ملخص المقال
سؤال كبير عن الفارق العظيم بين الماضي والحاضر هل التاريخ هو أحلامنا ، وآمالنا التي نتمنى أن تكون حاضرة
إن المتأمل للتاريخ الإسلامي حق التأمل، يجد أنّ أمتنا في شهر رمضان المبارك كانت عبر حقب متوالية ذات سيادة حقيقية في كل شيء، ورفعة لا يضارعها مضارع، والناظر لوقعنا الآني يجد أن الصورة متغيرة كل التغيُّر، باهتة لا يشوبها شيء من جمال الماضي وروعته، ويتبادر إلى ذهني وذهنك سؤال يحيّرنا، لما هذا التغير؟ لماذا يثورُ في داخل كل منا سؤال كبير عن الفارق العظيم بين الماضي والحاضر؟ هل التاريخ هو أحلامنا الوردية، وآمالنا التي نتمنى أن تكون حاضرة بيننا؟
لطالما سأل الإنسان نفسه هذا السؤال، ولطالما ستسأل الأجيال المقبلة ذات السؤال، والإجابة ليست حكرًا على أحد دون آخر، وإنما هي سلوك إنساني يتمخض في نهاية المطاف عن مجموعة من الأسطر التي يعبّر فيها المؤرخ عن انطباعه ورأيه، أو لا يفتأ يذكر الأحداث كما هي! حينما أقرأ ويقرأ غيري أن المسلمين بقيادة النبي r استطاعوا أن يوقعوا هزيمة بالمشركين في غزوة بدر، بل قتلوا أئمة الكفر كأبي جهل وغيره، وهم ثلث قوتهم عتادًا وعُدة، وأقرأ أيضًا أن خروج التتار الذين أبادوا الجزء الشرقي من الكرة الأرضية بلا رحمة أو شفقة، تتصدى لهم قوة المؤمنين في رمضان، فتسحقهم، وتقضي عليهم في سويعات قليلة في عين جالوت، وأقرأ أن ذات السياق يحدث بين المصريين واليهود في رمضان 1393هـ ماذا تخالني فاعلاً؟
إنني بكل بساطة أتحسّر على الضعف الذي يدبُّ في أوصالنا، أتحسر على (نرفزة) البشر فيما بينهم؛ لأنهم صائمون! هل يريد الله حقًا صيامًا مشوبًا بضيق الصدر، والكسل في العمل، والسعي لجلب المأكل اللذيذ والمشرب الممتع؟ هذا نهارًا، فضلاً عن التلفزيون والرقص والعري والأُنس ليلاً؟!!
إن المدرسة التاريخية الإسلامية في رمضان بدءًا من عهد النبي r وحتى أعصر متأخرة زمن قوة الخلافة العثمانية مليئةٌ بالأحداث التي نبتغيها كلنا في حياتنا، فقد يكون الموقف الذي ترتب على أثره أن تغير واقع سلبي في زمن من الماضي أفضل ألف مرة من خطب وتفاهات تُردِينا إلى الوراء، وتقحمنا في مزابل التاريخ البشري!
وختامًا أقول: إن هذا الشهر الفضيل أخرج لنا القائد الشاب محمد بن القاسم الذي لم يبلغ الثامنة عشر عامًا حينما فتح بلاد السند والأفغان وجزء غير قليل من الهند، فهل أبناؤنا مثله؟ أو هل يطمح شبابنا أن يكونوا عُشره؟!
التعليقات
إرسال تعليقك