جروح نازفة
جروح نازفة
باتت الأمة ممزقة، وتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، وتناحرت في ما بينها وتنازعت، فصارت الجروح شتى في البلاد، والنزيف يتزايد بين العباد، وهذه بوابة تهتم بملفات المسلمين والبلاد الإسلامية في العالم، التي تنزف الجراح من احتلال المعتدين، أو خلافات المتناحرين، حروب وانقسامات، وتدمير وإرهاب.. كل ذلك في جروح نازفة.
ملخص المقال
حركة فتح هي رمز حركة التحرير الوطني الفلسطيني"حتف"، وإذا ما قلبت كانت "فتح"، وهي من أهم الفصائل الفلسطينية، نتعرف على تاريخ فتح وشعار فتح وأهداف فتح
بعد سبعة عشر عاما من الضياع الذي عاشه الشعب الفلسطيني في أعقاب نكبة عام 1948م، جاء اليوم الأول من كانون الثاني/يناير 1965م، ليكون نقطة البداية في أول تحرك جماهيري فلسطيني.
حيث انطلقت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" لتمثل التنظيم الفلسطيني، الذي ارتبطت الثورة الفلسطينية باسمه، باعتبار أن انطلاقة "فتح" في العام 1965م مثلت الانبعاث الحقيقي للوطنية الفلسطينية والكفاح المسلح، من خلال كوكبة من الشباب الفلسطيني، الذي تجمع على شكل بؤر تنظيمية متناثرة في كل من فلسطين ودول الطوق المحيطة بفلسطين، وفي عدد من دول الخليج العربي وأوروبا الغربية، لاسيما ألمانيا والنمسا لينشئ تنظيماً فلسطينياً مستقلاً، يهدف لتحرير فلسطين وإقامة دولة ديمقراطية ومجتمع تقدمي فيها[1].
تاريخ حركة فتح
هل تأسست حركة فتح في أواخر خمسينيات القرن الماضي أم في بدايات الستينيات؟ سؤال لا تجيب عنه المصادر بشكل دقيق، فالحركة تأسست سنة 1956م على يد تحالف ضم الإخوان المسلمين والبعثيين الفلسطينيين فيما سمي حينها "جبهة المقاومة الشعبية"، ومن هذه الجبهة انطلقت فكرة إنشاء حركة فتح، كما يرى سليم الزعنون وهو أحد قادة فتح المؤسسين.
ويرى خليل الوزير "أبو جهاد" وهو قائد مؤسس لفتح أن سنة 1957م عرفت إنشاء الحركة على يد خمسة فلسطينيين بالكويت. ويؤكد صلاح خلف "أبو إياد" -وهو قائد مؤسس لفتح كذلك- أن انطلاقة فتح كانت سنة 1961م نتيجة توحيد ما يناهز 40 تنظيما سياسيا فلسطينيا.وهنالك رأي رابع، ويتحدث عنه أكثر من مصدر، ويرى أن حركة فتح أنشئت في أول يوم من سنة 1965م.
ويمكن أن نوفق بين هذه الآراء باعتبار أن حركة فتح تأسست سرا في نهاية الخمسينيات وظلت زهاء تسع سنوات تعمل في السر وتعد نفسها لتخرج إلى العلن في 1 يناير/ كانون الثاني 1965م[2].
حركة التحرير الفلسطينية - فتح
تأسست حركة فتح -وهي رمز لحركة التحرير الفلسطينية "حتف"، وإذا ما قلبت كانت "فتح"- في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات إثر العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، واحتلال الكيان الصهيوني قطاع غزة، إذ أيقن الفلسطينيون أهمية الاعتماد على أنفسهم في مقاومة الصهاينة. فتأسست خلايا هذا التيار سرا في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات في سوريا ولبنان والأردن ودول الخليج العربي حيث يعمل الفلسطينيون.
وما لبثت هذه الحركة أن أصدرت عام 1959م حتى نوفمبر/تشرين الثاني مجلة شهرية باسم "فلسطيننا" دعت إلى كيان فلسطيني مستقل عن الأنظمة العربية ورفض الوصاية العربية على الشعب الفلسطيني، نافية أن يكون الكيان الخاص شرذمة للعمل العربي ومؤكدة أنه تعبئة لشعب فلسطين المشتت.
