التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
وقعت دول آسيا الوسطى والقوقاز تحت الاستعمار الروسي نتيجة الضعف الشديد للخلافة العثمانية، فماذا فعل الروس في المسلمين؟ وما السياسات الروسية عقب
الاستعمار الروسي
واعتبارًا من القرن الثالث عشر الهجري التاسع عشر الميلادي تعرَّض العالم الإسلامي عمومًا بقيادة الخلافة العثمانيَّة، وروسيا، وأوروبا، وإيران، لمتغيِّرات هائلة، كان لها أثرها المباشر على عَلاقات الخلافة العثمانيَّة مع مناطق آسيا الوسطى بعد سقوط القرم وقفقاسيا حتى بحر قزوين في يَدِ الروس، ويأتي على رأس هذه المتغيِّرات ضَعْفُ الخلافة العثمانيَّة، وتقسيم أملاكها إلى مناطق حماية بين الدُّول الاستعماريَّة، وانفتاح الطريق أمام الروس لاحتلال ممالك آسيا الوسطى الإسلاميَّة.[1]
فقد بدأت روسيا القيصريَّة في التكالب على المسلمين في هذه المناطق، لمَّا ضَعُفَت الخلافة العثمانيَّة، وخاضت معهم حروب إبادة جماعيَّة، بدءًا من عهد إيفان الثالث (885هـ = 1480م) الذي نكَّل بالمسلمين، وقاد حملة كبيرة أخرج فيها المسلمين التتار من موسكو بعد أن دامت في أيديهم قرابة 240 عامًا، ثم جاء عهد فاسيلي الثالث ابن إيفان الثالث، فطلب منه البابا أن يعجِّل بطَرْد المسلمين إلى سيبريا وتشتيتهم، واعدًا إيَّاه بملكوت السماء بالقسطنطينيَّة التي فتحها محمد الفاتح العثماني عام 857هـ، لكنَّ أخطر هؤلاء القياصرة كان إيفان الرابع أو "الرهيب" كما أَطْلَق عليه المسلمون هذا الاسم؛ وذلك بسبب حرب الإبادة الشاملة التي شنَّها ضدَّهم؛ فقد فرض عليهم أن يتنصروا أو يتركوا أوطانهم ويُهاجروا مثلما فعل الأسبان بمسلمي الأندلس.
كما فعل الروس ذلك مع التتار المسلمين على ضفاف نهر الفولجا ومع البشكير، وقد تحوَّل كثير من البشكير والتتار إلى النصرانيَّة؛ خوفًا على أنفسهم وأولادهم، محافظين على إسلامهم سرًّا مدى ثلاثة قرون، حتى أُتِيحَت الحريَّات الدينيَّة عام (1323هـ=1905م)، فأظهروا إسلامهم.[2]
روسيا القيصرية تفرض التنصير على المسلمين
وبعد إيفان الرهيب جاء بطرس العظيم، فكانت سياسته كسلفه، ففرض التنصير على المسلمين بالقوَّة أو الْفِرَار من أراضيهم وأوطانهم، وقد بدأ بطرس العظيم (1092 - 1138هـ = 1682 – 1725م) بالاتِّجاه جنوبًا إلى شمال البحر الأسود في منطقة أزوف واحتلَّها عام (1108هـ - 1696م)، ولكن الخلافة العثمانيَّة استعادتها سنة (1112هـ - 1700م)، ولم يتمكَّن من الاستيلاء على القوقاز سنة (1135هـ - 1722م)؛ بسبب المواجهة الشرسة التي وُاجِهَهَا من مسلميها الأشداء بقيادة رجال الطريقة النقشبنديَّة الصوفيَّة.
وقد سارت الإمبراطورة الروسيَّة "حنا" (1151 – 1169هـ = 1738 – 1755م) على نهج إيفان الرهيب، ففرضت التنصير على المجرى الأوسط لنهر الفولجا، وصادرت الأوقاف، وأغلقت المدارس، وقد أصدرت أمرًا بإعفاء المرتدِّين عن الإسلام إلى النصرانيَّة من الضرائب والخدمة العسكريَّة، ومعاملتهم معاملة حسنة، وقد مُنِعَ المسلمون في عهدها من إقامة شعائرهم الدينيَّة، وأُغْلِقَت جميع مدارسهم ومساجدهم، حتى إن أطفالهم الصغار كانوا يُخطفون ويُوضعون في المدارس التبشيريَّة، حتى يَنْشَئُوا على النصرانيَّة الأرثوذكسيَّة.
