التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
الديانة الهندوسية أو البرهمية هي إحدى الديانات غير السماوية، وهي من أكثر الديانات انتشارًا في الهند، وتتصف بغرابة عقائدها وهي أسلوب في الحياة أكثر منها
الهندوسية (البرهمية)
في القرن الثامن قبل الميلاد أطلق على الديانة الهندوسية اسم «البرهمية» نسبة إلى «برهما»، وهو في اللغة السنسكريتيَّة معناه «الله»، ورجال دین الهندوس يعتقدون أنَّه الإله الموجود بذاته الذي لا تُدركه الحواس وإنَّما يُدرك بالعقل، وهو الأصل الأزلي المستقل الذي أوجد الكائنات كلَّها، ومنه يستمدُّ العالم وجوده، ويعتقد الهندوس أنَّ رجال هذا الدين يتَّصلون في طبائعهم بعنصر «البرهما» ولذلك أُطلق عليهم اسم «البراهمة».
أصل الهندوسية:
والهندوسية دين الجمهرة العظمى من سكان الهند وهي مجموعة من التقاليد والعادات والعقائد، ولا يُعرف على التحديد متی ظهرت هذه الديانة، ولا يُعرف لها كذلك مؤسِّس تنتمي إليه، ولكن يغلب على الظنِّ أنَّها من تنطيم الآريِّين الذين هاجروا إلى الهند واستوطنوها ونقلوا إليها بعض عاداتهم وتقاليدهم وأشياء من ديانتهم، وأصلهم من بلاد الدانوب بأوروبَّا أو من بلاد التركستان بالقرب من نهر جيحون.
والهندوسيَّة أسلوب في الحياة أكثر ممَّا هي مجموعة من العقائد وليست لها صيغ محدودة المعالم، ولذا تشمل من العقائد ما يهبط إلى عبادة الأشجار والأحجار والقرود والمروج والفروج والأبقار بل إلى عبادة كلِّ شيء؛ فقد يُصلِّي الهندوسي إلى النمر الذي يفترس أنعامه، ولجسر الخط الحديدي الذي يصنعه الإنجليزي ثم يُصلِّي للإنجليزي نفسه إذا اقتضى الحال.
وقد حظيت البقرة في الديانة الهندوسيَّة بأسمى مكانة، ولا تزال كذلك على مرِّ الدهور والعصور وقد كتب «غاندي» مقالًا بمجلة تصدر في بومباي يفلسف عبادة البقرة، جاء فيه:
«عندما أرى بقرة لا أَعُدُّني أرى حيوانًا لأنِّي أعبد البقرة، وسأدافع عن عبادتها أمام العالم أجمع.. وأمي البقرة تفضل أمي الحقيقيَّة من عدَّة وجوه؛ فالأمُّ الحقيقيَّة تُرضعنا مدَّة عامٍ أو عامين وتتطلَّب منَّا خدمات طول العمر نظير هذا، ولكن أمنا البقرة تمنحنا اللبن دائمًا ولا تتطلب منَّا شيئًا مقابل ذلك سوى الطعام العادي، وعندما تمرض الأمُّ الحقيقيَّة تُكلِّفنا نفقاتٍ باهظة، ولكن أمنا البقرة تمرض فلا نخسر لها شيئًا ذا بال، وعندما تموت الأمُّ الحقيقيَّة تتكلَّف جنازتها مبالغ طويلة، وعندما تموت أمُّنا البقرة تعود علينا بالنفع كما كانت تفعل وهي حيَّة؛ لأنَّنا ننتفع بكلِّ جزءٍ من جسمها حتى العظم والجلد والقرون».
أطوار الديانة الهندوسية:
[۱] - مرحلة ما قبل تدوين الويدا (كتاب الهندوس المقدَّس)، والويدا كلمة سنسكريتيَّة معناها الحكمة والمعرفة. وفي هذه المرحلة كانت تنتشر الأفكار البدائيَّة وعبادة قوى الطبيعة سواءٌ في ذلك ما أحدثه الآريُّون أو الطورانيُّون الذين هاجروا إلى الهند كذلك أو كان نابعًا من البيئة الهنديَّة، وبعض الباحثين يُحدِّد بدء هذا الطور بالقرن الخامس عشر قبل الميلاد.
