ملخص المقال
عبيد بن المعلى بن لوذان الخزرجي الأنصاري، شهد رضيالله عنه غزوة أُحد واستشهد فيها، قتله عكرمة بن أبي جهل. ولإخوته وزوجته وبعض أبنائه صحبة.
عبيد بن الْمُعَلَّى بن لَوْذَانَ الخزرجي الأنصاري، من الطبقة الثانية من الأنصار، لم يشهد بدرًا، وإنما شهد رضي الله عنه غزوة أحد واستشهد فيها، قتله عكرمة بن أبي جهل. ولإخوته وزوجته وبعض أبنائه صحبة.
عبيد بن المُعَلَّى اسمه ونسبه
عبيد بن الْمُعَلَّى بن لَوْذَانَ بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عدي بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غَضْبِ بن جُشَمِ بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، الخزرجي الأنصاري، من بني حبيب بن عبد حارثة[1].
وقد نسبه ابن إسحاق في بعض المواضع إلى بني زريق، فقال: ومن بني زريق بن عامر .. عبيد بن المعلى بن لوذان. واستدرك عليه ابن هشام، بقوله: عبيد بن المعلى، من بني حبيب[2]. وقول ابن هشام هو الأصوب. وعن ابن إسحاق قال أبو نعيم الأصبهاني: عبيد بن المعلى بن لوذان الزرقي ثم الأنصاري[3]، وعقَّب ابن الأثير على قول من نَسَب بني المعلى بن لوذان إلى بني زريق بقوله: وبنو مالك بن زيد مناة حلفاء بني زريق، وحبيب وزريق أخوان. وعبيد أنصاري زرقي. وفي موضع آخر قال: وحبيب بن عبد حارثة هو أخو زريق. وقيل: لأبي سعيد (بن المعلى بن لوذان): "زرقي"؛ لأن العرب كثيرًا ما تنسب ولد الأخ إلى أخيه المشهور. وقد تقدم لهذا نظائر كثيرة. وعقَّب على نسب رافع بن المعلى بقوله: قيل زرقي، وقيل: من بني عبد حارثة، فمن يراه يظنه اختلافًا، وليس كذلك، فإن زريقًا هو ابن عبد حارثة، وإنما لو قال: من بني حبيب بن عبد حارثة لكان أحسن[4].
أسرة عبيد بن المُعَلَّى
ينتمي عبيد بن المعلى إلى أسرة كبيرة في الإسلام، فإخوته من السابقين، من الطبقة الأولى من الأنصار، ممن شهدوا بدرًا. أمه إدام بنت عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار [5].
أما عن إخوته، فقال ابن السائب الكلبي: المعلى بن لوذان بن حارثة ..؛ وبنوه: أبو قيس بن المعلى، شهد بدرا. وعبيد بن المعلى، قُتل بأحد. ونفيع بن المعلى، أسلم قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة؛ فضربه رجل من مزينة، حليف الأوس فقتله وهو بصطحان، من أجل ما كان بين الأوس والخزرج، فكان أول قتيل في الإسلام من الأنصار، وأوس بن المعلى. وراشد بن المعلى، شهد بدرًا [6]. ولعل ابن الكلبي يقصد بـ (راشد) رافع بن المعلى، فوقع فيها تحريف، وهو الراجح لدينا، وقوله (أبو قيس) يقصد أخاه (هلال بن المعلى)، و(أبو قيس) كنيته، كما عند ابن سعد[7].
وقال ابن حزم: وأبو قيس، ورافع، ونفيع، وعبيد، وأوس، والنعمان، بنو المعلى بن لوذان بن حارثة .. واستشهد أبو قيس ورافع ببدر، واستشهد عبيد بأحد، وأسلم نفيع قبل الهجرة؛ فقتله قيس، رجل من مزينة، حينئذ ببطحان؛ وأبو سعيد بن المعلى هو الحارث بن أوس المذكور بن المعلى بن لوذان، نسب إلى جده؛ وابن ابنه مروان بن عثمان بن أبي سعيد، محدث؛ وقيس بن عبيد بن المعلى، بدري [8]، وليس من ولد عبيد (قيس)، ولعله يقصد (زيد) وهو بدري واستشهد بمؤتة كما سنذكر.
تزوج عبيد بن المعلى من الصحابية سُخْطَى بنت أسود بن عباد بن عمرو من بني سلمة من الخزرج، رضي الله عنها، أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم [9]، فولد عبيد بن المعلى: عتبة بن عبيد، وزيد بن عبيد قُتل يوم مؤتة شهيدًا، وخالدة بنت عبيد تزوجها أبو سعيد بن أوس بن المعلى بن لوذان بن حارثة، وقبيسة (قسيبة) بنت عبيد، وأمهم جميعًا سخطى بنت الأسود السلمية الخزرجية الأنصارية رضي الله عنها[10].