وفي عهد كاترين (1176 - 1211هـ = 1762 – 1796م) تمَّت أضخم عمليَّات التوسُّع على حساب أرض المسلمين، ففي فترة حكمها قامت بمصادرة مئات الألوف من أخصب أراضي تتار القرم، رغم السياسة المتسامحة التي أبدتها مع المسلمين، ومنحهم الحرِّيَّة الدينيَّة سنة (1187هـ - 1773م)، ومِن بعدها لم يَسِر القياصرة الروس على نهجها في التسامح مع المسلمين؛ فنجد نيقولا الأوَّل يلجأ إلى سياسة الكبت والضغط على المسلمين، فلا يسمح ببناء المساجد، بل ويُصادر كثيرًا من أراضيهم، وتحتلُّ جيوشه إقليم طشقند عاصمة إقليم الشاش، وسمرقند عاصمة تيمورلنك.[3]
الإمام منصور رافع راية الجهاد
والذي يمكن تسجيله هنا هو أن المقاومة الإسلاميَّة لم تُعْدَمْ في أي من عصور القياصرة السابقِينَ ولا غيرهم، وقد ظهرت في أبهى صورها في عهد كاترين، حيث ظهرت شخصيَّة إسلاميَّة قوقازيَّة حملت على عاتقها راية الجهاد، تمثَّلت في الإمام منصور، الذي استطاع أن يُلْحِق الهزائم المتتاليَّة للروس في كُلٍّ من الشيشان والداغستان، لكنَّه هُزِمَ سنة 1785م في معركة "تتارتوب"، ولكنها لم تكن هزيمة كاملة؛ لأن الإمام منصور انسحب من المعركة بعد أن شعر بأنه سيخسر نتيجة التفوُّق العدديِّ الكبير للروس، وعاد لمسقط رأسه في الشيشان.
وعندما بدأت بوادر الحرب الروسيَّة التركيَّة في عام 1787م استنجد الأتراك بالإمام منصور فلبَّى النداء، وبدأ بمهاجمة القوَّات الروسيَّة من الخلف في الذكرى السنويَّة لمعركة "تتارتوب"، فانتصر الإمام منصور، واستطاع بمعاونة ثلاثة أفواج من قوازق الدون في إبادة الروس وهزيمتهم، إلا أن الروس استطاعوا أن ينالوا من الإمام منصور في قلعة "أنابا" على ساحل البحر الأسود، فخرَّ البطل شهيدًا في سبيل الله في عام 1794م بعد جهاد ضدَّ القيصريَّة الروسيَّة دام ما يقرب من عشر سنين.[4]
عوامل التوسع الروسي في القوقاز
والحقيقة أنه كانت هناك عدَّة عوامل ساعدت على التوسُّع الروسيِّ في آسيا الوسطى والقوقاز في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، نلخِّصها في عامِلَيْن:[5]
عامل داخلي: حيث ركَّز القيصر نيقولا الأول (1825 - 1855م) جهوده للسيطرة على منطقة القوقاز، ولتحقيق هذا الغرض تمَّ بناء خطٍّ من الحصون لمحاصرة هذه القبائل والقضاء على مقاومتها، وبانتهاء حرب القرم[6] عام 1856م تمَّ تكثيف الحملات العسكريَّة ضدَّ الشيخ شامل،[7] حتى اضطر للاستسلام في عام 1859م، وكان القضاء على الشيخ شامل وثورته تأمينًا للوضع العسكريِّ في المنطقة، وتمهيدًا للتقدُّم الروسيِّ في خانات آسيا الوسطى التي كانت مجهولة تمامًا بالنسبة للدُّول الأوروبيَّة والعالم الغربي.
ثم إن روسيا أرادت بعد هزيمتها في حرب القرم من قِبَلِ فرنسا وبريطانيا أن تُعِيدَ تحقيق الأمجاد العسكريَّة، والانتصارات الروسيَّة، ولذلك عمل ألكسندر الثاني ( 1855-1881م) على تقوية وتحديث الجيش الروسيِّ، فأصدر في عام 1874م قانون الخدمة العسكريَّة.
وهذا فضلاً عن رغبة الروس في نشر مذهبهم الأرثوذوكسي، ومحاربة الخانات الإسلاميَّة، وزعزعة العقيدة الإسلاميَّة، وتأمين الحدود الجنوبيَّة؛ حيث أدرك قياصرة الروس خطر الإسلام، وأنهم هم الورثة الحقيقيون للدولة البيزنطيَّة، وحُمَاة المذهب الأرثوذكسي ودُعَاتُه!
ب) ظروف دُوليَّة: حيث كانت حرب القرم التي انهزمت فيها روسيا من أهمِّ الأسباب التي قادتها إلى التوسُّع الجغرافيِّ والعقائديِّ في وَسَط آسيا، وذلك أنها قضت على هيبة روسيا دُوَلِيًّا ولفترة طويلة، وقضت لفترة على التوسُّع الروسيِّ غربًا، وبسببها تخلَّت روسيا مؤقَّتًا عن فكرة تقسيم الخلافة العثمانيَّة، ومن ثَمَّ نشطت للتوسُّع في آسيا الوسطى.
