الحضارة
سبق وريادة وتجديد
اهتمت الدولة الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة والأموية والعباسية بالعلوم والمدنية كما اهتمت بالنواحي الدينية فكانت الحضارة الإسلامية حضارة تمزج بين العقل والروح، فامتازت عن كثير من الحضارات السابقة. فالإسلام دينٌ عالمي يحض على طلب العلم وعمارة الأرض لتنهض أممه وشعوبه، وتنوعت مجالات الفنون والعلوم والعمارة طالما لا تخرج عن نطاق القواعد الإسلامية؛ لأن الحرية الفكرية كانت مقبولة تحت ظلال الإسلام، وامتدت هذه الحضارة القائمة بعدما أصبح لها مصارفها وروافدها لتشع على بلاد الغرب وطرقت أبوابه، وهذه البوابة تبرز إسهامات المسلمين في مجالات الحياة الإنسانية والاجتماعية والبيئية، خلال تاريخهم الطويل، وعصورهم المتلاحقة.
ملخص المقال
فوكوياما.. ونظرية نهاية التاريخ؛ هي نظرية تعبر عن الفكر التصادمي، وقد أفردنا مقالًا لتحليلها والرد عليها لما لها من شهرة وتأثير في السنوات الأخيرة في
تعقيب على الفكر الصدامي
مثلما كان في الغرب فكرٌ إنساني، فقد وُجد -أيضًا- الفكر الصدامي، والواقع أنَّ الصداميِّين كانوا الأعلى صوتًا والأقرب إلى صُنَّاع القرار في الغرب، ففي حقبةٍ تشهد تفوقًا غربيًّا واضحًا، ونزوعًا إلى السيطرة والاحتلال والاستيلاء على الأراضي والثروات، بل والبشر -أيضًا- كما في تاريخ العبوديَّة المرير، في مثل هذه الحقبة يحتاج صُنَّاع القرار إلى تنظيرٍ يُسَوِّغ لهم هذا الصدام، ويتوسَّع في شرح أسبابه والفلسفة له وبيان حتميَّته، وخطورة التراجع عنه.
وكما هي الدائرة المغلقة في العلاقة بين الأفكار والواقع؛ فالواقع يُنتج الأفكار ثُمَّ تُنتج الأفكار الواقع، كذلك تُثمر الأفكار الصداميَّة أجواءً من الأزمات، ثُمَّ تُنتج هذه الأزمات بدورها أفكارًا صداميَّةً أخرى.
وقد اخترنا أن نتحدث عن نموذج من هذا الفكر الصدامي هو نموذج (فوكوياما.. ونظريَّة نهاية التاريخ)؛ لِمَا لها من شهرةٍ وتأثيرٍ في السنوات الأخيرة في ميداني الفكر والسياسة، فهو قد صكَّ نظريَّةً استطاعت أن تُثير نقاشًا واسعًا، وكذلك (هنتنجتون.. ونظريَّة صدام الحضارات) وهذا سوف نفرد له مقالًا آخر بإذن الله.
فوكوياما.. ونظرية نهاية التاريخ
فيما بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي ساد في العالم الغربي، لا سيَّما في أميركا التي كانت رأس الحربة وقائدة المعسكر الغربي في المعركة مع الشيوعيَّة، ساد خطاب الانتصار الإمبراطوري الكبير، وسَرَتْ نشوة "النصر" هذه حتى وصلت إلى حدٍّ بعيد، كان من أحد تجليَّاته أن خرج المفكِّر الأميركي ذو الأصول اليابانيَّة فرانسيس فوكوياما بمقاله عن "نهاية التاريخ" الذي تحوَّل فيما بعدُ إلى كتابٍ يحمل هذا الاسم[1].
