ملخص المقال
وسائل إعلام إسرائيلية ترجع أسباب الهزيمة حرب أكتوبر 1973 إلى تقصيرات القيادات الميدانية.
أرجعت وثائق سرية نشرتها الأربعاء وسائل إعلام إسرائيلية أسباب الهزيمة الإسرائيلية في حرب أكتوبر 1973 إلى تقصيرات القيادات الميدانية، أدت بالجيش إلى الهزيمة تحت ضربات الجيشين السورى والمصرى في الجولان وسيناء.
وتزامن رفع الغطاء عن هذه الوثائق في الوقت الذي تعيش فيه إسرائيل جدلاً عسكريًّا وسياسيًّا عقب الهزيمة الأخيرة في الحرب على لبنان عام 2006، وتداعياتها التي ساهمت بصورة مباشرة، إضافة إلى فضائح في تقديم رئيس الوزراء الحالي إيهود باراك استقالته من الحكومة، كما تزامن هذا الكشف أيضًا مع إعلان صحيفة إسرائيلية أن حزب الله اللبناني أبلغ إسرائيل الصيف الماضي أن الملاح الإسرائيلى المفقود رون آراد قد لقي مصرعه عام 1988.
وتتضمن الوثائق التي رفعت عنها السرية وكانت نتيجة لتحقيقات لجنة "أجرانات" التي تشكلت عقب انتهاء حرب أكتوبر عام 1973 شهادة وزير الدفاع الإسرائيلي إبان الحرب اللواء "موشيه ديان" إضافة إلى شهادة "أريئيل شارون" قائد الكتيبة 143 في الحرب.
ووصف أريئيل شارون في شهادته الحرب بأنها كانت "جهنم الحمراء" التي لم تتوقف خلالها نداءات الاستغاثة من قبل الجنود والضباط الإسرائيليين على الجبهة، ملقيًا بالمسئولية على القيادة العسكرية التي لم تكن في أرض المعركة وأغلقت فمها ولم تصدر أية تعليمات للقادة الميدانيين، وأشار إلى الصراع الذي دار بينه وبين قادة هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلى قبيل نشوب الحرب بسبب غياب عدد من القادة الكبار عن العمليات الميدانية للجيش. يذكر أن مجرم الحرب أرييل شارون رئيس الوزراء السابق قد دخل أوائل 2006 في غيبوبة قادته إلى المستشفى، ومنذ ذلك الوقت تتكتم إسرائيل على مصيره.
وأشار شارون إلى أن لواء كتيبته القتالية ونائبه لم يكونا متواجدين في أرض المعركة، وبالتالي كان ينقصها التنسيق مع القوات الأخرى، إضافة إلى غياب قادة كبار مثل برليف الذي كان قائدًا للجبهة حينها واللواء أ. م جوروديش الذي كان لواء القيادة العامة، كما تعرض شارون لبعض الأخطاء التكتيكية التي واكبت الحرب وخاصة في يومى 7 و8 أكتوبر، حيث أشار أنه طلب نقل قواته إلى جنوب القناة بدلًا من شمالها، حيث إنه رأى أن هجوم المصريين سيبدأ من الجنوب وليس من الشمال.
وحسب القادة الإسرائيليين، ومن بينهم شارون، فإن جيشهم الذي اندحر على جبهتين شعر بحجم الهزيمة التي لحقت به خاصة، و"أنه جيش تعود على الانتصار منذ العام 1948، فقد واجه قوات عسكرية صلبة وكان في وضع قتالي لم يأخذ فيه بزمام المبادرة، إضافة إلى الصدمة الفظيعة التي أصابت الجنود بسبب مفاجأة الحرب من جانب وعدم توقع امتلاك العدو لهذه القدرة القتالية العالية، وهذه النوعيات المتطورة والقوية من الأسلحة من جانب آخر".
من جانبه كشف وزير رالحرب آنذاك موشي ديان في شهادته، أنه لم يشعر بأي خوف من جانب الجبهة الجنوبية أي المصرية حتى يوم 5 أكتوبر، وأنه كان يشعر بالخوف من جانبها فقط في شهر مايو من عام 1973 خاصة في ظل وجود التحصينات الإسرائيلية وقناة السويس ووجود 300 دبابة إسرائيلية على الجبهة المصرية، مشيرًا إلى أنه قبل أيام قليلة من الحرب طلب من رئيس الأركان مراقبة التحركات على الجبهة السورية الذي خرج باستنتاج مفاده "صعوبة التأكد من وجود نية لدى السوريين لخوض الحرب".
