التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
انتشر المسلمون في السويد في شتى مجالات الحياة، وأصبح هناك اندماج إيجابي وقوي للأقلية المسلمة في السويد.. فما مظاهر اندماجهم في السويد؟
مسجد أستكهولم يزوره سنويًّا 20 ألف زائر للتعرف على الإسلام عن قرب وبشكل فردي وعائلي ورسمي.. رئيس الرابطة الإسلامية يحرز نجاحًا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ليصير عضوًا بالبرلمان الحالي.. انتشار المسلمين في شتى طبقات المهنيين والكوادر المثقفة في مختلف مجالات الحياة، رغم أن الأجيال الأولى وفدت إلى السويد من الطبقة العمالية والحرفية.. مؤسسات دينية واجتماعية وثقافية متعددة.
كل هذه مظاهر تعكس الاندماج الإيجابي والقوي للأقلية المسلمة في السويد رغم أصوات ضئيلة تسعى جاهدة لتغيير هذه المعادلة بين الطرفين -المجتمع السويدي الآمن، والأقلية المسلمة المسالمة- خاصة بعد التفجيرين اللذين وقعا وسط العاصمة أستكهولم قبل أيام، ونُسبا إلى مواطن سويدي متطرف دينيًّا من أصل عراقي، ما ينذر بإمكانية حدوث تضييقات أمنية على مسلمي السويد من جانب السلطات.
وينظر للسويد كبلد أوربي نموذجي لكونه حقق لمواطنيه أفضل معيشة اقتصادية وخدمات اجتماعية على مستوى العالم، كما ينعم أبناؤه بأجواء الحرية المكفولة، ليس لهم فقط بل لكافة الوافدين من خارجه من مختلف أبناء الأعراق الإنسانية والديانات السماوية.
وقد أدانت هيئات إسلامية سويدية التفجيرين اللذين وقعا في العاصمة أستكهولم مساء السبت 11-12-2010م؛ مما أدى لمقتل شخص وإصابة آخرين، متخوفين من أن هذا العمل الإرهابي قدم خدمة مجانية لدعاة التمييز والعنصرية، وأن تكون له تداعيات خطيرة على الوجود الإسلامي في الغرب.
كما أعرب اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا عن استنكاره الشديد لحوادث التفجير المروّعة التي شهدتها العاصمة السويدية أستكهولم، ليل السبت 11 ديسمبر، وندّد بشدّة بالمحاولات المشينة الرامية إلى زعزعة الاستقرار، التي جسّدتها هذه التطوّرات العنيفة.
المسجد مقصد الجميع
ولا يحتاج أي ممن يعيشون خارج السويد لكي يفهم هذا الاندماج الإيجابي سوى القيام بزيارة سريعة للعاصمة أستكهولم وزيارة أحد معالمها البارزة والذي افتتحته مؤسسة الرابطة الإسلامية في السويد قبل عقد ماضي في عام 2000م، حتى تصيبه بالدهشة والحيرة.. إنه مسجد أستكهولم، الذي أضحى معلمًا بارزًا من معالم المدينة.
فنادرًا ما تجد مسجدًا ومركزًا إسلاميًّا بهذا الاهتمام الكبير في الغرب، حيث يزوره سنويًّا 20 ألف زائر غير مسلم بشكل منتظم وفي إطار مجموعات للتعرف على الإسلام عن قرب وبشكل رسمي، إضافة إلى الزيارات الأخرى الخاصة، سواء الفردية أو العائلية.
أما على المستوى الرسمي فهناك تنافس وحرص شديد على زيارة هذا المعلم الدال على حرية العقيدة وعلى الاحترام بين الأديان، حيث زاره ملك السويد وحرمه، كما حرص على زيارته كل رؤساء السويد الذين تولوا رئاسة الحكومات المتعاقبة، إضافة إلى العشرات من الوزراء السويديين منذ عام 2000م وحتى اليوم.
كما يزوره من هم خارج السويد من بينهم أعضاء البرلمان الأوربي، وقد أضحى هذا المسجد قبلة لسفراء الدول الأوربية والولايات المتحدة، حيث زارها العديد منهم، وقامت إدارة المسجد بتنظيم لقاءات لهم للتعريف بالإسلام الوسطي وموقف المسلمين من مختلف القضايا المهمة المطروحة على الساحة بشكل دائم ومستمر.
وفي مؤشر آخر على مدى حرص الأقلية المسلمة في السويد على الاندماج الإيجابي في المجتمع، ترشح عبد الرزاق وابري رئيس مؤسسة الرابطة الإسلامية التي تعدّ المؤسسة الإسلامية الكبرى في البلاد في الانتخابات البرلمانية التي جرت هذا العام في السويد، وأحرز فيها نجاحًا كبيرًا أهّله لكي يكون عضوًا في البرلمان الحالي، كما أنه عضو منذ سنوات في الحزب الحاكم.