ويرجع أساس فكرة إنشاء الحركة، كما يقول أحد قادتها، إلى تجربة "جبهة المقاومة الشعبية"، ذلك التحالف القصير الأجل بين الإخوان المسلمين والبعثيين أثناء الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة عام 1965م. ويشير سليم الزعنون العضو المؤسس في الحركة إلى أن تلك التجربة القصيرة كانت مسئولة عن وضع جنين الحركة حيث اجتمع نحو 12 شخصا من أعضاء جبهة المقاومة الشعبية في غزة، ووضعوا خطة لتنظيم جبهة في فلسطين كانت فتح هي صورته النهائية عام 1961م نتيجة -كما يقول صلاح خلف- لتوحيد معظم المنظمات الفلسطينية الخمس والثلاثين أو الأربعين التي كانت قد نشأت في الكويت نشوءا عفويا واندماجها في منظمة كانت قائمة في كل من قطر والسعودية ويقودها محمود عباس (أبو مازن) ومحمد يوسف النجار وكمال عدوان الذين أصبحوا أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، وقد قتل الأخيران على يد قوة صهيونية في بيروت عام 1973م.
النشأة والتأسيس
شرعت فتح تنشئ قواعدها في الجزائر عام 1962م، وفي سوريا عام 1964م، حتى استكملت جناحها العسكري "العاصفة" وتوسعت إلى مئات الخلايا على أطراف الكيان الصهيوني في الضفة الغربية وغزة وفي مخيمات اللاجئين في سوريا ولبنان، بل في الأمريكتين.
بدأت الحركة كفاحها المسلح عام 1965م واستمرت في نشاطها العسكري على الرغم من الطوق الذي كانت تفرضه عليها الدول المجاورة للاحتلال الصهيوني. وفي نهاية عام 1966م ومطلع عام 1967م ازدادت العمليات العسكرية التي كانت تنفذها العاصفة الجناح العسكري للحركة، الأمر الذي دفع وزير الحرب الصهيوني آنذاك إلى الاعتراف بشدة عمليات حركة فتح العسكرية. واضطلع ياسر عرفات بتدعيم جهاز فتح السري وتوسيعه وبناء الخلايا العسكرية الجديدة في الضفة الغربية في 30 يونيو/حزيران 1967م. وانهالت على الحركة المساعدات العسكرية والمادية بعد حرب الكرامة من الدول العربية والأجنبية ولقيت التأييد في مؤتمر القمة العربي الخامس المنعقد في الرباط عام 1969.
نتيجة لظهور حركة فتح وتوسعها اندمج فيها العديد من التنظيمات الفلسطينية الصغيرة مثل: منظمة طلائع الفداء لتحرير فلسطين (فرقة خالد بن الوليد) في 7 سبتمبر/أيلول 1968م، وجبهة التحرير الوطني الفلسطيني في 13 سبتمبر/ أيلول 1968م، وجبهة ثوار فلسطين في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 1968م، وقوات الجهاد المقدس في 12 يونيو/ حزيران 1969م. وأصبحت جميع هذه المنظمات تمثلها قوات "العاصفة".
مبادئ حركة فتح
1- فلسطين جزء من الوطن العربي، والشعب الفلسطيني جزء من الأمة العربية، وكفاحه جزء من كفاحها.
2- الشعب الفلسطيني ذو شخصية مستقلة، وصاحب الحق في تقرير مصيره، وله السيادة المطلقة على جميع أراضيه.
3- الثورة الفلسطينية طليعة الأمة العربية في معركة تحرير فلسطين.
4- نضال الشعب الفلسطيني جزء من النضال المشترك لشعوب العالم في مواجهة الصهيونية والاستعمار والإمبريالية العالمية.
5- معركة تحرير فلسطين واجب قومي تسهم فيه الأمة العربية بكافة إمكاناتها وطاقاتها المادية والمعنوية.
6- المشاريع والاتفاقات والقرارات التي صدرت أو تصدر عن هيئة الأمم المتحدة أو مجموعة من الدول أو أي دولة منفردة في شأن قضية فلسطين والتي تهدر حق الشعب الفلسطيني في وطنه باطلة ومرفوضة.
