ملخص المقال
عمر البشير واستفتاء تقرير مصير السودان، حيث أعلن عن اتخاذه الإجراءات اللازمة لإجراء استفتاء حر ونزيه، وأكد على أن الحرب ليست خيارا لحكومته
قصة الإسلام – وكالات
قال الرئيس السوداني عمر البشير في ختام قمة زعماء دول وحكومات الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا، إن العودة إلى الحرب بين شمال وجنوب البلاد "ليست خيارنا".
وتعهد البشير بإجراء الاستفتاء لتقرير مصير الجنوب في موعده "بحرية وشفافية ومسؤولية" وبناء علاقات متميزة ومتينة مع الجنوب في حال استقلاله. مضيفاً أنه اتخذ الإجراءات اللازمة لإجراء استفتاء حر ونزيه في جنوب البلاد "يجعل نتيجته مقبولة". وفق ما نقلته صحيفة الحياة اللندنية.
كما أكد البشير أن عملية ترسيم الحدود بين شمال السودان وجنوبه على الأرض ذات "أهمية قصوى لإجراء الاستفتاء وانه ضمانة إضافية لتحقيق سلام مستدام وتجنيب الطرفين الدخول في صراعات لا جدوى منها".
وجدد التزام حكومته بقرار هيئة التحكيم الدولية في لاهاي في شأن منطقة أيبي المتنازع عليها والالتزام بأن يتمتع بالتصويت للاستفتاء كل المجموعات المقيمة في المنطقة من دون عزل أي مجموعة، في إشارة إلى قبيلة المسيرية العربية.
يذكر أن الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان،المزمع إجراؤه في 9 يناير2011م، يأتي تطبيقا لاتفاقية السلام الشاملة التي تم توقيعها بين شمال السودان وجنوبه في العام 2005م ووضعت حدا للحرب الأهلية الطويلة الأمد.
وسيكون على الجنوبيين خلال الاستفتاء المقرر في بداية يناير 2011م أن يحددوا لأنفسهم فيما إذا كانوا سيبقون في إطار دولة واحدة مع الشمال السوداني أم سينفصلون عنه.
وكان حزب المؤتمر الموطني الحاكم بالسودان، قد حمل الحركة الشعبية مسئولية ما يترتب على دعمها المستمر للحركات المسلحة بدارفور، في وقت اتجهت فيه الحركة الشعبية لقيادة عمليات تجنيد قسري لأبناء دارفور الموجودين بالجنوب لصالح حركة العدل والمساواة .
واعتبر الدكتور محمد مندور المهدي عضو المكتب القيادي والسياسي للمؤتمر الوطني في تصريح لـ(smc) استقبال الحركة الشعبية لقيادات تمرد دارفور بجوبا بأنه (إعلان حرب) من جانب الحركة.
وطالب مندور الحركة الشعبية بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة تستوجب إخراج الحركات المسلحة الدارفورية من الجنوب فوراً وإيقاف كافة مظاهر الدعم اللوجستي والسياسي الذي تقدمه لهم.
وأضاف قائلاً: "إذا لم تستجب الحركة لهذه المطالب عليها تحمل مسئولية ما يترتب على ذلك".
وأكد مندور وصول (57) جريح من منسوبي العدل والمساواة للجنوب بجانب (24) من المرافقين للجرحى.
وأشار إلى ظهور كثيف للسيارات المسلحة للعدل والمساواة في منطقة بحرالغزال وأسواق مدينة أويل وما حولها وقال: "آخر ماقامت به الحركة هو إجبارها أبناء دارفور الموجودين بالجنوب للتجنيد والإنخراط في صفوف العدل والمساواة وإقامة تدريب لهم داخل الجنوب".
وكشف المهدي عن تسلم القائد العام لقوات العدل والمساواة سليمان صندل بمرافقة القائد حقار الصافي مؤخرا لأسلحة وذخائر بمنطقة جبال خنافس من الجيش الشعبي الذي التزم بعقد دورات تدريبية متقدمة لقوات العدل والمساواة تحت إشراف ضباطه.
يذكر أن السيد إبراهيم غندور أمين العلاقات السياسية في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان أبدى خشيته من قيام دولة عدائية في الجنوب عقب إجراء الاستفتاء على تقرير المصير.
وقال الغندور في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية حول السيناريوهات المتوقعة نتيجة الاستفتاء: "ما نتمناه أن يصاحب الانفصال سلام دائم مع الدولة التي ستنشأ، وهناك سيناريو الوحدة ولكنه الأضعف، وسيناريو آخر وهو الانفصال مع قيام دولة عدائية وهذا ما نعمل على تفاديه بالتعاون مع القوى الأخرى، ونسعى من خلال الاتحاد الأفريقي إلى الاتفاق على أطر تعاون في حالتي الوحدة والانفصال".
وأشار إلى وجود أمراء حرب في الجنوب يحاولون إشعال فتيل الحرب، لكن رغم ذلك يمكن اعتبار أن الحوار الذي دار في الفترة السابقة اعاد الأجواء العقلانية إلى حد ما مما قلل من لهجة التلويح بالحرب.
وأردف الغندور: "نحن نتمنى من شركائنا في الحركة الشعبية أن يكونوا أكثر وعيًا لخطورة أن يتم تمرير استفتاء مشكوك في نزاهته ونحن نثق أن المفوضية ستحاول أن تجعل من الضوابط التي أوجدتها وسيلة للخروج باستفتاء يتسم بالنزاهة لكن على المراقبين أن يمنعوا حدوثأي اختراق من شأنه الطعن في نزاهة العملية برمتها".
ونوه المسئول البارز في الحزب الحاكم إلى أن التقارير التي تشير الى هجرة جماعية للجنوبيين، غير دقيقة، وأكد أن واحدًا في المائة فقط من جنوبي الشمال هم الذين رحلوا.
وقال: "إنهم يعانون من أحوال سيئة، حسب الأمم المتحدة، وبعضهم قرر الهجرة العكسية، لكن المخاوف ستكون في الجنوب أكثر من الشمال".
وعن دولة الجنوب وما إذا كان يمكن أن تكون فاشلة قال الغندور: "نحن نتمنى الوحدة.. أما إذا وقع الانفصال فنتمنى لدولة الجنوب الاستقرار، لأن الفوضى ستؤثر أيضًا شمالاً".
التعليقات
إرسال تعليقك