التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
بعث أسامة مقال يوضح أن أبا بكر حفظ الله به الدين والقرآن فقد تصدى لفتنة الردة، فما موقف أبي بكر والصحابة من بعث أسامة؟
الخطوط العريضة لسياسة أبي بكر الصديق في الحكم:
كان القرار الواضح لأبي بكر الصديق رضي الله عنه في بداية حكمه هو الانضباط التامُّ على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم دون انحراف ولا تبديل، والالتزام الحرفي بسُنَّته صلى الله عليه وسلم مهما كانت الظروف. هذا النهج يُفَسِّر المواقف العجيبة، والقرارات النادرة، التي أخذها الصديق رضي الله عنه في فترة خلافته. لم يكن هذا جديدًا على الصديق رضي الله عنه، إنما كانت طريقته منذ أسلم. عبَّر الصِّدِّيق رضي الله عنه عن سياسته في التعامل مع السُّنَّة النبويَّة بكلمة عظيمة أعلنها يومَ الحديبية؛ حيث قال لعمر رضي الله عنه بحسم: «فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ عَلَى الحَقِّ»[1]. هكذا، في هذا الوقت العصيب، عندما كانت الرؤية ضبابية عند كثير من الناس، كان الصديق رضي الله عنه واضح الرؤية تمامًا، وهو الذي قال عنه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه مقارِنًا إياه ببقية الصحابة: «وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا»[2]. ولقد خطب أبو بكر رضي الله عنه في بدء خلافته فقال: «... لَسْتُ تَارِكًا شَيْئًا، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْمَلُ بِهِ إِلَّا عَمِلْتُ بِهِ، فَإِنِّي أَخْشَى إِنْ تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ»[3]. وقال عروة بن الزبير: خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي وُلِّيتُ أَمْرَكُمْ، وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ، وَلَكِنَّهُ نَزَلَ الْقُرْآنُ، وَسَنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَّمَنَا فَعَمِلْنَا، وَاعْلَمُنَّ أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّ أَكْيَسَ الْكَيْسِ الْهُدَى» -أَوْ قَالَ: «التُّقَى»، شَكَّ أَبُو عُبَيْدٍ، قَالَ: وَأَكْثَرُ ظَنِّي أَنَّهُ: التُّقَى- «وَأَنَّ أَعْجَزَ الْعَجْزِ الْفُجُورُ، وَأَنَّ أَقْوَاكُمْ عِنْدِي الضَّعِيفُ حَتَّى آخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَأَنَّ أَضْعَفَكُمْ عِنْدِي الْقَوِيُّ حَتَّى آخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَنَا مُتَّبِعٌ، وَلَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ، فَإِنْ أَنَا أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي، وَإِنْ أَنَا زُغْتُ فَقَوِّمُونِي، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ»[4].
أزمة الردة
كانت هذه واحدة من أكبر الأزمات في تاريخ الأمَّة الإسلامية؛ فقد وردت الأنباء من الجزيرة العربية كلها تقريبًا بردَّة المسلمين عن الإسلام! كانت بوادر هذه الردَّة قد ظهرت في أخريات حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتمثَّلت في ردَّة الأسود العنسي في اليمن، وقد قُتِلَ قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وردَّة مسيلمة الكذَّاب في بني حنيفة في اليمامة.
تفاقم الأمر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وارتدَّ معظم العرب، ولم تبق على الإسلام إلا ثلاث مدن؛ هي المدينة، ومكَّة، والطائف، بالإضافة إلى قرية هجر في شرق الجزيرة العربية. لم تكن ردَّة الناس كلها من نوع واحد، فقد ارتدَّ البعض باتَّباع مدَّعي النبوة، وكانوا أربعة؛ الأسود العنسي في اليمن، وكان له أتباع حتى بعد قتله، ومسيلمة الكذَّاب في اليمامة، وطليحة بن خويلد في بني أسد، وسجاح، وهي امرأة، في بني تميم.
