التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
في 2 نوفمبر 1917م أرسل بلفور وزير خارجية بريطانيا خطابًا إلى أحد أثرى رجال اليهود، يعده فيه بوقوف بريطانيا مع اليهود لتسهيل إقامة وطن لهم في فلسطين، وهو ما
أرسل وزير خارجيّة بريطانيا آرثر بلفور Arthur Balfour في 2 نوفمبر 1917م خطابًا إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد Lionel Walter Rothschild، وهو أحد أثرى رجال اليهود، ومن قادة الصهيونية المشهورين، يعده فيه بوقوف بريطانيا مع اليهود لتسهيل إقامة وطنٍ لهم في فلسطين[1]، وهو ما عُرِف في التاريخ بوعد بلفور، أو إعلان بلفور Balfour Declaration.
هذا هو النصُّ الأصلي للخطاب:
«His Majesty's government view with favor the establishment in Palestine of a national home for the Jewish people, and will use their best endeavors to facilitate the achievement of this object, it being clearly understood that nothing shall be done which may prejudice the civil and religious rights of existing non-Jewish communities in Palestine, or the rights and political status enjoyed by Jews in any other country».
والترجمة لهذا الخطاب كالآتي: «تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطنٍ قوميٍّ للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يُفهم جليًّا أنه لن يُؤتى بعملٍ من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنيَّة والدينيَّة التي تتمتَّع بها الطوائف غير اليهوديَّة المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتَّع به اليهود في أيِّ بلدٍ آخر»[2].
كان اليهود يمثلون 8% تقريبًا من سكان فلسطين في ذلك الوقت (55,000 من 668,000)[3]، ولكن أخذت بريطانيا على عاتقها تأسيس وطنٍ لليهود في هذا القطر تحديدًا، متجاهلين «وعدهم» للشريف حسين بجعله مَلِكًا على دولةٍ عربيَّةٍ تشمل فلسطين، والحقُّ أن بريطانيا هي أكثر الدول مساعدةً للصهاينة في كلِّ تاريخهم، متبوعةً في هذا الشأن بأميركا.
نُشر نصُّ الوعد في الصحافة في 9 نوفمبر عام 1917م[4]، واكتشف رجال الثورة العربية أن بريطانيا لعبت بهم، واستغلَّت حداثة عهدهم بالسياسة، ورغبتهم الحميمة في الخروج من التبعيَّة العثمانيَّة. هذه الرغبة التي أعمت عيونهم عن رؤية ما كان يراه الجميع!
[1] فشر، هربرت. أ. ل.: تاريخ أوروبا في العصر الحديث (1789-1950)، ترجمة: أحمد نجيب هاشم، وديع الضبع، دار المعارف، القاهرة، الطبعة السادسة، 1972م.صفحة 532.
[2] Schneer, Jonathan: The Balfour Declaration: The Origins of the Arab-Israeli Conflict, Bloomsbury Publishing, 2011, p. 341.
[3] Tessler, Mark: A History of the Israeli-Palestinian Conflict, Second Edition, Indiana University Press, Bloomington, Indianapolis, USA, 2009., p. 145.
[4] Schneer, 2011, p. 342.
التعليقات
إرسال تعليقك