ملخص المقال
مشهدان في ظلال الهجرة قصيدة للشاعر وحيد حامد الدهشان، يبين اختلاف الحال بين مشهد المسلمين هناك في الهجرة وما بعدها وبين مشهد المسلمين الآن في واقعنا
للـهِ فِي أَيَّامِنــا نَفَـحَـاتُ *** عِبَـرٌ تُنِيرُ دُرُوبَنَـا وَعِظَـاتُ
هِيَ فِي كِتَابِ الكَوْنِ بِضْعَةُ أَسْطُرٍ *** ضَاقَتْ بِفَيْضِ عَطَائِهَا الصَّفَحَاتُ
دُرَّاتُ عِقْـدٍ لا يَزُولُ بَرِيقُهَـا *** فَلِكُلِّ مَنْ يَرْنُو لَهَـا وَمَضَـاتُ
مِـنْ نُورِهَا كُلُّ العُصُورِ تَزَوَّدَتْ *** وَاخْضَوْضَرَتْ بِنَمِيرِهَا الفَلَـوَاتُ
وَمَعِينُهَـا لا لَيْسَ يَنْضُبُ مـاؤُهُ *** سَلْسَـالُـهُ لِلظَّامِئِيـنَ فُـرَاتُ
لِلوَارِدِيـنَ بَشَـاشَةٌ وَحَفَـاوَةٌ *** وَلَهُمْ مِنَ الفَضْـلِ العَظِيمِ هِبَاتُ
* * * * *
شَهْرُ المُحَرَّمِ حِيـنَ يُقْبِلُ نَحْوَنَا *** تَنْسَـابُ مِـنْ أَعْمَاقِنَا الزَّفَرَاتُ
ذِكْرَاهُ تَرْسُـمُ لِلتَّجَرُّدِ مَشْهَـدًا *** فِيـهِ لِمَنْ يَرْجُو الهُدَى المَثُلاتُ
وَالأُفْقُ مَسْدُودٌ بِصُورَةِ حَاضِـرٍ *** غَلَبَتْ عَلَـى قَسَمَاتِهِ الظُّلُمَاتُ
شَتَّانَ بَيْنَ المَشْهَدَيْنِ فَهَـا هُنَا *** سَمْتٌ تُغَايِرُهُ هُنَـاكَ سِمَـاتُ
لَوْ قُلِّبَتْ عَيْنُ البَصِيـرَةِ فِيهِمَا *** لَتَعَجَّبَتْ مِمَّا تَـرَى النَّظَـرَاتُ
فَهُنَـاكَ إِيمَـانٌ يُوَحِّـدُ أُمَّةً *** فِـي عِزَّةٍ .. وَعَقِيـدَةٌ وَثَبَـاتُ
وَهُنَا شُكُـوكٌ أَوْرَثَتْنَـا ذِلَّـةً *** بَيْنَ الأَنَـامِ وَخَارَتِ العَزَمَـاتُ
وَهُنَاكَ أَحْيَاءٌ بِرَغْمِ رَحِيلِهِـمْ *** وَهُنَـا حَيَـاةُ الخَانِعِيـنَ مَوَاتُ
وَهُنَاكَ مَنْ هَجَرُوا الضَّلالَةَ وَالهَوَى *** وَهُنَا أُنَاسٌ فِـي الضَّلالِ عُتَاةُ
وَهُنَاكَ شُورَى فِي الأُمُورِ وَحِكْمَةٌ *** وَهُنَـا غُرُورُ جَهَالَةٍ وَطُغَـاةُ
وَهُنَاكَ تَضْحِيَةٌ وَحُبُّ شَهَـادَةٍ *** وَهُنَا قُلُـوبٌ نَبْضُهَـا الشَّهَوَاتُ
وَهُنَاكَ فِي عُمْرِ الزُّهُورِ فَوَارِسٌ *** وَهُنَـا شَبَـابٌ قُلْ هُمُ فَتَيَاتُ
وَهُنَاكَ مَنْ كَانَ الحَرِيرُ لِبَاسَهُمْ *** فَـإِذَا هُـمُ بَيْـنَ الأَنْاَمِ هُدَاةُ
يَرْضَوْنَ مِـنْ مُتَعِ الحَيَاةِ لُقَيْمَةً *** وَعَلَـى أَهَـازِيجِ التَّضَرُّعِ بَاتُوا
وَهُنَـا يَبِيعُ المَرْءُ طَوْعًا دِينَـهُ *** إِنْ لاحَ مِـنْ مُتَـعِ الحَيَاةِ فُتَاتُ
وَهُنَاكَ مَنْ لِلَّهِ يَشْرِي نَفْسَهُ *** وَهُنَـا ضَمِيرٌ يَشْتَرِيـهِ عُـدَاةُ
وَهُنَاكَ إِيثَارٌ وَصَفٌّ وَاحِـدٌ *** وَهُنَـا أَسًى وَتَمَـزُّقٌ وَشَتَاتُ
أَوْزَارُهُمْ خَفَّتْ هُنَاكَ فَأَصْبَحُوا *** وَلَهُـمْ بِأَقْطَـارِ الدُّنَا وَثَبَاتُ
وَهُنَـا ظُهُـورٌ بِالمَآثِمِ أَثْقَلَتْ *** فَتَعَثَّـرَتْ يَا أُمَّتِـي الخُطُـوَاتُ
دَرْبُ الجِهَادِ هُنَاكَ طَهَّرَ صَفَّهُمْ *** وَهُنَـا صَنَادِيـدُ النِّفَاقِ ثِقَاةُ
يَا مَنْ هُنَا ..... اُنْظُرْ هُنَاكَ فَرُبَّمَا *** فُتِحَـتْ عَلَيْكَ بِنَظْرَةٍ بَرَكَاتُ
* * * * *
يَا أُمَّتِي هَذِي المَوَاسِـمُ مِنْحَـةٌ *** وَلِكُلِّ ذِي لُبٍّ بِهَـا لَمَحَـاتُ
يَا أُمَّتِي هَذَا طَرِيـقُ المُصْطَفَـى *** هُـوَ عِزَّةٌ وَكَرَامَـةٌ وَحَيَـاةُ
يَا أُمَّتِي مَكْـرُ الثَّعَالِـبِ حَوْلَنَا *** وَعَلَى حُدُودِكِ قَـدْ أَقَامَ غُزَاةُ
جُـودِي إِبَاءً بِالدِّمَـاءِ فَإِنَّـهُ *** مَا مَاتَ فِـي سَفَـرِ الحَيَاةِ أُبَاةُ
روابط ذات صلة:
- نفحات الهجرة
- من ألحان الهجرة
- مع ذكرى الهجرة
- في ظلال الهجرة النبوية
- دروس وعبر من حادثة الهجرة
- دروس وعبر من الهجرة النبوية
- الهجرة النبوية .. معناها وأهدافها
التعليقات
إرسال تعليقك