[۲] - مرحلة تدوين الويدا وتأويلها على أيدي رجال الدين «البراهمة»، وقد سُمِّي تأويل الويدا «البراهمانات»، وقد بدأت هذه المرحلة في القرن الثامن قبل الميلاد إذ ظهر في ذلك العصر جماعةٌ من أهل الفكر اهتمُّوا بالشئون الدينيَّة، وفكَّروا في عقائدهم فرأوا ضرورة تنظيمها وتدوينها، وقد أدَّى هذا التفكير إلى آراء مغايرة لبعض ما ورثوه من عقائد، وكوَّنوا مذهبًا جديدًا أطلقوا عليه اسم «البرهمية».
[۳] - مرحلة تلخيص الويدا في أسفار مقدَّسة تُسمَّى «الأوبانیشادات»، وتبدأ هذه المرحلة من القرن السادس قبل الميلاد.
كتاب الهندوس المقدس:
أشرنا إلى أنَّ كتاب الهندوس المقدَّس يُسمَّى «الويدا»، وهذا الكتاب لا يُعرف له واضعٌ معيَّن، وهو عبارةٌ عن أربعة كتب:
[1] - الريج ويدا: وهو أشهر الأربعة، وبعض الناس يزعم أنَّه يرجع إلى ما قبل الميلاد بثلاثة آلاف سنة، وهو يشتمل على 1۰۱۷ أنشودة دينيَّة يتضرَّع بها الهندوس أمام آلهتهم.
ولا يزال الهندوس يتغنون إلى الآن ببعض هذه الأناشيد ويرتِّلونها في صلواتهم وحفلات زواجهم.
[۲] - ياجور ويدا: وهي عبارات نثريَّة يُرتِّلها رجال الدين عند تقديم القرابين.
[۳] - ساما ويدا: وهي عبارةٌ عن بعض الأغاني التي يتغنون بها عند الصلاة والدعاء.
[4] - آثار ويدا: وهي عبارةٌ عن عمليَّاتٍ في السحر والرُّقى، كما أنَّ فيها تصويرًا للحياة الهنديَّة، ويصور آثار ويدا هذه الحياة بأنَّها مملوءة بالآثام وأنَّ الكون مملوء بالشياطين والأغوال، كما قد يُصوِّر آثار ويدا الآلهة عندهم بأنَّها كفَّت أيديها عن الخير، ولم تعد تدفع الشر، وأنَّ الناس قد لجئوا إلى الرقي والسحر لحماية أنفسهم.
الإله عند الهندوس:
أشرنا فيما مضى إلى أنَّ الهندوس قد يعبدون كلَّ شيءٍ، وقد كثرت عندهم الآلهة كثرةً عجيبة؛ فمن معبوداتهم التي وردت في كتبهم المقدَّسة:
«واروناه» إله السماء، و«اندرا» إله الرعد الذي يأتي بالمطر، و«أغني» إله النار، و«أوشا» إله الصبح، و«رودرا» إله العواصف، و«بارجانيا» إله الأنهار، و«سورية» (الشمس).
وقد كان الهندوس إذا دعوا إلهًا من آلهتهم تناسوا باقي الآلهة، فيُسمونه بأحسن الأسماء ويُخاطبونه بربِّ الأرباب وإله الآلهة. فإذا ذهبوا إلى إلهٍ غيره أقاموه مقام الأوَّل، ووصفوه بأنَّه إله الآلهة وربُّ الأرباب.
وبمرور الزمن اثبتوا هذه الأوصاف لبعض آلهتهم دون الأخرى، فصار هو وحده ربُّ الأرباب، وصار هذا الوصف لا يُطلق على إلهٍ سواه.
وفي القرن الثامن قبل الميلاد عند تنظيم هذه الديانة فكَّر رجال الدين في توحيد الآلهة، فجمعوا آلهتهم في إلهٍ واحدٍ له ثلاثة أقانيم، وأطلقوا عليه ثلاثة أسماء؛ فيُسمَّى «براهما» من حيث هو مُوجِدٌ للعالم، ويُسمَّى «فشنوا» من حيث هو حافظٌ للعالم، ويُسمَّى «سيفا» من حيث هو مُهْلِكٌ للعالم.
