المسلمون الجدد
قصة هداية ورشاد
قصص المسلمين الجدد مثيرة للغاية وتبعث على التأمل والتفكر، وتؤكد هذه القصص بما لا يدع مجالًا للشك أن الدين عند الله الإسلام، وأن الإسلام هو الحق وهو دين الفطرة، ومهما حاول أعداء الإسلام إطفاء نوره فلن يستطيعوا؛ إذ الله متم نوره ولو كره الكافرون، وقصص المسلمين الجدد أكبر شاهد على ذلك، وهذه البوابة ترصد المسلمين حديثي الدخول في الدين من الديانات والملل الأخرى، سواء كانوا مشاهير من سايسيين الرياضيين أو فنانين أو علماء أو مفكرين أو شخصيات عامة، تعرض قصة إسلامهم، كيف تعرفوا على الإسلام؟ ولم اعتنقوه؟ وما العوائق التي قابلتهم في رحلة الهداية.
ملخص المقال
ولد إبراهيم متفرقة بالمجر لأبوين يعتنقان النصرانية في عام 1674م، ثم أَسَرته الجيوش العثمانية في أثناء غزوها للمجر، فما قصة إسلامه؟
وُلِدَ إبراهيم متفرقة بالمجر لأبوين يعتنقان النصرانية في عام 1674م، ثم أَسَرته الجيوش العثمانية في أثناء غزوها للمجر، وأُحضِر إلى الأستانة وبِيع فيها، ثم اعتنق الإسلام فأُعتِقَ، وتُوفِّي في عام 1744م.
إسلامه:
بعد أن أسلم متفرقة انصرف إلى دراسة العلوم الدينية، وقرأ العديد من الكتب الإسلامية، حتى أصبح من كبار المثقفين في الدولة العثمانية ومن أصحاب الرأي، كما شغل إبراهيم متفرقة وظيفة ترجمان الباب العالي، وعُيِّن سفيرًا لبلاده في بولونيا عام 1737م, واشترك في الحرب ضد النمسا، وقد ندبه السلطان لمهام سياسية خطيرة.
إسهاماته:
تُعَد أبرز أعمال متفرقة وأكثرها نفعًا للإسلام والمسلمين قيامه بإنشاء أوَّل مطبعة في الدولة الإسلامية، وتعتبر هذه المطبعة أول مطبعة إسلامية نشرت كتبًا عربية في الأستانة، وأصدرت عام 1728م تاريخ الحاج خليفة (1004- 1067هـ) بعنوان (تحفة الكبار في أسفار البحار)، وهو باكورة مطبوعاتها العربية(1).
ولا يتسع المجال هنا للحديث عن الفائدة الجمَّة التي عادت على المسلمين من جرَّاء إدخال هذا الاختراع لأراضيها، حيث تعتبر الطِّباعة بمنزلة ثورة تقنية نقلت البشرية كلَّها خطوات إلى الأمام، ولم يكن من المعقول أن تكون دولة في حجم ونهضة الدولة العثمانية - التي كانت في ذلك الوقت تمتد حدودها من المجر إلى اليمن - لا يُوجد فيها هذا الاختراع المعرفي العظيم.
ثم قامت تركيا بعد ذلك بإنشاء دار الطباعة في إسطنبول في عام 1796م، بعد أن نقلت إليها متبقيات مطبعة إبراهيم متفرقة بعد أن اشترتها الحكومة، والتي أخذت تنشر الكتب باللغة العربية(2).
(1) جريدة الصباح الكويتية.
(2) جريدة الغد الأردنية.
التعليقات
إرسال تعليقك