ملخص المقال
غابت بعض مظاهر شعيرة العيد، وفقد بعض المسلمين لذة العيد ورونقه وفرحته، فما السبب؟ وما الذي جعل العيد مللا؟
لقد غابت بعض مظاهر هذه الشعيرة، وفقد بعض المسلمين لذة العيد ورونقه وفرحته.
فالعيد شعيرة إسلامية ودينية تتجلى فيها مظاهر العبودية لله، وتظهر فيها معانٍ اجتماعية وإنسانية ونفسية، فالجميع يلبي نداء صلاة العيد، والجميع أيدٍ تتصافح وقلوب تتآلف، أرواح تتفادى، ورءوس تتعانق.
إن كثيرًا من الناس يظن أن العيد قضية اجتماعية، وعادة من عادات الأمم لا يتعدى اهتمام الإسلام به في غير قضية الصلاة، بل تجاهلوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لتعلم اليهود أن في ديننا فسحة"[1].
وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان له جبة يلبسها للعيدين والجمعة[2].
في العيد ملل؛ لأننا أخذنا أشياء وتركنا أشياء، علِّمنا شيئًا وجهلنا أشياء.
أيها الناس، ليس الإسلام محصورًا في أركانه الخمس، وليس محصورًا في صفحة دينية من صحيفة تدعو إلى التحرر من مبادئ الإسلام والتشكيك في مبادئه.
ليس من هدي الإسلام أن يحافظ الإنسان على الأذكار ثم يلعب بالقيم والأخلاق.. ليس من هدي الإسلام أن يسمع الإنسان خطبة الجمعة ثم يغدو إلى الشواطئ والبحار حيث اللعب واللهو الحرام.
ليس من هدي الإسلام أن يصلي الإنسان الفجر ويقرأ القرآن، ثم يسحب رجليه إلى دور الربا والتعامل بالحرام.. ليس من هدي الإسلام أن يحمل الإنسان المصحف ثم يكون منعدم الإحساس كاتم الأنفاس لقضايا المسلمين.
والعجب كل العجب أن يأتي من بني قومنا ومن يتكلم بلغتنا فيكون داعيًا بقلمه ولسانه إلى مواكبة حضارة الكفر وتقليد المجتمعات الكافرة المخالفة لشرع الله, ويظهر الإسلام في صورة العاجز عن مواجهة المشكلات والتمشي مع حضارة العصر..
يريد أن ينتزع الإسلام من قلوب الرجال والنساء إلى أرذل الحياة بلا دين ولا إيمان.
فيا أيها الناس، أيعقل أن نحتفل بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يحتفل به صحابته الكرام؟! أيعقل أن يرقص فينا الدجالون والخرافيون وينشدون وتتساقط عمائمهم كما تتساقط مبادئهم؟!
أيعقل أن نحتفل بتنظيف وتشييد المساجد وهي شبه خالية في صلاة الفجر والظهر من المصلين في أيام العيد؟! أيعقل أن نعتني بتنظيف الطرقات والمنتزهات وفي القلوب أدواء وأمراض وأوباء؟!
المصدر: موقع يا له من دين.
التعليقات
إرسال تعليقك