ونظريَّة فوكوياما أقرب إلى السذاجة منها إلى الواقعيَّة والعلميَّة، وتُعتبر نظريَّة صمويل هنتنجتون "صدام الحضارات" التي صدرت بعدها وتُمثل ردًّا عليها أقرب إلى التماسك والواقعيَّة ورصد العوامل كما هي على الأرض لا كما يتمنَّاها المفكر من نظريَّة فوكوياما، ذلك أنَّ فوكوياما كان متفائلًا إلى الحدِّ الأقصى، إلى الحدِّ الذي رأى في هذه اللحظة نهاية التاريخ الإنساني كلِّه، ثُمَّ بدأ يُفكِّر في عالم ما بعد التاريخ، وإنسان ما بعد الإنسان، وبدا مندفعًا في هذا الاتجاه إلى حدٍّ دعا بعض المعلِّقين لأن يقولوا -بحقٍّ-: إنَّ نظريَّة فوكوياما تعبيرٌ عن "استنفاذ التاريخ الغربي لأُفقه النظري، وانغلاق إمكاناته الفكريَّة لدخوله عصر فراغٍ فكري وأيديولوجي حادٍّ"[2].
وخلاصة نظريَّة فوكوياما كالآتي:
بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط المعسكر الشيوعي بدا واضحًا أنَّ الفكر الليبرالي هو الفكر الوحيد الذي استحقَّ أن يبقى في العالم؛ فلقد انهارت -عبر التاريخ البشري- النظم الملكيَّة والأرستقراطيَّة والثيوقراطيَّة والفاشيَّة والشيوعيَّة، ولم يبقَ إلَّا النظام الليبرالي.
ويستلهم فوكوياما من فلسفة هيجل (Hegel) أنَّ ثمَّة روح أو عقل كامن في التاريخ الإنساني يُطَوِّره دائمًا من الأسوأ إلى الأفضل، فهو لا بُدَّ واصلٌ يومًا إلى اللحظة الأفضل التي هي لحظة النهاية، ومن فلسفة كَانْت (Kant) الحلم بالانتهاء نحو سلامٍ عالميٍّ ودولةٍ عالميَّةٍ واحدة وتَحَوُّل الإنسان إلى مواطن عالمي.
وكما كان هيجل وكَانْت (Kant) متأثِّرَيْن بالثورة الفرنسيَّة فألهمتهما أفكار المثاليَّة الحالمية، وعلَّقا عليها آمالًا في تطوُّر التاريخ والأفكار البشريَّة؛ كذلك كان فوكوياما في لحظة انهيار المعسكر الشيوعي وانتهاء الحرب الباردة.
ولذا توقَّع فوكوياما أن يكون عالَم ما بعد هذه اللحظة عالَمـًا مختلفًا، فهو العالم الذي ستنتشر فيه الأفكار الليبراليَّة والنظام الديمقراطي، والنموُّ الاقتصادي المستمرُّ وإشباع الحاجات الإنسانيَّة؛ ومن ثَمَّ ستختفي بالتدريج الحروب والعلاقات التصادميَّة؛ إذ ستهتمُّ المجتمعات بالحفاظ على مكتسباتها الاقتصاديَّة، إلى الحدِّ الذي لن يكون العالم فيه محتاجًا إلى ساسةٍ وعسكريِين بل إلى موظَّفين إداريِّين فقط يُسَيِّرُون الحياة العاديَّة.
هذه الحياة ستكون رتيبةً بطبعها، بل ستكون حزينة -وهذا كلام فوكوياما نفسه- إذ إنَّ إشباع الحاجات الإنسانيَّة، واختفاء الأهداف والغايات (لأنَّها تحقَّقت) سيقعد بالإنسان عن خوض المعارك، كما أنَّ تحقُّقَ المساواة بين البشر سيجعل إنسان ما بعد التاريخ فاقدًا لحسِّ المغامرة والشجاعة والتطلُّع نحو الأسمى، ولن يكون هناك غايات عظيمة، وبالتالي سينتهي التفوُّق والإبداع والانتصارات الكبرى، سيتراخى الإنسان، وسيهتمُّ بالرفاهية والمتعة[3].
وحتى لا تكون اللحظة بهذه المأساوية، فإنَّ فوكوياما يستدعي أفكار نيتشه على استحياء؛ إذ إنَّ نيتشه -وهو المعروف بفيلسوف القوَّة- رافضٌ للأخلاق، كارهٌ للرحمة والشفقة، مندفعٌ في أطروحاته نحو تحقيق الفرد السوبر مان، ويرى بأنَّ هذا هو غاية المجتمعات وهدفها النهائي.