التدخل الروسي في شئون الدولة العثمانية
على أن هذا الاتِّجاه قد قَوِيَ بعد انتهاء الحرب الروسيَّة التركيَّة، والتي كانت قد نشبت بسبب انتهاز روسيا لنشوب ثورة في البوسنة والهرسك ضدَّ الحكم العثمانيِّ، فتدخَّلت لصالح الثوَّار، وعَمِلَتْ على إثارة رُوح العداء بين الطرفين، ثم دَخَلَت الصربُ والجبلُ الأسود في صراع مع الخلافة العثمانيَّة في سنة 1876م، وانتهزت روسيا الفرصة وأعلنت ضرورة تدخُّلها لحماية مسيحي الخلافة العثمانيَّة، وأثارت العواصم الأوروبيَّة لذلك، فوجَّهت الدُّول الأوروبيَّة عام 1877م إنذارًا جماعيًّا إلى الخلافة العثمانيَّة، طالبت فيه بعقد صلح مع الجبل الأسود، وهو ما رفضته، فاشتعلت الحرب بينها وبين روسيا، انتهت بهزيمة الخلافة العثمانيَّة عام 1877م؛ حيث عجزت عن مقاومة الجيوش الروسيَّة، واضطر السلطان عبد الحميد الأول إلى قَبول معاهدة سان ستفانو سنة 1878م،[8] ولكنها قُوبِلَتْ باعتراض الدُّوَلِ الأوروبيَّة، فتمَّ عقد مؤتمر برلين عام 1878م، الذي أبقى النفوذ الروسي في شرقي البلقان، مع وجود نمساوي في غربي البلقان.
وكان معنى تحديد النفوذ الروسي في شرق البلقان أن الطريق أصبح مغلقًا أمام الروس في البلقان لوجود النمسا في غربه، مما ساعد تزايد اتِّجاه روسيا نحو آسيا الوسطى.
ومن المهمِّ هنا ألا نغفُل أن فترة التوسُّع الروسيِّ في النصف الثاني من القرن التاسع عشر جاءت مواكبة لاتِّساع ونموِّ الاستعمار الأوروبي واتِّجاه الدُّوَلِ الأوروبيَّة إلى التوسُّع في قارَّتَيْ آسيا وأفريقيا، متذرِّعِينَ بالمبادئ الإنسانيَّة في آسيا وأفريقيا، ومتَّخِذِينَ منها ستارًا لإخفاء دوافعهم، وهو ما لجأت إليه روسيا أيضًا؛ حيث أكَّد المسئولون الروس أن هدفهم من التوسُّع في آسيا الوسطى هو إدخال الحضارة المدنيَّة إلى الشعوب الإسلاميَّة!
وما كان من أمر فقد حقَّق الروس أهدافهم من التوسُّع، وتمَّ إضافة مساحات كبيرة من الأراضي ومن الشعوب دخلت في نطاق الإمبراطوريَّة الروسيَّة، وقد أفادت روسيا كثيرًا من الثروات الاقتصاديَّة لهذه المناطق، كما سيطرت على المراكز التِّجاريَّة المهمَّة مثل سمرقند وطشقند، ولجأت إلى محو هُوَيَّة مناطق الخانات، فقسَّمت بعضهم إلى عدد من الوَحَدَات الإداريَّة، وأدمجت البعض الآخر، وأصبحت إدارة وسط آسيا تابعة لوزارة الحرب التي عَيَّنت حاكمًا عامًّا عليها.[9]
وما يمكن تسجيله هنا أيضًا هو أن روسيا واجهت مقاومةً إسلاميَّة عنيفة من قِبَلِ حُكَّام الخانات، كانت أقواها وأعنفها مقاومة التركمان في خيوه؛ حيث أَدْرَكَت هذه الخاناتُ خطورة الغزو الروسيِّ، كما أدركت أن هذا التحدِّي ليس تحدِّيًا عسكريًّا فحسب، وإنما هو تحدٍّ أخطر من ذلك بكثير، فهو تحدٍّ حضاريٌّ هدفه القضاء على الحضارة الإسلاميَّة وإحلال الحضارة الروسيَّة محلَّها، ومن ثَمَّ واجه الروس مقاومة عنيفة، لم يَسَعْهم إلا التعبير عنها وعن زعمائها وقادتها بلفظ "البرابرة".[10]
على أن الروس تمكَّنوا بفضل قوَّتهم العسكريَّة من إخضاع المنطقة، وقد لجئوا إلى استخدام القسوة من قتل وإرهاب وغيره، وخصُّوا لحركة التوسُّع أشخاصًا عُرِفُوا بالمقدرة العسكريَّة، أمثال: بيروفسكي، وشوبيليف، ولوماكين، ممَّن يؤمنون بسياسة استخدام القوَّة العسكريَّة لتحقيق أحلام وأطماع روسيا التوسُّعيَّة، وقد سعى هؤلاء الضُّبَّاط لتحقيق أمجاد شخصيَّة لهم، فَسَعَوْا لضمِّ المزيد من الأراضي، وَحَثُّوا حكومَتَهم من خلال تقاريرهم العديدة على الغزو والتوسُّع.[11]
السياسات الروسية عقب الاحتلال
هذا وقد انتهجت السياسة الروسيَّة في آسيا الوسطى بعد احتلالها (1890 - 1917م) مجموعة من السياسات الاستعماريَّة، نُجْمِلُهَا فيما يلي:[12]
1) حركة استعمار واستيطان روسيَّة بدأت بنزع الأراضي من أصحابها وإعطائها لأكثر من مليون ونصف المليون من المعدَمِينَ الروس.