ارتدَّ فريق آخر من العرب بمنع الزكاة، واعتبروا أنها كانت تؤدَّى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشخصه، فلمَّا مات لم يعد للدولة حقٌّ فيها، وهذا في الواقع هدمٌ للدين والدولة معًا؛ فالزكاة ركنٌ من أركان الإسلام، واستحلال منعها كفرٌ بالله تعالى، كما أن الامتناع عنها فكٌّ لارتباط القبائل الممتنعة عن الدولة المسلمة، وهذا الرابط المالي من أقوى الروابط الدالَّة على التبعيَّة، والتفريط فيه لن يعود بالأضرار الاقتصادية فقط، ولكن بالأضرار السياسية والحربية والاجتماعية كذلك، ولن يستقيم للمسلمين كيان إذا سكتوا على هذا الوضع. لذا كان قرار الصديق رضي الله عنه في هذه الأزمة هو قتال المرتدين جميعًا، والإصرار على جمع الأمَّة كلها تحت راية واحدة دون تردُّد ولا خوف، وهو القرار الذي كان يُعارضه فيه جُلُّ الصحابة بما فيهم عمر رضي الله عنه.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ العَرَبِ، قَالَ عُمَرُ لِأَبِي بَكْرٍ: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ؟ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَمَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللهُ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ، إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ»، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ المَالِ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا[5] كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: «فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ اللهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الحَقُّ»[6].
ومع ذلك فقد أخَّر الصديق رضي الله عنه قتال المرتدين إلى حين القيام بخطوة عسكرية أخرى مهمَّة، وهي الخطوة التي وجدت معارضة كذلك من الصحابة! ألا وهي إنفاذ بعث أسامة بن زيد رضي الله عنه إلى الشام!
إنفاذ بعث أسامة بن زيد رضي الله عنه:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنفذ بعث أسامة بن زيد رضي الله عنه إلى الشام قبل موته بقليل، فاجتمع الصحابة على الصديق رضي الله عنه يطلبون منه ردَّ جيش أسامة رضي الله عنه ليستعينوا به في حرب المرتدين، فأَبَي الصِّدِّيقُ رضي الله عنه إباءً عظيمًا، وأعلن أن مخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعد موته أمرٌ لا يأتيه أبدًا مهما كان عقله لا يستوعب الخير وراءه. يحكي أبو هريرة رضي الله عنه هذا الموقف الكبير فيقول: «وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَوْلَا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتُخْلِفَ مَا عُبِدَ اللهُ ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ ثُمَّ الثَّالِثَةَ ثُمَّ قِيلَ لَهُ: مَهْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَّهَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فِي سَبْعِ مِائَةٍ إِلَى الشَّامِ فَلَمَّا نَزَلَ بِذِي خَشَبٍ قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَارْتَدَّتِ الْعَرَبُ حَوْلَ الْمَدِينَةِ وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا أَبَا بَكْرٍ، رُدَّ هَؤُلَاءِ، تُوَجِّهُ هَؤُلَاءِ إِلَى الرُّومِ وَقَدِ ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ حَوْلَ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَوْ جَرَتِ الْكلَابَ بأَرْجُلِ أَزوَاجِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا رَدَدْتُ جَيْشًا وَجَّهَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا حَلَلْتُ لِوَاءً عَقَدَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَّهُ أُسَامَةَ فَجَعَلَ لَا يَمُرُّ بِقَبِيلٍ يُرِيدونَ الِارْتِدَادَ إِلَّا قَالُوا: لَوْلَا أَنَّ لِهَؤُلَاءِ قُوَّةً مَا خَرَجَ مِثْلُ هَؤُلَاءِ مِنْ عِنْدِهِمْ وَلَكِنْ نَدَعُهُمْ حَتَّى يَلْقَوُا الرُّومَ، فَلَقَوُا الرُّومَ فَهَزَمُوهُمْ وَقَتَلُوهُمْ وَرَجَعُوا سَالْمِينَ، فَثَبَتُوا عَلَى الْإِسْلَامِ»[7]!