وقد جاء في بعض كتب الهندوس المقدَّسة أنَّ كاهنًا توجَّه إلى الآلهة «براهما» و«فشنوا» و«سیفا» وسألهم:
أیُّکم الإله بحق؟ فأجابوا جميعًا: اعلم أيُّها الكاهن أنَّه لا يوجد أدنى فارق بيننا نحن الثلاثة؛ فإنَّ الإله الواحد يظهر بثلاثة أشكالٍ بأعماله من خلقٍ وحفظٍ وإعدام، ولكنَّه في الحقيقة واحد، فمن يعبد أحد الثلاثة فكأنَّه عبدها جميعًا أو عبد الواحد الأعلى.
وقد أشرت عند الكلام على تحريف المسيحيَّة أنَّ بولس «شاؤل اليهودي» قد اقتبس التثليث من ديانة الهندوس.
من عقائد الهندوس:
قانون الجزاء:
يعتقد الهندوس أنَّه لا بُدَّ من الجزاء على أعمال الخير وأعمال الشر، وأنَّ هذا الجزاء يكون في هذه الحياة، ويسمون قانون الجزاء «الكارما».
تناسخ الأرواح:
وقد لاحظ الهندوس أنَّ الجزاء قد لا يقع؛ فالظالم قد يموت دون أن يُؤخذ بجزاء ظلمه، والمحسن قد يموت دون أن يُؤجر على إحسانه، فأدَّى بهم ذلك إلى القول بتناسخ الأرواح، ليقع الجزاء في الحياة القادمة على هذه الأرض إذا لم يقع في الحياة الحاضرة.
وتناسخ الأرواح معناه أنَّ الروح إذا خرجت من جسم صاحبها وعليها ديون أو لها أجور عادت تلك الروح وتقمَّصت جسدًا جديدًا، فتبدأ بذلك دورةً جديدةً لهذه الروح، فتسعد أو تشقى نتيجةً لِمَا قدَّمت من عملٍ في دورتها السابقة، وتكون تلك الحياة الجديدة هي جنَّتُها أو نارها.
وقد يُطلق على تناسخ الأرواح: تكرار المولد، أو تجوال الروح. وهم يعتقدون أنَّ الروح في جسمها الجديد تنسى كلَّ ما حدث في جسمها السابق.
التحرر من رق الأهواء والاتحاد بالبرهما:
كما يعتقد الهندوس أنَّه لا يزال يتكرَّر المولد وتتناسخ الأرواح حتی تتوقف الميول والشهوات، فيتغلَّب الإنسان على نفسه وتنقطع ميوله وشهواته وينعدم عنده الخير والشر، فإذا تمَّ له ذلك تخلَّص من تكرار المولد وامتزج بالبرهما، فالهدف الأسمى للحياة هو التحرُّر من رقِّ الأهواء وانعدام حقيقة الحواس والاتحاد بالبرهما.
قوانين منو
ظهرت هذه القوانين في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الثاني قبل الميلاد كشروح للويدا، وقد نظَّمت هذه القوانين حياة الهندوس وكان لها أثرٌ عظيمٌ في استقرار معالم ديانتهم، وقد جاء في هذه القوانين:
- «إنَّ الذي تغلَّب على نفسه فقد تغلَّب على حواسِّه التي تقوده إلى الشر، إنَّ النفس لأمارةٌ بالسوء، والنفس لا تشبع أبدًا بل يزداد جشعها بعد أن تنال مشتهاها».
- «إنَّ الذي أوتي كلَّ شيءٍ والذي تخلَّى عن كلِّ ما كان في يده، فهذا خيرٌ من ذاك».
- «على طالب العلم أن يتجنَّب الحلوى واللحوم والروائح الطيِّبة والنساء، وكذلك يجب عليه ألَّا يُدلِّك جسده بما له رائحةٌ طيِّبة، ولا يكتحل، ولا يلبس حذاءً، ولا يتظلَّل بالشمسيَّة، وعليه ألا يهتمَّ برزقه بل يحصل على رزقه بالتسوُّل».
- «وعندما تدخل في الشيخوخة عليك بالتخلِّي عن الحياة الأهليَّة، وبالإقامة في الغابة؛ فليس لك أن تقصَّ شعرك ولحيتك وشواربك ولا أن تُقلِّم أظافرك».