إلاَّ أنَّ فوكوياما مضطرٌّ إلى أن يستدعي نيتشه -وإن كان على وَجَلٍ- لكي يحول دون أن تصير نهاية التاريخ بهذه المأساويَّة، إذ لا بُدَّ أن نعترف بأنَّ ثمَّة فروقًا بين البشر، ولا بُدَّ من التعامل مع هذه الفروق بما يُشبع ميل كلِّ إنسانٍ إلى الاعتراف به، فلا بُدَّ من النظام الليبرالي الرأسمالي أن يضع ثمَّة منافذ تخرج فيها هذه الطاقات الإنسانيَّة الساعية لتحقيق الذات، وليكن هو المجال الاقتصادي والتجاري كما يقترح فوكوياما.
***
إنَّ نظريَّة فوكوياما غير صداميَّة -على الأقل في شكلها الخارجي- إلَّا إنَّها تُرَسِّخ بعض المفاهيم التي تتطوَّر تلقائيًّا نحو الصدام، ولقد حدث هذا مع فوكوياما نفسه -وربَّما دون أن يشعر- إذ أدَّت به أفكاره إلى الصدام في لحظةٍ من اللحظات إلَّا أنَّها لحظةٌ كاشفة.. كيف؟
نظريَّة فوكوياما تُرَسِّخ التفوُّق الغربي، والشعور بالمركزيَّة والأنا، وتُثبت على طول الخط أنَّها التجربة الوحيدة التي تنجح، وينبغي على البشريَّة أن تتطلَّع إليها وتلهث وراءها في محاولة اللحاق بها والسير على منوالها.. نحن هنا أمام نوعٍ من العنصريَّة في تمام الوضوح، وهي عنصريَّةٌ لا تلبث أن تُترجم نفسها إلى أفعال وأفكار على الأرض، كما لا تلبث أن تصنع لنفسها أعداء، وهم بطبيعة الحال مَنْ لا يقبلون هذه الأفكار أو يُقاومونها.
ولهذا؛ فحين نزل فوكوياما من عالم أفكاره المثاليَّة إلى أرض الواقع، قسَّم الدول في العالم إلى قسمين: دول تاريخيَّة، ودول ما بعد التاريخ؛ الدول التاريخيَّة هي الدول المتخلِّفة التي لم تصل بعد إلى الليبراليَّة الرأسماليَّة، وأمَّا دول "ما بعد التاريخ" فهي الدول المتقدِّمة.
وكان لا بُدَّ أن يحلَّ مشكلات الواقع بطريقةٍ صداميَّة؛ ذلك أنَّ الدول التاريخيَّة تُنَغِّص حياة الدول ما بعد التاريخ بثلاثة مشكلات:
1. النفط: "إنتاج النفط لا يزال مُرَكَّزًا في العالم التاريخي، وهو حيوي بالنسبة إلى الرخاء الاقتصادي لعالم ما بعد التاريخ... إنَّ النفط لا يزال السلعة الوحيدة التي يتركَّز إنتاجها بصورةٍ كافيةٍ في منطقةٍ معينة، بحيث يُمكن التلاعب في سوقه أو زعزعته لأسبابٍ سياسيَّة، وهو ما قد يُؤَدِّي على الفور إلى عواقب اقتصاديَّة مدمِّرة بالنسبة إلى عالم ما بعد التاريخ"[4].
2. الهجرة: "فهناك الآن سيلٌ مطَّرد من أناس من دول فقيرة غير مستقرَّة يتدفَّق على الدول الغنية الآمنة، وهو ما أثَّر في كلِّ الدول تقريبًا في العالم المتقدِّم... سيضمن هذا السيل من الناس استمرار اهتمام دول ما بعد التاريخ بالعالم التاريخي، إمَّا للوقوف في وجه هذا السيل، أو لأنَّ هؤلاء المهاجرين الجدد قد دلفوا إلى النظام السياسي، وبدءوا يدفعون مضيفيهم الجدد إلى التورُّط بصورةٍ أكبر في شئون الدول التي قَدِمُوا منها"[5].
