جروح نازفة
جروح نازفة
باتت الأمة ممزقة، وتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، وتناحرت في ما بينها وتنازعت، فصارت الجروح شتى في البلاد، والنزيف يتزايد بين العباد، وهذه بوابة تهتم بملفات المسلمين والبلاد الإسلامية في العالم، التي تنزف الجراح من احتلال المعتدين، أو خلافات المتناحرين، حروب وانقسامات، وتدمير وإرهاب.. كل ذلك في جروح نازفة.
ملخص المقال
ماذا تعرف عن مشكلة دارفور غرب السودان، وعن مذابح التطهير العرقي فيها، والدور الذي تلعبه أمريكا والغرب هناك
ماذا يجري في دارفور غرب السودان؟ وكيف تحول الصراع بين القبائل المسلمة (العربية والأفريقية) إلى حروب وقتال وتهجير سكان؟ وأين دور الدول العربية ومنظمات الإغاثة العربية؟ ولماذا خلت الساحة للأمريكان والأوربيين وحدهم؟
وهل تتحول قضية دارفور تدريجيا إلى مسمار جحا جديد للتدخل في شئون السودان وتقسيمه على المدى البعيد، بحيث قد ينفصل الجنوب، ويعقبه غرب السودان (دارفور) بدعوى وجود تطهير عرقي هناك يستلزم تدخلا دوليا؟!
هل أصبحت معالم خطة تقسيم السودان واضحة المعالم؟ وهل دخلت حيز التنفيذ بعد التهديدات والدعوات المكثفة للتدخل العسكري من قبل الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة في دارفور في ضوء الحديث عن نزوح قرابة 100 ألف سوداني مما يسمى القبائل الأفريقية في المنطقة إلى تشاد، وروايات غربية عن عصابات عربية موالية للحكومة تطارد وتقتل القبائل الأفريقية؟.
الإجابة عن هذه التساؤلات توضح لنا الموقف وعلى ما يحدث هناك، فالسودان واحد من الدول القليلة التي تجمع في ثقافاتها ألوانا مختلفة الأوجه، منحت السودان ظروفا بالغة التنوع على المستويين الطبيعي والسكاني. يمثل السودان أحد أكبر الدول في القارة الأفريقية بمساحة تزيد عن 2.5 مليون كم2، و يبلغ عدد السكان 34 مليون نسمة، وتمثل حدود السودان الطويلة مع 9 دول إحدى أهم نقاط الضعف في معالم جغرافيته السياسية. وينقسم السكان إلي مجموعتين رئيسيتين: الزنوج، والعرب، ودينيا يشكل المسلمون أكبر مجموعة دينية بما يزيد عن 70% من إجمالي السكان، والنسبة الباقية للوثنيين والمسيحيين. ومن بين 26 ولاية يجسد إقليم دارفور ما يمكن اعتباره "السودان المصغر" بتنوع أعراقه ولغاته ومشاكله الداخلية، وتأثير دول الجوار والقوى الدولية.
التعليقات
إرسال تعليقك