ملخص المقال
كان تاج الدين السبكي إمامًا بارعًا في سائر العلوم، حصل فنونًا من العلم في الفقه والأصول، والحديث والأدب واللغة وكان له يد في النظم والنثر.
هو الإمام العالم الفقيه المحدّث النحوي الناظم قاضي القضاة تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الشافعي، ولد بالقاهرة سنة 727هـ= 1327م، وهو الأشهر، وقيل: ولد سنة 728هـ.
رحل تاج الدين السبكي إلى دمشق مع والده في 739هـ وسمع بها الكثير من العلماء والمحدثين وعلى رأسهم الإمام الذهبي، وأُجيزت له الفتوى فأفتى ودرّس وحدّث وصنّف ونظم الشعر، وكان طلق اللسان، جيد البديهة ذا بلاغة وذكاء مفرط وذهن وقاد وكان قوي الحجة له قدرة على المناظرة، وبالجملة هو إمامًا بارعًا في سائر العلوم، حصل فنونًا من العلم في الفقه والأصول وكان ماهرًا فيه، والحديث والأدب وبرع فيهما، وشارك في العربية وكان له يد في النظم والنثر.
كان تاج الدين السبكي سيدًا جوادًا كريمًا تولى رئاسة القضاء بالشام فكان مهيبًا تخضع له أرباب المناصب من القضاة، وقد حصلت له محنة بسبب القضاء وأوذي فصبر وسجن نحو ثمانين يومًا فثبت، وعقدت له مجالس فأبان عن شجاعة وأفحم خصومه مع تواطئهم عليه، ثم عاد إلى مرتبته وعفا وصفح عمن قام عليه، وقد ذكره الذهبي في المعجم المختص وأثنى عليه، وقال ابن كثير: جرى عليه من المحن والشدائد مالم يجر على قاض قبله وحصل له من المناصب مالم يحصل لأحد قبله.
توفي تاج الدين السبكي شهيدًا بالطاعون في ذي الحجة سنة 771هـ= 1370م عن أربع وأربعين سنة، وصنف تصانيف عدة في فنون مختلفة على صغر سنة وكثرة أشغاله قرئت عليه وانتشرت في حياته وبعد موته، من أهم تلك التصانيف، طبقات الشافعية الكبرى، معيد النعم ومبيد النقم، أصول الفقه، ومنع الموانع[1].
[1] الذهبي: سير أعلام النبلاء، دار الحديث، القاهرة، 1427هـ-2006م، 1/ 28، والصفدي: الوافي بالوفيات، تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، دار إحياء التراث، بيروت، 1420هـ= 2000م، 19/ 210، المقريزي: السلوك لمعرفة دول الملوك، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، لبنان، بيروت، الطبعة الأولى، 1418هـ= 1997م، 4/ 337، وابن قاضي شبهة: طبقات الشافعية، تحقيق: د. الحافظ عبد العليم خان، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى، 1407هـ، 3/ 104- 106، وابن تغري بردي: المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي، تحقيق: دكتور محمد محمد أمين، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 7/ 385- 386، والشوكاني: البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، دار المعرفة، بيروت، 1/ 410، 411، والزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر، 2002م، 4/ 184، 185.
التعليقات
إرسال تعليقك