ملخص المقال
إن جرائم الصرب إزاء المسلمين لم تكن لتحدث إلا لضعف الأمة الإسلامية وليس من قوة الصرب, وهكذا فإن سبب الحرب على البوسنة في الأساس هو هوان المسلمين علي
إن جرائم الصرب إزاء المسلمين لم تكن لتحدث إلا لضعف الأمة الإسلامية وليس من قوة الصرب, وهكذا فإن سبب الحرب على البوسنة في الأساس هو هوان المسلمين علي العالم.
وللأسـف المسلمون في سبات عميق؛ فلم يستغلوا موقف فرنسا المساند لمسلمي البوسنة، ولم يستغلوا موقف ألمانيا إزاء الكروات، وانقسموا على أنفسهم بين مؤيد للمساندة الدبلوماسية كالسعودية التي قامت بجمع الكثير من التبرعات من أجل البوسنة, وفريق ثوري يؤيد الجهاد ومثلته إيران التي دفعت 50 مليون دولار لمساعدة المجاهدين، وإعمار البوسنة، وتركيا.
ثم تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية، وجعلت مساعدة الدول الإسلامية للبوسنة شيء صعب؛ ومن ثم تُركت البوسنة الآن تحت راية منظمة حلف الأطلسي الذي خطط لطريقة إدارة البلاد كما جاء في اتفاقية دايتون، التي تحوم حولها الشبهات؛ فوقعت الاتفاقية سنة (1995م) أي بعد أربع سنوات من الحرب؛ حينما بدأ المسلمون تحقيق بعض الانتصارات وكانوا علي وشك تحرير المجمعات الاقتصادية الاستراتيجية, ولكنهم توقفوا في (12 أكتوبر 1995م) - بعدما حرروا ساكيموست - خوفاً من التعرض لقصف جوى من الناتو.
وهنا وعندما تأكد الجميع أن في وسع المجاهدين تحرير أرضهم بدأ الترتيب للاتفاقيات والمباحثات التي تعلن أن هدفها حقن الدماء والحفاظ علي وحدة البوسنة والهرسك، لكنها في الحقيقة تريد تقديم المسلمين لقمة سائغة للصليبيين؛ فنصت الاتفاقية على أن يعطى صرب البوسنة (49 %) من الأراضي التي تتكون من 42 بلدة ومدينة أغلبها في أماكن ومراكز صناعية, أما المسلمون والكروات فقد أصبحوا فيدرالية مسلمة كرواتية لها 51 % من أراضي البوسنة؛ وبالتالي ذهب 49% من الأراضي إلى يد 31 % من السكان وذهب 17% منها إلى الكروات، ولم يتبق للمسلمين سوى 34% فقط من الأرض رغم كونهم يشكلون 52% من السكان وهو ما لا يقبله عقل أو منطق.
نجحت الاتفاقية في تفتيت البوسنة والهرسك كما كانت تهدف الحرب ولم تحافظ علي وحدة البوسنة والهرسك كما كان معلنًا، بل استمر صراع القوميات ولكن بدموية أقل, فما زال صرب البوسنة يأملون في الانفصال والانضمام لحلم صربيا الكبرى. وفي استطلاع دولي أجرته شبكةCNN الأمريكية في (سبتمبر 1996م) وجد أن نسبة التأييد لاستمرار وحدة البلاد تبلغ بين الصرب 4% فقط، بينما بلغت النسبة بين المسلمين 97% وبلغت بين الكروات 31% . كما أن الكروات غير مستعدين للتعايش في دولة واحدة مع الطرفين المسلمين والصرب, حيث إنه على أرض الواقع لم يكن هناك اتحاد فيدرالي مسلم كرواتي، وإنما اتحاد يتكون من كيانين : كروات يستخدمون الكونا الكرواتية عملة لهم، والمسلمون يستخدمون عملة خاصة بهم.
ولم تعد العائلات الكرواتية إلى ديارها في شطر المسلمين، ولكن باعها الصرب, كما لم تسجل أي عودة للمسلمين إلى ديارهم في الشقين الكرواتي والصربي؛ خوفًا من ملاقاة مصير أسلافهم، كما أجبر المسلمون علي حذف الكلمات والتعابير الخاصة بالحديث عن العدوان الصربي في المناهج الدراسية.
التعليقات
إرسال تعليقك