ويعترف الإسرائيليون بأن تكتيك الجيشين المصرى والسورى دوّخ القيادة العسكرية والسياسية، ولقنها أول درس في حرب وصفت في وقتها بأنها الأكثر تقدمًا في استخدام التكنولوجيا، وقادها باقتدار الفريق الركن سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان في الجيش المصري، ليسجل أول نصر عسكرى للعرب على إسرائيل منذ قيام كيانها على أنقاض فلسطين عام 1948. وعن التداعيات الأولى لهذه الحرب، أقر الجنرال ديفيد إليعازر قائد الأركان في الجيش الإسرائيلى بأنه عندما اندلعت الحرب يوم السبت السادس من تشرين الأول- أكتوبر تحولت رئاسة الأركان إلى "مصح عقلي".
ولكن إذا كان نصر أكتوبر سجل أول نصر للجيوش العربية النظامية على جيش إسرائيل "الذي لا يقهر"، فإن هذا الجيش تكبد صيف 2006 هزيمة جديدة تحت ضربات المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله. وما زال الصراع مفتوحًا بين إسرائيل والحزب من خلال التهديدات والتهديدات المضادة، على الرغم من تبادل صفقة للأسرى الصيف الماضي، يبدو أنها حملت لإسرائيل تأكيدًا بوفاة الطيار المفقود رون آراد الذي أسقطت طائرته في لبنان شهر أكتوبر 1986.
وكشفت صحيفة إسرائيلية عن تقرير قدمه حزب الله لإسرائيل أفاد بأن الملاح المأسور تمكن من الفرار من زنزانته، لكنه على الأرجح مات أثناء محاولة العودة إلى إسرائيل سيرًا على الأقدام. وقدم حزب الله لإسرائيل تقريرًا سريًّا عن مصير رون آراد في إطار اتفاق لمبادلة السجناء جرى في يوليو/ تموز بوساطة الأمم المتحدة، وطبق هذا الاتفاق رغم أن إسرائيل التي تعتبر رسميًّا آراد على قيد الحياة قالت: إن تقرير حزب الله "غير مرضٍ كلية".
وأسرت المقاومة اللبنانية آراد بعد أن قفز من طائرته التي أعطبت فوق لبنان. ونقلت صحيفة معارييف عن تقرير حزب الله قوله: إن آراد احتجز في بادئ الأمر في العاصمة اللبنانية بيروت، ثم نقل إلى قرية النبى شيت الشرقية.
ونقلت معاريف عن تقرير حزب الله الذي نشرته في صفحتها الأولى قوله: "هرب الطيار الإسرائيلي من الزنزانة المحتجز فيها في الليلة بين الرابع والخامس من مايو 1988 واتجه جنوبًا صوب ما كان في ذلك الوقت المنطقة الأمنية "الإسرائيلية" المحتلة" في جنوب لبنان. وتابع أن أراد "مكث في منطقة نائية وجبلية ومقفرة، لا تدوسها رجل إنسان إلا في حالات نادرة، ومن الجائز أنه انهار ولم يتمكن من الصمود لأسباب طبيعية، أو أصيب، أو عانى من كسور أو نزيف أو حمى أو تسمم أو عطش أو سقوط من جرف صخري مرتفع أو هاجمه حيوان مفترس أو أنه داس على حقل ألغام وما شابه".
وأشار التقرير إلى أن آراد "مات وتحللت جثته بسبب عوامل طبيعية ولم يتم العثور عليه؛ لأن أي طرف لم يبذل جهدًا لتقفي آثاره بشكل واسع في أنحاء المنطقة الجغرافية الواسعة، وذلك لأسباب كثيرة... وكل طرف اعتقد أن الطرف الآخر يحتجزه، وامتنع عن القيام بأية خطوة لا تعود بفائدة... لذلك فإننا نشدد على أنه من الناحية المنطقية رون آراد يعتبر ميتًا، ومكان دفنه غير معروف"، وذكرت معاريف أن التقرير رفض مزاعم إسرائيلية بأن حزب الله أو إيران المتحالفة معه تحتجز آراد.
المصدر: العرب أون لاين.
التعليقات
إرسال تعليقك