7- الصهيونية حركة عنصرية استعمارية عدوانية في الفكر والأهداف والتنظيم والأسلوب.
8- الوجود "الإسرائيلي" في فلسطين غزو صهيوني عدواني قاعدته استعمارية توسعية، وهو حليف طبيعي للاستعمار والإمبريالية العالمية.
9- تحرير فلسطين والدفاع عن مقدساتها واجب عربي وديني وإنساني.
10- حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) حركة وطنية ثورية مستقلة، وهي تمثل الطليعة الثورية للشعب الفلسطيني.
11- الجماهير الثائرة التي تضطلع بالتحرير هي صاحبة الأرض ومالكة فلسطين[3].
أهداف فتح
تركزت أهداف فتح في اتجاه:
1- تحريك الوجود الفلسطيني وبعث الشخصية الفلسطينية محلياً ودولياً من خلال المقاتل الفلسطيني الصلب العنيد القادر على تحطيم المناعة "الإسرائيلية".
2- استقطاب الجماهير الفلسطينية ومن خلفها كل الجماهير العربية في طريق الثورة المسلحة وحشدها فيها لتكون قادرة على:-
أ- تجميد حركة نمو الوجود "الإسرائيلي" الصهيوني.
ب- تقطيع هذا الوجود.
ج- تصفية الدولة رمز الوجود الصهيوني.
3- أعادة بناء الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية (حرة وديمقراطية)[4].
هيكلية حركة فتح
تتشكل حركة فتح كما في نصوصها التنظيمية من: خلية ثم حلقه فجناح فشعبة فمنطقه فإقليم ويتكون كل مستوى من عدد من المستويات تحته، يتشكل الإقليم من عدة مناطق يتم انتخاب لجانها القيادية من خلال مؤتمر عام.
ويتشكل المؤتمر العام للحركة من:
- القوات العسكرية.
- التنظيم (وهو عبارة عن أطر منتخبة).
- المكاتب الحركية (ممثلو المنظمات الشعبية الاتحادات والنقابات المهنية).
- اللجنة المركزية (وهي القيادة الأولى ويتم انتخابها من المؤتمر العام للحركة مباشرة بالاقتراع السري).
- المجلس الثوري.
ويختار المؤتمر العام اللجنة المركزية، وهي التي تقود حركةَ فتح وقد تكونت أصلا من 12 عضوا، وتمت زيادتها في مؤتمر العام 1990م في تونس إلى 21 عضوا، وتملك هذه القيادة -نظريا- كل صلاحيات القرار العسكري والسياسي والتنظيمي والمالي. ويأتي بعد اللجنة المركزية المجلس الثوري لحركة فتح وهو هيئة تنظيمية لا تملك صلاحيات القرار بل التوصية بالقرار.
فتح والبيئة العربية
لم تعترف الأنظمة العربية بحركة فتح إلا بعد حرب 1967م بين العرب والاحتلال الصهيوني، فالتزم الجزائر -بعد أخذ الرئيس هواري بومدين للسلطة- بدعمها، فضلا عن مساندة الرئيس المصري جمال عبد الناصر لها، كما وجدت مناصرة في العديد من الدول كسوريا والأردن. غير أن الدعم الأردني لم يدم طويلا حيث عرفت سنة 1970م صداما دمويا بين مسلحي فتح والجيش الأردني، سُمِّي فلسطينيا بأيلول الأسود وأردنيا بأحداث أيلول. وفي نهاية 1970م تتالت موجات اللاجئين الفلسطينيين من فتحاويين وغيرهم إلى المخيمات بسوريا ولبنان.
وبعد الدخول الصهيوني في لبنان خرجت حركة فتح في أغسطس/ آب 1982م بقواتها وكوادرها إلى عدة دول عربية على رأسها تونس التي احتضنت القيادة والعديد من الكوادر والمسلحين كما اتجه البعض إلى سوريا وليبيا والجزائر واليمن[5].
مرحلة الجهاد والنضال
قامت فتح بعد حرب 1967م بعدد من العمليات الفدائية داخل الكيان الصهيوني، ومن أشهرها معركة الكرامة في 21 مارس – آذار 1968م، وكان لهذه العملية وغيرها تأثير هام على مصداقية الحركة وتزايد شعبيتها فاستقطبت العديد من الشباب المتطوع الذي انضم إلى قواعد الفدائيين.
