الله الأمة عن وضع الأموال بأيدي السفهاء؛ لأنهم سيبذرونها ويضيعونها ويتعاملون معها بغباءٍ وسفه وجهالة وضيق أفق!
وقد وهبَ الله العالمَ الإسلامي الكثير من الموارد والمدخرات، في باطن الأرض وظاهرها، من البترول والمعادن وغيرها، ولو وجدت هذه المدخرات مسئولين أمناء حكماء لكان العالَم الإسلامي في مقدمة دول العالم اقتصاديًّا وماليًّا وصناعيًّا!!
لكن العالم الإسلامي الغني وُجِه بهجمات اللصوص الغربيين من الإنجليز والألمان والفرنسيين والأمريكان واليهود والروس والطليان، الذي سرقوا مدخرات الأمة، ونهبوا خيراتها ومواردها، وصاروا أغنياء وحوّلوا المسلمين إلى مديونين فقراء.. وابتُلي العالم الإسلامي -من المحيط إلى المحيط- بحكام وقادة ومسئولين لصوص سارقين كأسيادهم الغربيين، الذين "زرعوهم" في بلاد المسلمين، والتفّ حولهم "عصابات" من اللصوص، وضاعت مدخرات وموارد الأمة بين هذه المجموعات الثلاثة من اللصوص السارقين، وتحول ملايين المسلمين إلى فقراء مسحوقين مُعْدَمين!!
وابتُلي العالم الإسلامي أيضًا بمسئولين "سفهاء"، ومتنفذين أغبياء، وقادة جهلاء، لا يُحسنون المحافظة على الأموال، ولا صرفها، ولا نفع الأمة بها، ولا إنشاء المصانع بها، ولا القضاء على الفقر عند الشعوب المسحوقة.
هؤلاء السفهاء الأغبياء في سوء إنفاقهم الأموال مَثَلهم كمثل طفلٍ غبي ساذج، عمره خمس سنوات، أعطاه والده خمسة دنانير، فاشترى بها كلها "بوظة" ليأكلها!!!
ولنأخذ "دبي" نموذجًا حيًّا لآثار تحكّم السفهاء الأغبياء في الأموال؛ مما يؤدي إلى تبذيرها وتضييعها!! وقد علمنا ما جرى في "دبي" من زلزال مالي واقتصادي مدمر، لم ندرك مدى خطورته وأخطاره من الآن.. وإن تحكّم "السفهاء" هناك في الأموال وتبذيرها يحقق انطباق الآية عليهم: {وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [النساء: 5].
"دبي" إمارة خليجية صحراوية، تزيد درجة الحرارة فيها عن خمسين درجة، وتكبّرت تلك الإمارة، ورأت نفسها دولة اقتصادية "عظمى"، فاقترضت المليارات بالربا، وأعدّت مشاريع عملاقة جبارة، لكنها تبذيرية تافهة ضائعة، حمّلت دبي دينًا مقداره مائة مليار دولار؛ مشاريع إسكان "جميرا" تكلفتها 95 مليار دولار، مدينة دبي لاند تكلفتها 65 مليار دولار، مطار آل مكتوم تكلفته 33 مليار دولار، برج دبي الأعلى في العالم تكلفته 20 مليار دولار.. وهذا كله تبذير وسَفَه.
وصدق الله القائل: {وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [النساء: 5].
المصدر: موقع جمعية الاتحاد الإسلامي.
التعليقات
إرسال تعليقك