- «وليكن طعامك ممَّا تنبته الأرض وتثمره الأشجار، ولا تقطف الثمر بنفسك بل كُلْ منه ما سقط من الشجرة بنفسه، وعليك بالصوم؛ تصوم يومًا وتفطر يومًا، وإيَّاك واللحم والخمر».
- «عوِّد نفسك على تقلُّبات الموسم؛ فاجلس تحت الشمس المحرقة، وعش أيَّام المطر تحت السماء، وارتد الرداء المبلَّل في الشتاء».
- «لا تُفكِّر في الراحة البدنيَّة، اجتنب سائر الملذَّات، لا تقرب من زوجتك، نم على الأرض ولا تأنس بالمكان الذي أنت فيه».
- «إذا مشيت فامشِ حذرًا حتى لا تتخطَّى عظمًا أو شعرًا، وحتى لا تدوس نسمة، وإذا شربت الماء فاحذر أن تبتلع نسمة».
- «لا تفرح للذيذ ولا تحزن على الرديء».
وتذكر قوانین منو بدء الخليقة ونظام الطبقات في الهند فتقول:
«في المبدأ كان الكون مغمورًا في غيابة الظلام ولا يُمكن إدراكه، وخاليًا من كلِّ وصفٍ مميَّز، لا يُستطاع تصوُّره بالعقل ولا بالوحي كأنَّه في سباتٍ عميق، فلمَّا انقضى أمد هذا الانحلال تعلَّقت إرادة المولى الموجود بذاته التي لا تُدركها الأبصار فجعل هذا العالم مرئيًّا، وعناصره الخمسة وأصوله الأخرى متلألئًا بالنور الأقدس قاشعًا الظلام الحالك، فاقتضت حكمة برهما الذي لا يُدركه إلَّا العقل أن يبرز من مادَّته المخلوقات المختلفة، فأوجد الماء أوَّلًا ووضع فيه جرثومة، فصارت الجرثومة بيضة لامعة لمعان الذهب، وعاشت داخلها الذات الصلبة على صورة برهما وهو جد جميع الكائنات، فبعد أن لبث برهما في البيضة سنة برهميَّة وهي تُعادل ملايين السنين البشريَّة، قسَّم المولى بمحض إرادته هذه البيضة قسمين، وصنع منهما السماء والأرض والكائنات، وعيَّن لكل كائن اسمه، وخلق عددًا عديدًا من الآلهة، وخلق طائفة غير مرئيَّة من الجن، وخلق الزمان وأقسامه، والكواكب والأنهار والبحار والجبال، ثم خلق البرهمي من فمه، والكاستريا من ذراعه، والويشيا من فخذه، والشودرا من رجله فكان لكلٍّ من هذه الطبقات منزلته على هذا النحو».
ثم تحدَّثت شرائع منو بالتفصيل عن وظائف كلِّ طبقةٍ من هذه الطبقات فقالت:
«ولكلِّ طبقةٍ من طبقات المجتمع الهندوسي وظائفها وواجباتها»:
فعلى البرهمي أن يشتغل بالتعلُّم والتعليم وبإرشاد الناس في دينهم، فكان هو المعلِّم والكاهن والقاضي.
أمَّا کشتريا فكانت وظيفته أن يتعلَّم ويُقدِّم القرابين، ويُنفق في المدقَّات، ويحمل السلاح للدفاع عن وطنه وشعبه.
أمَّا ويشيا فعليه أن يزرع ويتجر ويجمع المال ويُنفق على المعاهد العلميَّة والدينيَّة.
وأمَّا شودرا فعليه أن يخدم الطوائف الثلاث الشريفة.
البراهمة
وقد نظمت قوانین منو اختصاصات كلِّ طبقةٍ فقالت عن البراهمة:
- «ويقوم البراهمة بدرس أسفار الويدا وتعاليمه وتبريك تقديم القرابين التي لا تُقبل من الناس إلَّا عن طريقهم، ويجب أن يُحافظ البرهمي على كنز الشرائع المدنيَّة والدينيَّة».
- «وإذا وُلِدَ برهميٌّ وُضِع في الصفِّ الأوَّل من صفوف الدنيا».
- «والبرهمي محلٌّ لاحترام جميع الآلهة بسبب نسبه وحده، وأحكامه حجة في العالم، والكتاب المقدَّس هو الذي يمنحه هذا الامتياز».