مختلف المجالات
وفيما يعتبر مؤشرًا ثالثًا على انتشار الأقلية المسلمة بالسويد، تجد أن أبناء الجيل الحالي ينتمون إلى جميع الطوائف المهنية والكوادر المثقفة، رغم أن معظم الأجيال التي وفدت قبل عدة عقود إلى السويد في القرن الميلادي المنصرم كانت تنتمي إلى الطبقة العمالية والحرفية، لكن أبناءهم الذين ولدوا ونشئوا في السويد سرعان ما ظهر بينهم المهنيون والكوادر المثقفة التي تعمل في مختلف مجالات الحياة.
وبحسب دراسة صادرة عن الرابطة المسلمة في السويد فإن ظهور المسلمين بالسويد يرجع إلى أربعينيات القرن الماضي حينما هاجر بعض التتار من آسيا الوسطى سنة 1947م واستقروا بالعاصمة أستكهولم، حيث أنشئوا أول جمعية إسلامية في السويد، ومنذ ذلك الحين وأعداد المسلمين في تزايد مستمر.
ويقدر عدد مسلمي السويد بأكثر من 450 ألف مسلم تقريبًا، يمثلون نحو 5% من إجمالي تسعة ملايين هم تعداد السكان الكلي؛ ما يجعل الإسلام ثاني أكبر ديانة بالبلاد بعد البروتستانتية، بحسب مصادر الرابطة الإسلامية في السويد.
ويتواجد المسلمون بكثافة في ثلاثة مدن رئيسية، هي أستكهولم العاصمة في الوسط، وجوتمبرج في الغرب، ومالمو في أقصى الجنوب، وينحدر المسلمون من أصول عربية، خاصةً من العراق والصومال وإريتريا ومن أصول بلقانية من البوسنة وتركيا.
وتعتبر العلاقة بينهم وبين الدولة في تحسن مستمر؛ نتيجة لزيادة وعي المسلمين بحقوقهم المدنية ومطالبتهم بها.
مؤسسات إسلامية سويدية
ومن بين مؤشرات اندماج المسلمين الإيجابي في المجتمع السويدي دون ذوبان هويتهم، المؤسسات الدينية والاجتماعية والثقافية التي أنشئوها بهدف مساعدتهم على أداء شعائرهم والتمسك بعقيدتهم، مع تشجيع الاندماج الإيجابي على أساس المواطنة والمساهمة في خدمة المجتمع وبناء الدولة.
وبحسب الدراسة السابقة للرابطة المسلمة في السويد، فإن المسلمين في السويد واجهوا تحديات خطيرة تتعلق بتدينهم وهويتهم وأبنائهم بإنشاء مؤسسات دينية واجتماعية وثقافية تساعدهم على أداء شعائرهم والتمسك بعقيدتهم والحفاظ على هويتهم وقيمهم وتنشئة أبنائهم وفق تعاليم دينهم الحنيف، مع تشجيع الاندماج الإيجابي على أساس المواطنة والمساهمة في خدمة المجتمع وبناء الدولة.
ومن أبرز المؤسسات الإسلامية في السويد:
- الرابطة الإسلامية IFIS الأب الروحي لمعظم المؤسسات الإسلامية في السويد.
- المجلس الإسلامي السويدي SMR، وهي مظلة للعمل الإسلامي في السويد.
- رابطة الجمعيات الإسلامية FIFS، وبه العديد من الجمعيات التابعة للرابطة.
- اتحاد الشباب المسلم السويدي SUM وهو اتحاد شبابي.
- اتحاد مسلمي السويد SMF، وهو اتحاد تركي يضم أطياف متنوعة من الأتراك.
- اتحاد للبوسنيين SFBH، وقد أنشئ مؤخرًا بعد انفصاله عن اتحاد مسلمي السويد.
- اتحاد للأتراك السليمانية IKUS وهو ضعيف، ويوازيه اتحاد IS لصوفيّ سويدي انشق عليه وهو ضعيف.
- اتحاد ذو ميول شيعية يضم الجمعيات الشيعية العربية، وهم فعليًّا قلة.
وتعتبر الرابطة الإسلامية IFIS أكثر التجمعات فاعلية في ساحة العمل الإسلامي في السويد، وتلقى احترام وتقدير الهيئات الرسمية والدبلوماسية والإسلامية في السويد؛ بسبب سياستها الهادئة المعتدلة التي تعتمد على الوسطية وتوحيد المسلمين، وانفتاحها على مختلف الهيئات الرسمية والشعبية في السويد.
إضافة إلى ذلك، فقد كانت وراء إنشاء العشرات من المؤسسات الإسلامية في السويد من بينها إنشاء مظلة للمسلمين في السويد معتمدة من قبل السلطات الرسمية وهي المجلس الإسلامي السويدي.
المصدر: موقع أون إسلام.
التعليقات
إرسال تعليقك