ملخص المقال
لا يختلف اثنان على أن وجود علاقات جنسية سليمة مشبعة بين الزوجين هو أمر أساس في كل زواج سعيد ناجح، فكيف نتلاشى المشكلات الجنسية ؟
(ما تزال العلاقة الزوجية الخاصة أصعب منطقة يستطيع الزوجان مناقشتها، وتقول خبيرة النفس البريطانية: إن العلاقة الإنسانية بين الزوجين إذا كانت تعيسة؛ فإن العشرة الزوجية تكون مرآة صادقة) [أسرار الزواج السعيد، بثينة السيد العراقي، ص(529)].
لا يختلف اثنان على أن وجود علاقات جنسية سليمة مشبعة بين الزوجين هو أمر أساس في كل زواج سعيد ناجح، فإذا كان السكن هدفًا من أهداف الزواج كما ورد في الآية: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: ٢١]؛ فإن المشكلات الجنسية منغص كبير لهذا السكن على المستويين النفسي والجسدي.
(وقد أثبتت الدراسات النفسية أن العلاقة بين الزوجين تكون أكثر استقرارًا وهدوءًا وسعادة، بوجود توافق جنسي بينهما؛ لأن العلاقة الجنسية بحكم طبيعتها مصدر نشوة ولذة، فهي تشبع حاجة ملحة لدى الرجل والمرأة على السواء، واضطراب إشباع هذه الغريزة لمدة طويلة يسبب توترًا نفسيًّا ونفورًا بين الزوجين، إلى الحد الذي جعل كثيرًا من المتخصصين يبحثون وراء كل زواج فاشل أو متعثر عن اضطراب من هذا النوع) [المفاتيح الذهبية في احتواء المشكلات الزوجية، نبيل محمد محمود، ص(150)].
وهنا تتوارد الأسئلة:
ما سر هروب الزوجات ليلاً من فراش الزوجية؟ هل بسبب عدم الوصول إلى درجة مرضية من الإشباع الجنسي لدى الطرفين؟ أم في ازدياد النشاط الجنسي لدى طرف بدرجة أكبر من الطرف الآخر؟
هل يترك اللقاء الأول أثرًا سيئًا في نفوس الزوجين؟ هل يمكن تعلم فن العلاقة الجنسية؟ وكيف؟
هل هناك فرق بين الرجل والمرأة في الاستمتاع بهذه العلاقة؟ وهل تؤثر العلاقة الجنسية على العلاقة العاطفية بين الزوجين؟
الرؤية المشتركة في العلاقة الخاصة:
قد يسأل بعض الأزواج عن مواصفات العلاقة الخاصة الناجحة، ولاشك أن العلاقة الحميمة الناجحة بين الزوجين هي التي تحدث في جوٍّ من المحبة والاحترام والتقدير بين الزوجين، وليس في جوٍّ من السيطرة من طرف على الآخر.
وقد وجد أيضًا أن معظم هذه الصعوبات تتحسن بشكل جذري، بمجرد أن يحاول الزوجان إعطاء متسع من الوقت للحديث والتهيئة وعدم التسرُّع في هذا الأمر.
إن هذا البطء في التعامل يشعر كل طرف أن الطرف الآخر سعيد جدًّا بهذه العلاقة، وأنه يعطيها من وقته واهتمامه، وأنه لاشك مستمتع بها، فهذا الاطمئنان يعطي الطرفين أرضية طيبة لبناء المحبة والارتباط.
وفي مثل هذا الجو من المحبة والتفاهم يستطيع الزوجان الحديث فيما يرغبان به، وما يسعدهما في علاقتهما الزوجية والحميمة على حد سواء، وقد وُجد أن الأزواج أكثر سعادة عندما يتمكنون من المصارحة في الحديث معًا عن العلاقة الخاصة بينهما، وعما يشعر به كل منهما، وما يريده ويرغب به، وعن مشاعره وخيالاته، وعن المشاعر والمواقف السلبية.
لكن مع الانتباه إلى التفريق بين مشاركة هذه التجارب السلبية مع الطرف الآخر، وبين الدخول في مشاجرة ونزاع وجدال، فكل المشكلات قابلة للحل ويمكن نقاشها، ولكن في الوقت المناسب، وليس وقت المداعبة والاقتراب.
وأيضًا على الزوجين الاتفاق على موعد اللقاء، وهل يكون بتحديد موعد مسبق أم يُترك للظروف؛ فحيثما شعر الزوجان بالرغبة وفيضان العاطفة والقرب والأنس فثم اللقاء.
إن أهم ما في الأمر هو أن يتحدث الزوجان مع بعضهما فيما يهمهما من غير الشعور بالحرج من هذا الحديث، وأن لا يسكتا عن الأمر على افتراض أن الطرف الآخر سيدرك الأمر من نفسه دون كلام.
إن العلاقة الخاصة الناجحة التي تروي ظمأ كل من الطرفين، باب من أبواب السعادة والراحة النفسية والقبول والرضا عن الآخر، الذي يولِّد ارتباطًا ومحبة عاطفية ووجدانية عميقة تسمو بعد ذلك على كل شيء، وإن كانت العلاقة الجنسية تمدها بالتجدد والشوق للآخر.
(إن ميل الزوجين إلى المعاشرة الزوجية حاجة بشرية نفسية، وعبادة ربانية نود أن تؤدى بإحسان يرضي الرب، ويشبع النفس والطرف الآخر، وإن لم تكن كذلك فإن الرغبات النفسية لا تشبع ولا تموت، بل تظل داخل النفس حية متوقدة، وعلى الرغم من أن المعاشرة الزوجية تشكل نسبة قليلة من وقت الزوجين في حياتهما، إلا أنها أمر أساسي وجوهري في هذه الحياة) [كيف تبنين بيتًا سعيدًا، د.أكرم رضا، ص(111)].