- «كلُّ ما في العالم ملك البرهمي، وللبرهمي الحقُّ في كلِّ موجود».
- «والبرهمي إذا ما افتقر حُقَّ له أن يمتلك مال الشودري الذي هو عبدٌ له من غير أن يُجازيه الملك على ما فعل؛ فالعبد وما يملك لسيده».
- «ولن يدنس البرهمي بذنبٍ ولو قتل العوامل الثلاثة».
- «ولا ينبغي للملك أن يجبي خراجًا من برهميٍّ عالمٍ بالكتاب المقدَّس ولو مات الملك محتاجًا، ولا يجوز أن يصبر على جوع برهميٍّ في ولايته».
- «وليتجنَّب الملك قتل برهميٍّ ولو اقترف جميع الجرائم، وليطرده -إذا رأى- من مملكته على أن يترك له جميع أمواله وألا يُصيبه بأذى».
- «على الملك ألا يقطع أمرًا مهما كان دون استشارة البراهمة».
الكاشتريا
أمَّا طبقة الكاشتريا فتقول عنها قوانین منو:
- «إنَّ الذين تغذَّت عقولهم بكتبه ويدا وغيرها هم الذين يصلحون لأن يكونوا قوادًا أو ملوكًا أو قضاةً أو حكَّام الناس».
- «يُنصَّبُ الملك من الكاشتريا، وللملك على الكاشتريا احترام الجنود لقائدهم».
- «ويجب ألا يُستخفَّ بالملك ولو كان طفلًا، وذلك بأن يُقال: إنَّه إنسان؛ فالألوهيَّة تتجسَّم في صورة الملك البشريَّة».
- «ولا يجوز للكاشتري أن يشتغل بغير الجنديَّة، والكاشتري يعيش جنديًّا حتى في وقت السلم».
- «وعلى الكاشترية أن يتجمَّعوا عند أوَّل نداء، وعلى الملك أن يعد لهم عُدَدَ الحرب وأسلحته».
- «لا تُبَارَك موارد الملك ووسائله ولو نال كنوزًا واكتسب أملاكًا إلَّا إذا أصبح صديقًا للضعيف».
الويشية
أمَّا وظائف الويشية فتقول فيها قوانین منو:
- «يجب على الويشي أن يتزوَّج امرأةً من طائفته، وأن يعني جادًّا بمهنته، ويُربِّي الماشية على الدوام».
- «وعلى التجار منهم معرفة قوانين التجارة ونظام الربا».
- «وليعلم الويشي جيِّدًا كيف يبذر الحبوب، وليفرق بين الأرض الجيِّدة والأرض الرديئة، وليطَّلع على نظام الموازين والمكاييل اطِّلاعًا كافيًا».
- «وليعرف أجر الخدم ولغات الناس، وما تُحفظ به السلع، وكلَّ ما يمتُّ إلى البيع والشراء بصلة».
الشودرا
أمَّا اختصاصات طبقة الشودرا فيقول عنها منو:
- «يجب على الشودري أن يمتثل أمتثالًا مطلقًا لأوامر البراهمة سادة الدار العارفين بالكتب المقدسة والمشتهرين بالفضائل، فترجى له السعادة بعد موته ببعثٍ أسمى.
- «لا يجوز للشودري أن يجمع ثرواتٍ زائدةً ولو كان على ذلك من القادرين؛ فالشودري إذا جمع مالًا آذى البراهمة بقحته».
- «ويجب نفي ابن الطبقة الدنيا الذي تُحدِّثه نفسه بأن يُساوي رجلًا من طبقةٍ أعلى من طبقته، وأن يُوسَم تحت الورك».
- «وتُقطع يداه إذا علا من هو أعلى منه بيده أو بعصاه، وتقطع رجله إذا رفسه برجله».
- «وإذا ما دعاه باسمه أو باسم طائفته دون تقدير أُدْخِل إلى فمه خنجر محمَّى مثلوث النصل طوله عشرة قراريط».
- «ويأمر الملك بصبِّ زيتٍ حارٍّ في فمه وفي أذنيه إذا بلغ من الوقاحة ما يُبدي به رأيًا للبراهمة في أمور وظائفهم».
المصدر: كتاب الأديان والفرق والمذاهب المعاصرة لعبد القادر بن شيبة الحمد.
التعليقات
إرسال تعليقك