وقد ظهرت فتح سياسيا وإعلاميا بعد مواجهات مسلحيها مع الجيش الأردني أثناء أحداث سبتمبر/ أيلول 1970م. وقد ظلت تمارس العمل المسلح من داخل الأراضي اللبنانية حتى سنة 1982م تاريخ خروجها نحو تونس.
الانشقاقات والاغتيالات داخل فتح
وفي هذه المرحلة كانت توجد داخل حركة فتح أصوات فكرية مختلفة يجمعها الهم الفلسطيني وتفرقها الرؤى السياسية، فهنالك يسار فتح مثل "جماعة السوفيات" ويتزعمها نمر صالح (أبو صالح) وسعيد مراغة (أبو موسى)، وهناك الخط الفيتنامي والخط الماوي بزعامة منير شفيق (أبو فادي) الذي تحول لاحقا إلى إسلامي وغير ذلك، فضلا عن نهج يطلق على نفسه النهج الفتحاوي ويضم من بين رموزه ياسر عرفات.
ومع تنوع الرؤى السياسية والفكرية عرفت فتح انشقاقات، كان من أبرزها انشقاق مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية ببغداد صبري البنا (أبو نضال) على قيادة الحركة في خريف 1974م مبررا انشقاقه بالميل المعلن لقيادة "فتح" لتسوية الصراع مع الاحتلال الصهيوني.
وفي الفترة التي تلت خروج فتح من لبنان وتمركز قيادتها في تونس ازدادت وتيرة الانشقاقات والاغتيالات، ففي مايو/ أيار 1983م قاد عضوا اللجنة المركزية لفتح صالح أبو صالح وسميح كويك انشقاقا على الحركة وقد تعزز بتحرك عسكري بقيادة العقيد سعيد مراغة أبو موسى.
كما تعرضت قيادات فتحاوية للاغتيال، فاغتيل خليل الوزير (أبو جهاد) عام 1988م، ومن بعده صلاح خلف (أبو إياد) عام 1991م.
طريق المفاوضات
ولم يكد عقد الثمانينيات ينصرم حتى بدأت ملامح التحول نحو المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني تبرز، فأعلنت منظمة التحرير الفلسطينية، وفتح هي كبرى فصائلها، خلال دورة المجلس الوطني الفلسطيني بالجزائر عام 1988م عن قيام دولة فلسطين، والاعتراف بالكيان الصهيوني تماشيا مع نص قرار مجلس الأمن الشهير رقم 242.
وشاركت حركة فتح ضمن الوفد العربي في مؤتمر مدريد عام 1991م، وقد أفضى ذلك السياق إلى المحادثات السرية بين قيادة المنظمة بإدارة ياسر عرفات ومحمود عباس وأحمد قريع والاحتلال الصهيوني فيما سيعرف باتفاقية أوسلو[6].
اتفاقية أوسلو
اعتراف فتح بالكيان الصهيوني
بعد أن حزمت حركة فتح أمرها وقررت السير في خط المفاوضات، أدخلت تعديلات على ميثاقها الوطني فحذفت البنود المتعلقة بإزالة الكيان الصهوني من الوجود وما يتعارض مع اتفاق أوسلو، وجاء هذا التوجه واضحا في الخطاب الذي أرسله ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية إلى إسحق رابين قبل توقيع اتفاق أوسلو تعترف فيه المنظمة بالاحتلال الصهيوني وحقها في العيش في أمن وسلام، ويؤكد فيه التزام المنظمة بالعمل السلمي لحل الصراع بين الجانبين ونبذ الإرهاب، وإلزام جميع عناصر المنظمة بذلك حيث قال في خطابه:
"وفي ضوء إيذان عصر جديد والتوقيع على إعلان المبادئ وتأسيسا على القبول الفلسطيني بقراري مجلس الأمن 242 و338، فإن منظمة التحرير تؤكد أن بنود الميثاق الوطني الفلسطيني التي تنكر حق الكيان الصهيوني (إسرائيل) في الوجود وبنود الميثاق التي تتناقض مع الالتزامات الواردة في هذا الخطاب، أصبحت الآن غير ذات موضوع ولم تعد سارية المفعول، وبالتالي فإن منظمة التحرير تتعهد بأن تقدم إلى المجلس الوطني الفلسطيني موافقة رسمية بالتغييرات الضرورية فيما يتعلق بالميثاق الفلسطيني"[7].