وهذه العلاقة مع فطريتها وقابلية كل من الرجل والمرأة لممارستها؛ لأنها سنة الحياة أودعها الله في البشر، ولكن إمتاع الطرف الآخر، وإهداءه السعادة عن طريق هذه العلاقة فن يجب تعلمه من الرجل والمرأة، حتى تتحول تلك الممارسات إلى أنشودة حب وسعادة وعفاف وإحصان لكل من الرجل والمرأة، وكل محطة من محطات هذا اللقاء له فنه وأدبياته وممارساته.
أخي الزوج وأختي الزوجة:
(في ظل زواج الحب وحب الزواج، تتحرك أحاسيس الغريزة بتلقائية وتبادلية ورقة ورقي، فإذا كان شريك حياتك غير مهيأ؛ فدعه وحاول أن تفهم السبب؛ فقد تكون هناك فجوة عاطفية بينك وبين شريك الحياة، أو ربما كان هناك سبب خفي أو نفسي.
وفي كل الأحوال لابد أن تعلم أنه ليس من العيب وليس من الخطأ أن تعبر عن شوقك الجسدي لرفيق حياتك، فهذا الشوق الجسدي ينطوي أساسًا على شوق روحي أنت تشتاق إليه، والجسد أحد وسائل التعبير، وأحد وسائل التواصل، وأحد وسائل الذوبان والحميمية) [متاعب الزواج، د.عادل صادق، ص(299)].
ولا ينسى الأبرار حفظ الأسرار:
ومن جوانب تلك الرؤية المشتركة بين الزوجين في علاقتهما الخاصة، حفظ كل واحد لسر الآخر؛ فكل واحد من الزوجين مطالب بكتمان ما يراه من صاحبه أو يسمعه منه، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرها) [رواه مسلم].
فإن كان إفشاء السر بصفة عامة من المحرمات لأنه أمانة، فإن إفشاء أسرار الزوج والزوجة وخاصة أسرار الفراش يُعَد من أكبر المحرمات التي نهى عنها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
فكيف نمر على الآية: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء: 34]؟ وكيف نمر على الآية: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187]، ثم لا نتوقف لنتأمل جوانب العظمة وملامح الروعة وقسمات الإعجاز في هذه اللفظة البديعة "لباس"؟!
إنها تلقي على الزوجين ظلالاً ممدودة من الستر والحماية، وتفيض عليهما بكل معاني الصيانة والعفاف، وهذه المعاني الجميلة الرقيقة لا يتحرك لها ولا ينبض بها إلا قلب قرآني يعيش صاحبه معاني الزواج الرائعة في ظلال القرآن، وعلى منهج الإسلام.
ونحن نتساءل: كيف يجرؤ مسلم متدين أو مسلمة متدينة يعرفان حقًّا قدسية "الأسرار الخاصة" وخطورة إفشائها، كيف يجرؤ إنسان ذو خلق كريم تجري في عروقه دماء الحياء أن يطلق لسانه بوصف ما يستره ذلك "اللباس"؟!
إن مما يقدح في رجولة الرجل وكرامته ومروءته أن يجعل أسرار بيته بضاعة معروضة للناس بلا ثمن على قارعة الطريق، والمرأة العفيفة المتدينة، "الراعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها"، تحمي بيتها من لسانها أن ينفلت ليصف ما كان مستورًا داخل البيت لم يره أحد، وهي إن صانت أسرار بيتها فهي تسقِي بماء الأمانة والعفاف شجرة "السكن"، الذي سينعم بظلالها الوارفة جميع أفراد الأسرة.
إن البيت أخص ما يملك الرجل والمرأة، فيه يجدا السكن والأمن والأمان، وفيه يضعا حوائجهما وخصوصياتهما، وما لا يحبان أن يراه أو يعلمه الناس حتى ولو كانوا أقرباء وذوي رحم.
وليس أعجب من أن يتفنن الناس في ستر جدران البيوت وحوائطها بألوان عديدة من "الستائر"، ثم هم يكشفون عوراتهم بألسنتهم.
ورقة عمل:
فيما يلي بعض الأمور التي تساعد على علاقة حميمة مليئة بالسعادة:
1- لقطع رائحة الفم استخدمي السواك أو معجون الأسنان والفرشاة، وأقراص النعناع.
2- الاغتسال لقطع رائحة الجسم والعرق على فترات متقاربة، مع استخدام مزيل العرق.
3- استخدام العطور المختلفة، خصوصًا في لحظات القرب وقبل الجماع.
4- بعد الحيض خذي قطعة مبللة بالمسك أو نحوه وتتبعي بها مكان الدماء.
5- إزالة الشعر الزائد تحت الإبط والعانة من الأمور الهامة لرائحة الجسم، وهي من سنن الفطرة.
6- اهتمي برائحة الفرش والوسائد وغرفة النوم، بتعطيرها بأنواع العطر المختلفة.
7- لا تقع عين زوجك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
8- احرص أخي الزوج على التطيب والنظافة، فكما تحب أن ترى زوجتك جميلة المظهر طيبة الرائحة، يجب أن تكون أنت كذلك) [إبهاج الأزواج، د.توكل محمد مسعود، ص(105)، بتصرف].
المصادر:
- إبهاج الأزواج، د.توكل محمد مسعود.
- متاعب الزواج، د.عادل صادق.
- كيف تبنين بيتًا سعيدًا، د.أكرم رضا.
- المفاتيح الذهبية في احتواء المشكلات الزوجية، نبيل محمد محمود.
- أسرار الزواج السعيد، بثينة السيد العراقي.
التعليقات
إرسال تعليقك