2) استيلاء البنوك الروسيَّة على ما تبقَّى من أراضي الفلاَّحين في التركستان، بسبب عدم قدرتهم على سداد ما اقترضوه من البنوك.
3) نَشْر روسيا لثقافتها على الشعوب المحتلَّة؛ وذلك للقضاء على الوجود الإسلاميِّ في دول آسيا الوسطى.
4) إغلاق المدارس الوطنيَّة وفتح المدارس الروسيَّة، وفرض التدريس باللغة الروسيَّة.
5) إصدار بعض الصحف الدعائيَّة التي تشيد بحكمهم، وكان من بينها صحيفة "ولايت تركستان" التي كان يقوم على تحريرها "سترومون".[13]
6) التبشير بالديانة المسيحيَّة الأرثوذكسيَّة على نطاق واسع؛ لتحويل المسلمين عن دينهم.[14]
[2] محمود محروس قشطة: الاحتلال الروسي للجمهوريات الإسلامية، مؤتمر المسلمون في آسيا والقوقاز، جامعة الأزهر 28-30 سبتمبر 1993، المجلد الثاني ص 125، ومصطفى دسوقي كسبة: المسلمون في آسيا الوسطى والقوقاز ص 130، 131.
[4] مصطفى دسوقي كسبة: الشيشان بين المحنة وواجب المسلمين ص78-81، ومحمود عبد الرحمن: تاريخ القوقاز ص 56-60.
[5] انظر إلهام محمد ذهني: التوسع الروسي في خانات آسيا الوسطى في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مؤتمر المسلمون في آسيا الوسطى والقوقاز، المجلد الثاني ص 144 .
[6] حرب القرم هي حرب قامت بين روسيا والسلطنة العثمانية في 28 مارس عام 1853م، واستمرَّت حتى 1856م. ودخلت بريطانيا وفرنسا الحرب إلى جانب الخلافة العثمانية في 1854، فهُزمت روسيا وعقدت معاهدة باريس في مارس عام 1856م التي أقرَّت روسيا على جزء من أراضيها لدولة مولدافيا، وفرض حياد البحر الأسود، وحرِّيَّة الملاحة في نهر الدانوب.
[7] الإمام المجاهد شامل وُلِدَ في 21/8 /1797، وحمل شعلة الجهاد ضدَّ الروس في منطقة الشيشان والقوقاز في القرن التاسع عشر، لكنه بعد حركة نشطة للجهاد، اضطر للاستسلام عام 1859م.
[8] بمقتضى المعاهدة استولت روسيا على فارس وباخوم وأرضروم وأردهان بايزيد في آسيا وفي أوروبا بسارابيا ومصبِّ الدانوب، ووضعت روسيا نظامًا جديدًا لمرور السفن في البسفور والدرنديل، رُوعِيَ فيه تحقيق مصالحها التِّجاريَّة والحربيَّة، وفرضت غرامة كبيرة على الخلافة العثمانيَّة، كذلك أدَّت هذه المعاهدة إلى استقلال الجبل الأسود مع استقلال رومانيا والصرب، ووضع البوسنة والهرسك تحت مراقبة روسيا والنمسا، كما أدَّت هذه المعاهدة إلى ظهور دولة بلغاريَّة أكبر من اللازم، وكانت هذه الدولة مِخْلَب قطِّ لروسيا، فتعاونا معًا على الإجهاز على الخلافة العثمانيَّة؛ لتصبح تحت التوجيه الروسيِّ، فيصبح التوازن الدُّوَلي في المنطقة لصالح روسيا بشكل حادٍّ، وهو ما رفضته دول أوروبا. انظر مصطفى دسوقي كسبة: المسلمون في آسيا الوسطى والقوقاز، هامش ص 141 .
التعليقات
إرسال تعليقك