إسلام عبيد بن المُعَلَّى وجهاده
أسلم عبيد بن المعلى رضي الله عنه مبكرًا، لكنه لم يشهد غزوة بدر، لذا فعداده في الطبقة الثانية من المهاجرين والأنصار ممن لم يشهدوا بدرًا, ولهم إسلام قديم, وشهدوا أُحدًا، وما بعدها من المشاهد[11]. لم يشهد عبيد بدرًا [12]، وشهد رضي الله عنه يوم أُحد واستشهد فيه، قتله عكرمة بن أبي جهل[13]. وفي مغازي الواقدي فيمن استشهد من المسلمين بأُحد: ومن بني حبيب بن عبد حارثة: المعلى بن لوذان بن حارثة بن رستم بن ثعلبة، قتله عكرمة بن أبي جهل[14]، وفي نص الواقدي سقط وهو (عبيد بن المعلى) وهذا هو المشهور، فإن المعلى لم يكن له ذكر في الإسلام، بل الذكر لأولاه من بعده، وكلهم دخلوا في الإسلام سابقين مجاهدين.
بينما ذكره سبط ابن الجوزي فيمن استشهد في يوم مؤتة سنة 8هـ [15]، وهو وَهم بالإجماع، إنما من استشهد في مؤتة ابنه زيد بن عبيد بن المعلى، كما نص على ذلك ابن سعد وابن عساكر [16].
___________________
[1] ابن سعد: كتاب الطبقات الكبير، الجزء الرابع (في الطبقة الثانية من المهاجرين والأنصار ممن لم يشهدوا بدرًا, ولهم إسلام قديم, وشهدوا أحدًا، وما بعدها من المشاهد، تحقيق: علي محمد عمر، الناشر: مكتبة الخانجي - القاهرة، 1421هـ / 2001م، ص405. ابن حزم: جمهرة أنساب العرب، تحقيق: لجنة من العلماء، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، 1403هـ / 1983م، ص332، 346، 356. ابن الأثير: أسد الغابة، الناشر: دار الفكر – بيروت، 1409هـ / 1989م، ج3/ ص444، وقد أسقط ابن الأثير (لوذان)، فقال: عبيد بن المعلى بن حارثة، والصواب ما أثبتناه.
[2] ابن هشام: السيرة النبوية، تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، الطبعة: الثانية، 1375هـ / 1955م، ج2/ ص126.
[3] أبو نعيم الأصبهاني: معرفة الصحابة، تحقيق: عادل بن يوسف العزازي، الناشر: دار الوطن للنشر - الرياض، 1419هـ / 1998م، ج4/ ص1905.
[4] ابن الأثير: أسد الغابة، ج2/ ص47 - 48، ج3/ ص444، ج5/ ص142.
[5] ابن سعد: كتاب الطبقات الكبير، ج4/ ص405. سبط ابن الجوزي: مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، الجزء الرابع، تحقيق وتعليق: محمد بركات وعمار ريحاوي، الناشر: دار الرسالة العالمية، دمشق - سوريا، 1434هـ / 2013م، ص57.
[6] ابن السائب الكلبي: نسب معد واليمن الكبير، تحقيق: الدكتور ناجي حسن، الناشر: عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية، 1408هـ / 1988م، ج1/ ص420 - 421.
[7] ابن سعد: الطبقات الكبرى، تحقيق: إحسان عباس، الناشر: دار صادر - بيروت، 1968م، ج3/ ص601.
[8] ابن حزم: جمهرة أنساب العرب، ص356.
[9] ابن سعد: الطبقات الكبرى، ج8/ ص409.
[10] ابن سعد: كتاب الطبقات الكبير، ج4/ ص405. ابن سعد: الطبقات الكبرى، ج3/ ص593. ابن عساكر: تاريخ دمشق، تحقيق: عمرو بن غرامة العمروي، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1415هـ / 1995م، ج19/ ص450، وفيه (سحا بنت الأسود) وهو تحريف.
[11] ابن سعد: كتاب الطبقات الكبير، ج4/ ص405. سبط ابن الجوزي: مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، ج4/ ص57.
[12] ابن سعد: الطبقات الكبرى، ج3/ ص601.
[13] ابن السائب الكلبي: نسب معد واليمن الكبير، ج1/ ص420. ابن سعد: كتاب الطبقات الكبير، ج4/ ص405. ابن هشام: السيرة النبوية، ج2/ ص126. ابن منده: المستَخرجُ من كُتب النَّاس للتَّذكرة والمستطرف من أحوال الرِّجال للمعرفة، تحقيق: عامر حسن صبري التميمي، الناشر: وزارة العدل والشئون الإسلامية البحرين، د.ت، ج1/ ص354. أبو نعيم الأصبهاني: معرفة الصحابة، ج4/ ص1905. ابن عبد البر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، الناشر: دار الجيل – بيروت، 1412هـ /1992م، ج3/ ص1019. ابن عساكر: تاريخ دمشق، ج19/ ص450. ابن الأثير: أسد الغابة، الناشر: دار الفكر – بيروت، 1409هـ / 1989م، ج3/ ص444. ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، 1415هـ، ج4/ ص349.
[14] الواقدي: المغازي، تحقيق: مارسدن جونس، الناشر: دار الأعلمي - بيروت، الطبعة: الثالثة – 1409هـ /1989م، ج1/ ص306.
[15] سبط ابن الجوزي: مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، ج4/ ص57.
[16] ابن سعد: كتاب الطبقات الكبير، ج4/ ص405. ابن عساكر: تاريخ دمشق، ج19/ ص450. ابن الأثير: أسد الغابة، ج2/ ص142. ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة، ج2/ ص507.
التعليقات
إرسال تعليقك