3. التسلُّح: "بصرف النظر عمَّا تُشَكِّله دول تاريخيَّة معيَّنة من خطر على جيرانها، سيكون لدولٍ كثيرةٍ من دول ما بعد التاريخ مصلحةٌ مجرَّدةٌ في منع انتشار تكنولوجيَّات معيَّنة إلى العالم التاريخي، على أساس أنَّ ذلك العالم هو أكثر عرضة لحدوث الصراعات والعنف فيه... ستكون لدى ديمقراطيَّات ما بعد التاريخ مصلحةٌ مشتركةٌ في حماية نفسها من الأخطار الخارجيَّة، وفي نشر قضيَّة الديمقراطيَّة في الأقطار التي لا تُوجد بها الآن نظم ديمقراطيَّة"[6].
وما كان من فوكوياما وهو يُفَكِّر في هذه المشكلات -بوحيٍ من نظريَّته- إلَّا أن يقول: "ستظلُّ العلاقة بين النظم الديمقراطيَّة والنظم غير الديمقراطيَّة تتميَّز بالشكِّ والتخوُّف، وسيظلُّ استخدام القوَّة هو الحكم النهائي في العلاقات بينها"[7].
إنَّ فكر فوكوياما هذا هو الذي أدَّى إلى احتلال العراق، فبالمقياس الفوكويامي، تُعتبر العراق دولة تاريخيَّة: لديها بترول تحتاجه الدول المتقدِّمة، ويتدفَّق منها عددٌ كبيرٌ من المهاجرين، وتُحاول الحصول على أسلحة!
***
وفوكوياما إذ يُقَسِّم العالم إلى دول تاريخيَّة ودول ما بعد التاريخ كان يتَّفق مع الرأي الذي قال به كثيرٌ من الباحثين، ومنهم هنتنجتون وبروس روسيت[8] Brucet Russett وغيرهم، وهو الرأي القائل: إنَّ الدول الديمقراطيَّة لا تُحارب مثيلاتها في الديمقراطيَّة؛ ومن ثَمَّ -فحسب هذه الرؤية- يكون انتشار الديمقراطيَّة في العالم سبيلًا نحو تحقُّق السلام العالمي[9].
ونحن نتَّفق مع هذا الرأي؛ ذلك أنَّ الحكم الدكتاتوري مرهونٌ برأي شخصٍ قد يدفع لقيام حرب؛ ولذلك كانت أميركا تسعى -في مرحلةٍ من المراحل- أن تنشر الديمقراطيَّة في العالم، لكن.. للأسف الشديد، وبأثرٍ من غياب البعد الأخلاقي وتسلُّط المصالح، فإنَّ أميركا لا تتردَّد في تمويل ودعم دول دكتاتوريَّة لتحقيق مصالحها.
وليس أدلَّ على هذا ممَّا حدث في الجزائر في الوقت ذاته الذي خرجت فيه نظريَّة فوكوياما إلى الوجود، حيث فازت الجبهة الإسلاميَّة للإنقاذ بالانتخابات النزيهة في الجزائر، ثُمَّ أوحى عالم ما بعد التاريخ إلى أوليائه في العالم التاريخي، فانقلب الجيش الجزائري على الانتخابات النزيهة وتسبَّب في مجازر مروِّعَة، وسُحِقَت الديمقراطيَّة لحساب الحكم العسكري، الذي لا تُحبِّذه دول ما بعد التاريخ.
أيضًا ما حدث مؤخَّرًا في فلسطين عام 2006م؛ حيث فازت حركة المقاومة الإسلاميَّة حماس في الانتخابات النيابيَّة التي تمَّت بنزاهة، غير أنَّ هذا "التحوُّل الديمقراطي" وُوجه من قبل أميركا، ومن ورائها "عالم ما بعد التاريخ" بالصدود، بل بالحصار والمواجهة وسلوك كلِّ سبيلٍ نحو إضعاف حماس وإسقاطها من الحكم.
***
كان فوكوياما متفائلًا في نظريَّته إلى أبعد الحدود، وكان يتحدَّث عن انتهاء كلِّ النظم غير الليبراليَّة، وحين أتى على الحديث عن الإسلام لم يستطع أن يقول: إنَّه انتهى. وإنَّما قال: إنَّ انتهاءه في حاجة إلى المزيد من الوقت.
