ملخص المقال
كلمة الدكتور راغب السرجاني إلى الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل وإلى أنصاره ومؤيديه بعد قرار استبعاده النهائي من الانتخابات الرئاسية المصرية مع جملة من
في كلمة ماتعة ورقيقة من محبٍّ لأخيه، أكد فضيلة الأستاذ الدكتور راغب السرجاني -عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمشرف العام على موقع قصة الإسلام- على متانة علاقته بفضيلة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، وأنه (أي: الشيخ حازم) أحب الناس إلى قلبه، متوجهًا له ولأنصاره ومؤيديه بكلمة حانية ونصيحة خالصة بعد قرار الاستبعاد النهائي من الانتخابات الرئاسية المصرية.
حيث بدأ فضيلته بتوضيح الجهد الذي بذله الشيخ حازم أبو إسماعيل وأنصاره على مدار عام كامل، ومدى الألم في القلوب الذي مبعثه الشعور بالظلم والقهر والتزوير وإخفاء الحقائق، وكذلك الابتعاد في نظر مؤيدي الشيخ عن حلم بناء الدولة الإسلامية.
كما أكد فضيلته وبيَّن أن محاولات إقصاء الإسلاميين تعدُّ سُنّة من سنن الله الكونية، فمن المنطق أن تتحزب الأحزاب ضد من ينادون ببناء الدولة الإسلامية.
واستنكر الدكتور راغب السرجاني الشعور بالإحباط الذي سيطر على كثير من الإسلاميين، وخاصة مؤيدي الشيخ حازم أبو إسماعيل وتملك اليأس من قلوب بعضهم، حيث أشار فضيلته إلى أن قيام الدولة الإسلامية أمر بيد الله تعالى وحده.
وأوضح فضيلته أن الدولة الإسلامية توهب لمن يستحق، وتوهب لمن يبذل ويعمل ويجتهد من أجلها، ثم يكون التوقيت من اختيار الله تعالى، فلا معنى لضياع الأمل في قيام الدولة.
وأشار الدكتور راغب السرجاني إلى أن الجهد الذي بُذل في الحملة الدعائية لأنصار الشيخ حازم لم يذهب هباء، وإنما هو محفوظ عند الله تعالى.
كما أشار فضيلته إلى ضرورة دراسة السيرة النبوية جيدًا، ومعرفة رد فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في المواقف المختلفة، مع مراعاة الزمان والمكان والأشخاص على من يتسنى له الاقتداء الصحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك تبعًا لأحداث السيرة في الفترة المكية والمدنية.
وحذّر فضيلته من أن ينجر المسلم إلى كلام تكفير وتفسيق للآخرين لمجرد مناصرتهم لمرشح غير الذي يناصر، كما حذر فضيلته أن تصل الأمور للدماء كما يقول بعض من ينتسبون إلى الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، والشيخ من ذلك براء، مذكرًا بحديث النبي المصطفى: «لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما» [رواه البخاري].
كما تقدم الدكتور راغب السرجاني بجملة من النصائح للشيخ حازم أبو إسماعيل وأنصاره.
النصيحة الأولى: الاسترجاع:
وذلك عند حلول المصائب بقولنا: إنا لله وإنا إليه راجعون! وأرفع يدي إلى الله تعالى أن ينير البصيرة في مثل هذه القضايا؛ {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ} [النور: 35].
النصيحة الثانية: المشروع الإسلامي:
المشروع الإسلامي لا يقوم بشخص، ولذا فهو لم ينته بخروج الشيخ حازم أيو إسماعيل من سباق الرئاسة، وعلى المسلم أن يجدّ ويجتهد، فالتوقيت بأمر الله تعالى وليس كما نريد، فهو سبحانه الأعلم وهو سبحانه من يختار لنا الخير، فما مضى هو مرحلة مضت، وعلى المسلم التفكير فيما بعد.
النصيحة الثالثة: بخصوص جنسية والدة الشيخ حازم:
ليس معنى استبعاد الشيخ حازم أبو إسماعيل أن يتم غلق موضوع الجنسية، بل المفروض أن يستمر الشيخ حازم في تحريك المسألة في القضاء حتى يظهر الحق الذي لا نشك فيه، فالشيخ عندنا صدوق.
النصيحة الرابعة: الاستفادة من الأخطاء:
ليس هناك بشر معصوم من الخطأ إلا الأنبياء، وعلى المسلم الاستفادة من الأخطاء السابقة، حيث يرى الدكتور راغب السرجاني أن أهم هذه الأخطاء هو الفرقة بين الإسلاميين. فعلى المسلم أن يكون لديه القابلية في السماع من الآخرين، فهناك أكثر من جهة وهيئة عاملة لتحقيق المشروع الإسلامي من الإخوان والسلفيين والجمعية الشرعية وغيرهم، وخاصة أن لديهم قواسم مشتركة كثيرة. فليس بصحيح أن ما يحمله الشيخ حازم أبو إسماعيل هو المشروع الإسلامي وغيره خطأ، فهذا كلام غير مقبول ولا يستطيع أحد أن يشكك في التيارات الإسلامية الأخرى.
ومن الأخطاء القاتلة أيضًا -كما يرى الدكتور راغب السرجاني- التعصب الأعمى للأشخاص وللأفراد، والأصل في المسلم أن يتعصب للمشروع الإسلامي.
من البديل للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل ؟
وهنا يؤكد الدكتور راغب السرجاني على أن الشيخ حازم أبو إسماعيل كان لا بد له أن يفطن إلى ما يُدبر له بتجهيز بديل له يحل محله عند إقصائه من السباق، خاصة أنه من المتوقع حدوث مكائد لاستبعاد الشيخ حازم. وهو ذات الموقف الذي تفادته جماعة الإخوان المسلمين بما تتمتع به من خبرة سياسية عالية.
النصيحة الخامسة: لمن تعطون أصواتكم ؟
يرى الدكتور راغب السرجاني أن على أتباع الشيخ حازم أبو إسماعيل أن يراجعوا موقفهم مرة بعد مرة، وأن يحددوا موقفهم لمساندة المشروع الإسلامي، وبذل الجهد في تسويق المشروع الإسلامي بين الناس، ومحاولة رد الشبهات التي يثيرها الإعلام عن الإسلاميين.
وفي ختام الكلمة يؤكد الأستاذ الدكتور راغب السرجاني أن يعمل الجميع للمشروع الإسلامي؛ حتى تتحقق ثمرته، قائلاً: "أعطِ ما عندك يعطِك الله أكثر ما تتمنى".
التعليقات
إرسال تعليقك