ملخص المقال
لأول مرة تل أبيب مدينة أشباح مقال بقلم محمد جمال عرفة، يؤكد أن تل أبيب التي يصفونها بأنها المدينة التي لا تنام صارت مدينة أشباح.. فما هلع الصهاينة من
أعلم أن هناك عدم تكافؤ بين المقاومة وأهل غزة المحاصرين وبين هذا الغول والآلة الحربية الصهيونية الباطشة، وأنه لا يوجد وجه للمقارنة بين قوة الطرفين، ولكن أهمية ضربات المقاومة أن الصهاينة "يألمون كما تألمون" وأكثر؛ لأنهم لم يعتادوا مثل أهل غزة على هذا!!
تخيلوا أن تل أبيب التي يصفونها بأنها "المدينة التي لا تنام وتعمل بلا توقف"، يقول عنها التلفزيون الإسرائيلي إنها "تبدو الآن مدينة أشباح بدون مارة أو سيارات"، بعدما استهدفتها حماس والجهاد بأربعة صواريخ فقط!!
غزة -كما يقول أهلها- ينطبق عليها المثل "لا يضر الشاه سلخها بعد ذبحها". ولكن تل أبيب والقدس التي يرتع فيها الصهاينة وتعتبر عاصمة اقتصادية واستثمارات بالملايين توقفت، وأصبح ما ينشر عنها هو صور الصهاينة في المخابئ والمجاري أو منبطحين أرضًا يصرخون من سقوط صاروخ عليهم، وصفارات الإنذار تدوّي لأول مرة منذ عام 1991م عندما سقطت عليهم صواريخ سكود من العراق في عهد صدام حسين.
تخيلوا.. حركة الفلسطينيين الداخلين لغزة الآن تزداد عبر معبر رفح رغم القصف المستمر، وبالمقابل حركة الخروج من إسرائيل كلها أو سفر المستوطنين الهاربين بالقطارات من الجنوب إلى الشمال لا تنقطع.. ماذا يعني هذا؟!
لا يعلن الصهاينة دائمًا عن خسائرهم ويخفونها، وعندما قصفهم صدام حسين لم يعلنوا ولم نعرف ما جرى سوي بعدها بسنوات.. والآن يؤكد المراسلون الأجانب في تل أبيب أن الرقابة الإسرائيلية تحظر نشر معلومات حول سقوط صواريخ المقاومة على مرافق صهيونية بالغة الحساسية مثل المطارات وتل أبيب والقدس والكنيست، وينشرون فقط خبر سقوط ثلاثة قتلى مدنيين في قصف مبنى بصواريخ حماس؛ ليستدروا عطف العالم ضد "إرهاب" حماس!!
نجاح المقاومة في كسر الخطوط الحمراء الصهيونية وقصف تل أبيب والقدس ومطارات عسكرية برغم الغارات اليومية، سبّب إحباطًا للصهاينة ودفعهم لانتهاج سلوك إجرامي نازيّ متزايد تمثل في تدمير بيوت الآمنين على رءوسهم، وفي ليلة واحدة (مساء الجمعة كما يقول زميلنا في غزة د. صالح النعامي) تم تدمير عشرة منازل دفعة واحدة!
والأغرب أنهم قصفوا إستاد فلسطين الرياضي للكرة بخمسة صواريخ رغم أنه مكان للعب لا للحرب، وقصفوا مبنى حكومة غزة بعد مغادرة رئيس وزراء مصر له، وقصفوا مساجد وقتلوا أئمتها بدون ذنب.
إحدى المستوطنات اليهوديات في القدس المحتلة خرجت تصرخ أمام تلفزيونهم قائلة: "في أكثر الكوابيس قسوة لم أتصور أن تصل صواريخ غزة إلى قرب بيتي".. ورئيس الكنيست يقول إنه مصدوم؛ لأن حماس أطلقت صاروخ قرب مبنى الكنيست.
ومستوطنون غاضبون ظهروا على التلفزيون يقولون: إن جيش الاحتلال أبلغهم أن الحرب على غزة ستستمر 7 أسابيع، وعليهم أن يتحملوا ضغط صواريخ المقاومة.
أكثر ما يزعج الصهاينة -كما أشار لهذا أكثر من 40 معلق تلفزيوني صهيوني مساء الجمعة- هو "التحول الهائل في الموقف المصري" الذي قالوا إنه يقيِّد العدوان الصهيوني، ويولون اهتمامًا كبيرًا لتهديدات مرسي لإسرائيل، ويناقشون تداعياتها.
أمس قلت: إن الصهاينة منزعجون؛ لأنّ "مصر عادت".. واليوم أنوّه لأنهم مع الأمريكان أشد انزعاجًا؛ لأن الرئيس مرسي ألمح لردٍّ على عدوانهم، وأن هذه فرصته -كما يقول مارتن أنديك- لتعديل كامب ديفيد.
التعليقات
إرسال تعليقك