قال: "صحيحٌ أنَّ الإسلام يُشَكِّل أيديولوجيا متَّسقة ومتماسكة شأن الليبراليَّة والشيوعيَّة، وأنَّ له معاييره الأخلاقيَّة الخاصَّة به، ونظريَّته المتَّصلة بالعدالة السياسيَّة والاجتماعيَّة، كذلك فإنَّ للإسلام جاذبيَّة يُمكن أن تكون عالميَّة، داعيًا إليه البشر كافَّة باعتبارهم بشرًا لا مجرَّد أعضاء في جماعةٍ عرقيَّةٍ أو قوميَّةٍ معيَّنة، وقد تمكَّن الإسلام في الواقع من الانتصار على الديمقراطيَّة الليبراليَّة، حتى في الدول التي لم يصل فيها إلى السلطة السياسيَّة بصورةٍ مباشرة، وقد تلا نهاية الحرب الباردة في أوربَّا على الفور تحدِّي العراق للغرب، وهو ما قيل -عن حقٍّ أو عن غير حقٍّ- عنه: إنَّ الإسلام كان أحد عناصره.
غير أنَّه على الرغم من القوَّة التي أبداها الإسلام في صحوته الحاليَّة، فبالإمكان القول: إنَّ هذا الدين لا يكاد تكون له جاذبيَّة خارج المناطق التي كانت في الأصل إسلاميَّة الحضارة[10]... وعلى الرغم من أنَّ نحو بليون نسمة يدينون بدين الإسلام؛ أي خمس تعداد سكان العالم، فليس بوسعهم تحدِّي الديمقراطيَّة الليبراليَّة على المستوى الفكري، بل إنَّه قد يبدو أنَّ العالم الإسلامي أشدَّ عرضةً للتأثُّر بالأفكار الليبراليَّة على المدى الطويل من احتمال أن يحدث العكس؛ حيث إنَّ مثل هذه الليبراليَّة قد اجتذبت إلى نفسها أنصارًا عديدين وأقوياء لها من بين المسلمين على مدى القرن ونصف القرن الأخيرين، والواقع أنَّ أحد أسباب الصحوة الأصوليَّة الراهنة هو قوَّة الخطر الملموس من جانب القيم الغربيَّة الليبراليَّة على المجتمعات الإسلاميَّة التقليديَّة"[11].
وبعد عشرين سنة من صدور هذا الكلام عن فوكوياما يبدو أنَّ الحقيقة أبلغ من الكلام، فلا تزال الصحوة الإسلاميَّة تكتسب أرضًا جديدةً في كلِّ يوم، كما لا تزال الليبراليَّة والتغريب يُعانيان الأزمة في المجتمعات الإسلاميَّة، وما توقَّع فوكوياما أن يحدث بعد مزيدٍ وقت، توقَّع هنتنجتون -عن حقٍّ- أنَّه لن يحدث أبدًا، وأنَّ المسلمين لن يتغرَّبوا أبدًا.
غير أنَّ هنتنجتون فسَّره في إطار صدامي كامل، وهذا ما نُناقشه في مقال قادم بإذن الله.
المصدر:
كتاب المشترك الإنساني.. نظرية جديدة للتقارب بين الشعوب، للدكتور راغب السرجاني.
[1] نُشرت هذه المقالة في سنة 1989 في مجلة "المصلحة القومية" الأميركية (National Interest)، ثم صدر الكتاب بعدها بعام في 1990م.
[2] محمد سعدي: مستقبل العلاقات الدولية، ص61.
[3] فوكوياما: نهاية التاريخ، ص273 وما بعدها.
[4] فوكوياما: نهاية التاريخ، ص243.
[5] المرجع السابق، الصفحة نفسها.
[6] المرجع السابق، ص244.
[7] فوكوياما: نهاية التاريخ، ص244.
[8] بروس روسيت Bruce Russett (1935م-..): عالم أميركي شهير، أستاذ العلوم السياسية وأستاذ في الدراسات الدولية بجامعة بيل الأميركية، عمل رئيس تحرير مجلة حل النزاعات (1973- 2009م). من كتبه: الاتجاهات في عالم السياسة الدولية، والأمن الدولي والصراع.
[9] فوكوياما: نهاية التاريخ، ص245 وما بعدها.
[10] وهذا ما يثبت الواقع في كلِّ يوم أنَّه غير صحيح، حتى في العالم الغربي وفي أميركا نفسها، يظلُّ الإسلام أكثر الديانات انتشارًا.
[11] فوكوياما: نهاية التاريخ، ص56، 57.
التعليقات
إرسال تعليقك