ملخص المقال
أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أن استخدام إسرائيل القنابل الفوسفورية في حربها الأخيرة على غزة كان عشوائيا واستهدف مناطق آهلة بالسكان، مما يعتبر دليلا علىأكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أن استخدام إسرائيل القنابل الفوسفورية في حربها الأخيرة على غزة كان عشوائيا واستهدف مناطق آهلة بالسكان، مما يعتبر دليلا على ارتكابها جرائم حرب طالبت الأمم المتحدة والولايات المتحدة التحقيق فيها. ويقول التقرير إن استخدام إسرائيل ذخائر الفوسفور الأبيض –الذي يبيح القانون الدولي استعمالها للتغطية على تحركات القوات في ميدان المعركة- كان عشوائيا خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، إذ ألقتها القوات الإسرائيلية على مناطق آهلة بالسكان مما تسبب في مقتل وإصابة الكثير من المدنيين وتدمير العديد من المباني بينها مدرسة ومستشفى ومخزن للمساعدات الإنسانية تابعة لوكالة دولية. ويشدد التقرير على أن إسرائيل كانت تدرك وبشكل مسبق التأثيرات التي قد تنجم عن استخدام هذا النوع من الأسلحة، مما يعتبر دليلا جديدا على ارتكابها جرائم حرب بحق سكان قطاع غزة. ويستشهد التقرير على ذلك بمذكرة داخلية وزعها الجيش الإسرائيلي على جنوده يشرح فيها مخاطر الإصابة بالقنابل الفوسفورية التي تصل إلى حد الوفاة في حال ملامسة هذه الذخائر الجلد أو استنشاقها أو ابتلاعها. ويفند التقرير ادعاءات إسرائيل بقانونية استخدامها لهذه الأسلحة بالقول "إذا كان هدف الجيش الإسرائيلي استخدام قذائف الفوسفور الأبيض لإطلاق ستار من الدخان فكان يمكنه الاستعانة بقذائف دخانية غير قاتلة تنتجها شركة إسرائيلية". كما يوثق التقرير وقوع عدة هجمات بالفوسفور الأبيض على أحياء سكنية في قطاع غزة منها هجوم وقع يوم 4 يناير/كانون الأول 2009 أسفر عن مقتل خمسة من أفراد عائلة أحمد أبو حليمة في شمال غزة حيث عثر على بقايا المادة في المنزل المستهدف. يضاف إلى ذلك أن باحثين تابعين لمنظمة هيومن رايتس ووتش عثروا على مخلفات قذائف الفوسفور الأبيض وأجزاء من المواد المبطنة للذخائر وعشرات من قطع اللباد المحترق التي تحتوي على المادة الحارقة في شوارع مدينة غزة وأسطح المنازل ومبان أخرى بينها مدرسة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة. وتضمن التقرير ردا واضحا على اتهام إسرائيل لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) -التي تسيطر على قطاع غزة- بتعريض المدنيين للخطر باستخدامهم "كدروع بشرية" واستدراج قواتها إلى مناطق ذات كثافة سكانية عالية دخل مدينة غزة. وفي هذا الإطار قالت المنظمة إنها لم تعثر على أي دليل في الحالات التي وثقتها يؤكد صحة هذه المزاعم، مشيرة إلى أنه في بعض الحالات تحدث بعض المواطنين عن وجود مسلح لحركة حماس لكن ليس على النحو الذي يبرر استخدام الفوسفور الأبيض. وتقول المنظمة إن القوانين الدولية المتصلة بالحروب تلزم إسرائيل بإجراء تحقيق نزيه بشأن قيام جنودها بارتكاب جرائم حرب ومقاضاة المسؤولين عن إصدار الأوامر للقيام بأعمال غير مشروعة مثل إطلاق القذائف الفوسفورية. ولم تقدم المنظمة أرقاما محددة للخسائر البشرية، مستشهدة بصعوبة تحديد كل حالة نتجت فيها الحروق عن قذائف الفوسفور الأبيض الذي يشتعل بمجرد اتصاله بالأوكسجين ويواصل الاشتعال إلى درجة حرارة تصل إلى 816 درجة مئوية حتى تنفد الكمية أو يمنع عنه الأوكسجين. يشار إلى أن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان قال في تقرير سابق له إن العدوان الإسرائيلي على غزة الذي استمر 22 يوما، أسفر عن استشهاد 1417 فلسطينيا بينهم 926 مدنيا، في حين تعتبر إسرائيل أن الأرقام الحقيقية للخسائر الفلسطينية في الحرب أقل من ذلك.
التعليقات
إرسال تعليقك