نتائج اتفاقية أوسلو
كان أبرزَ نتائج اتفاقية أوسلو دخول كوادر حركة فتح سنة 1994م إلى قطاع غزة وبعض مناطق الضفة الغربية.
وتوصف القيادة الفتحاوية في هذه المرحلة في أكثر من مصدر بتحولها من صفة الجماعية إلى الصفة الشخصية، فقد سيطر الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات على حركة فتح وصار -كما يعرف في الأدبيات الفتحاوية- القائد الرمز أو الختيار. وقد جمع عرفات بيده جميع الصلاحيات وظل حتى آخر أيامه يحرك جميع الخيوط المؤثرة في حركة فتح.
وبعد وفاة الرئيس عرفات توزعت أغلب الصلاحيات التي كانت بيده، فتولى محمود عباس رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وأصبح فاروق القدومي رئيس حركة فتح بعد أن انتخبته اللجنة المركزية للحركة لهذا المنصب.
وقد تميزت هذه الفترة التي شهدت تحول فتح من حركة مناضلة إلى حزب حاكم بميزات منها:
- التعارض بين منطق الثورة الذي عاشته فتح خلال ثلاثة عقود ومنطق حزب السلطة الذي عرفته الحركة في العقد الماضي.
- تكاثر الأجنحة والتنظيمات داخل حركة فتح ودخول كل جناح معادلة توازنات القوى داخل الحركة، وهو ما يعبر عنه أحيانا بصراع الأجيال أو تنافس الحرس القديم والحرس الشاب
فتح والمشهد السياسي الفلسطيني
لعل أبرز ما عرفته الخريطة السياسية الفلسطينية هو تراجع قوة فتح داخل المجلس التشريعي الفلسطيني أمام حركة حماس خلال الانتخابات التشريعية التي جرت يوم الأربعاء 25 يناير/ كانون الثاني 2006م حيث لم تحصل فتح إلا على 43 مقعدا بينما حصلت حماس على 76 من أصل 132 هي عدد مقاعد المجلس.
وتذكر المصادر حول حركة فتح من بين الأسباب التي أثرت في وضعية الحركة ونالت من قوتها في المشهد السياسي الفلسطيني:
- غياب عرفات القائد الرمز للحركة.
- الصراعات العلنية أحيانا بين أجنحة فتح المتعددة.
- اتهامات بعض القيادات الفتحاوية باحتكار المناصب.
- استشراء الفساد في أوساط الحركة والسلطة.
- عجز السلطة وضعفها عن مواجهة السياسات الصهيونية في الأراضي المحتلة.
- النهج المقاوم لحركة حماس وما قامت به من خدمات اجتماعية للمجتمع الفلسطيني.
وتبقى جميع المصادر غير متفقة على تقويم حركة فتح التي جاوز عمرها نصف قرن، فمن قائل إنها أهلكت الحرث والنسل إلى ذاهب إلى أن المستقبل معها، وبين هذا وذاك هناك إجماع على أن الحركة تعيش أزمة قوية تتطلب حلولا ناجعة[8].
[1] الموقع الرسمي لحركة فتح – مفوضية الإعلام والثقافة، الخلفية التاريخية.
[2] سيدي أحمد ولد أحمد سالم: فتح: النشأة والتاريخ، مقال على موقع الجزيرة.
[3] حركة التحرير الفلسطينية فتح: ملفات خاصة – موقع الجزيرة.
[4] الموقع الرسمي لحركة فتح – مفوضية الإعلام والثقافة، الخلفية التاريخية.
[5] سيدي أحمد ولد أحمد سالم: فتح: النشأة والتاريخ، مقال على موقع الجزيرة.
[6] سيدي أحمد ولد أحمد سالم: فتح: النشأة والتاريخ، مقال على موقع الجزيرة.
[7] حركة التحرير الفلسطينية فتح: ملفات خاصة – موقع الجزيرة.
[8] سيدي أحمد ولد أحمد سالم - فتح: النشأة والتاريخ، مقال على موقع الجزيرة.
التعليقات
إرسال تعليقك