وقد يعتقد البعض أن تغيُّر الظرف بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم يُتيح تغيير الفعل، وبالتالي يمكن أن يكون الأصوب هو السير في اتِّجاه إجماع الصحابة على عدم إنفاذ بعث أسامة بن زيد رضي الله عنه، واستخدام الجيش في الدفاع عن المدينة، أو في قتال المرتدين، ولكن الواقع أن أبا بكر رضي الله عنه كان عالمًا بالسُّنَّة أكثر من غيره، ولذلك فقد أدرك أمرين جعلاه يُصِرُّ على إنفاذ بعث أسامة رضي الله عنه؛ الأول هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم في أخريات حياته برِدَّة اليمامة واليمن، وادِّعاء مسيلمة الكذَّاب والأسود العنسي للنبوَّة، ومع ذلك أخرج جيش أسامة رضي الله عنه إلى الشام، والثاني أنه صلى الله عليه وسلم أوصى بعد مرضه، وشعوره أن هذه هي لحظات حياته الأخيرة، بإنفاذ بعث أسامة رضي الله عنه؛ فعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ قَالَ: «.. وَأَوْصَى صلى الله عليه وسلم عِنْدَ مَوْتِهِ بِثَلاَثٍ: «أَخْرِجُوا المُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ العَرَبِ، وَأَجِيزُوا الوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ»، وَنَسِيتُ[8] الثَّالِثَةَ[9]. وذَكَرَ هذه الثالثة عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ[10]، فقَالَ: «لَمْ يُوصِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ مَوْتِهِ إِلَّا بِثَلَاثٍ: أَوْصَى لِلرَّهَاوِيِّينَ بِجَادِّ مِائَةِ وَسْقٍ مِنْ خَيْبَرَ، وَأَوْصَى لِلدَّارِيِّينَ بِجَادِّ مِائَةِ وَسْقٍ مِنْ خَيْبَرَ، وَأَوْصَى لِلشَّيْبِيِّينَ بِجَادِّ مِائَةِ وَسْقٍ مِنْ خَيْبَرَ، وَأَوْصَى لِلْأَشْعَرِيِّينَ بِجَادِّ مِائَةِ وَسْقٍ مِنْ خَيْبَرَ[11]، وَأَوْصَى بِتَنْفِيذِ بَعْثِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَأَوْصَى أَنْ لَا يُتْرَكَ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ دِينَانِ»[12]. فالشاهد من الأمرين أن الرسول صلى الله عليه وسلم أصرَّ على إخراج جيش أسامة رضي الله عنه إلى الشام مع علمه بالردَّة، ومع علمه كذلك بقُرْب موته، وهذا الذي دفع الصِّدِّيق رضي الله عنه للإصرار على رأيه.
واجتمع الصحابة وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم يطلبون من الصديق رضي الله عنه استبعاد أسامة بن زيد رضي الله عنه من القيادة لصِغَر سِنِّه، وخطورة الموقف، فغضب الصديق رضي الله عنه غضبًا شديدًا لكونهم يطلبون تغيير أمرٍ ارتضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال لعمر رضي الله عنه: «يَا ابْنَ الْخَطّابِ أَتَأْمُرُنِي أَنْ أَكُونَ أَوّلَ حَالّ عَقْدًا عَقَدَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاَللهِ لَأَنْ أَخِرّ مِنْ السّمَاءِ إلَى الْأَرْضِ فَتَخْطَفُنِي الطّيْرُ أَحَبّ إلَيّ مِنْ أَنْ أُمَالِئَكُمْ عَلَى هَذَا الرّأْيِ»[13]! ومرَّة أخرى نقول إن الصِّدِّيق رضي الله عنه هنا كان مُطَبِّقًا للسُّنَّة النبويَّة تمامًا؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أصَرَّ على إمارة أسامة رضي الله عنه مع مجادلة الناس له في هذه الإمارة.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، بَعْثًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ -يُرِيدُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ- فَقَدْ طَعَنْتُمْ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ[14] مِنْ قَبْلِهِ وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لَهَا. وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لأَحَبَّ النَّاسِ إِلَىَّ، وَايْمُ اللَّهِ إِنَّ هَذَا لَهَا لَخَلِيقٌ -يُرِيدُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ- وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لأَحَبَّهُمْ إِلَىَّ مِنْ بَعْدِهِ فَأُوصِيكُمْ بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ صَالِحِيكُمْ»[15]؛ فهذا يعني أنه يريدها لهدف لم يُعْلِنه، ولم يكن ضروريًّا أن يعلم الصِّدِّيق رضي الله عنه هذا الهدف لكي يُنَفِّذ الأمر، فهو طائعٌ لرسول الله في كلِّ الأحوال، ولذلك أنفذ الجيش بقيادة أسامة رضي الله عنه، وقلبه في كامل الاطمئنان إلى أن ذلك هو الخير والصواب.
حلقات اليوتيوب الخاصة بهذا المقال: حلقة 6 من قصة الخلافة الراشدة، و حلقة 7 من قصة الخلافة الراشدة.
التعليقات
إرسال تعليقك