ملخص المقال
اقتحمت قوات الأمن المدعومة بعربات مدرعة، مدينة درعا جنوبي سوريا أثناء الليل وفتحت النار، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل
قصة الإسلام – وكالات
اقتحمت قوات الأمن المدعومة بعربات مدرعة، مدينة درعا جنوبي سوريا أثناء الليل وفتحت النار، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل، على ما أفاد سكان محليون. ونقلت فضائية "الجزيرة" عن أحد سكان درعا عبر الهاتف "إنهم يطلقون النار حاليًا... في درعا المحطة خمسة قتلى على الأقل حسب شهود العيان... بيوت درعا البلد أصبحت هي المشافي". ودرعا هي البلدة التي بدأت فيها حركة احتجاج ضد الرئيس السوري بشار الأسد الشهر الماضي. كما قتلت القوات الحكومية السورية ومسلحون موالون للأسد بالرصاص تسعة مدنيين على الأقل أمس الأحد في بلدة جبلة الساحلية التي أرسلت اليها القوات بعد احتجاج خلال الليلة السابقة. ونشرت هذه القوات في المنطقة السنية القديمة من البلدة المطلة على البحر المتوسط بعد احتجاجات مطالبة بالديمقراطية ضد حكم الأسد.
ونقلت وكالة "رويترز" عن ناشطين حقوقيين، إنهم يخشون من أن تكون قوات الأسد مقبلة على شن هجوم مماثل على بلدة نوى بعد تقارير قالت إن جرافات ومركبات عسكرية في طريقها إلى هناك. وكان آلاف الأشخاص دعوا في البلدة يوم الأحد إلى إسقاط الأسد خلال تشييع جنازة محتجين قتلتهم قوات الأمن.
وهتف المشيعون فى نوى الواقعة على بعد 25 كيلومترا شمالي درعا حيث تفجرت المظاهرات ضد حكم الأسد الشهر الماضي "تحيا سوريا ويسقط بشار" و" ارحل.. ارحل.. الشعب يريد إسقاط النظام".
وقطعت الكهرباء والاتصالات عن معظم أنحاء نوى بحلول المساء وأقام سكان بعضهم مسلح حواجز في الشوارع استعدادا للتصدي لهجوم.
وفي بلدة بانياس الواقعة جنوبي جبلة، قال زعماء الاحتجاج إنهم سيقطعون الطريق الساحلي الرئيس إذا لم يرفع الحصار عن جبلة. ويقطن جبلة عدد كبير من الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد.
وقال ناشط في حمص: إن منصور العلي وهو شخصية علوية بارزة من مدينة حمص اعتقل بعد أن انتقد إطلاق النار على المحتجين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن ألقت القبض على عشرات الأشخاص بعد الاحتجاجات التي وقعت يوم الجمعة، بينهم تسعة في محافظة إدلب وأربعة في حلب ثاني كبرى المدن السورية وخمسة في محافظة الرقة المجاورة.
ودعا طلبة جامعتي دمشق ودرعا اليوم إلى إضراب في كل جامعات سوريا، وأن يظل مستمرا إلى أن يتوقف التعامل القاسي مع الاحتجاجات السلمية، ويُطلَق سراح معتقلي الرأي. وشهدت مدينة معرة النعمان في إدلب مظاهرة سلمية ضخمة تطالب بالحرية.
وتقول جماعات حقوقية: إن قوات الأمن قتلت أكثر من 350 مدنيًا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في الشهر الماضي. وقتل ثلث الضحايا خلال الأيام الثلاثة الماضية مع اتساع حجم ونطاق ثورة شعبية ضد الرئيس بشار الأسد.
وقتل الجمعة 100 شخص على الأقل وهو أعلى عدد من القتلى يسقط في يوم واحد منذ اندلاع الاحتجاجات قبل خمسة أسابيع حيث أطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين المطالبين بالإصلاحات السياسية وإنهاء الفساد في بلادهم التي تحكمها أسرة الاسد منذ 41 عاما. وقتل 12 شخصا على الأقل السبت خلال جنازات حاشدة لمتظاهرين قتلتهم قوات الأمن.
في غضون ذلك، أصدر 102 كاتب وصحفي في سوريا وفي المنفى يمثلون كل الطوائف الرئيسية في سوريا بيانا الاثنين نددوا فيه بحملة قمع دامية ضد المحتجين، في علامة على الغضب المتصاعد في صفوف النخبة المثقفة في الوقت الذي تصاعد فيه العنف بشكل مثير خلال الأيام الأخيرة.
وقال البيان: "نحن الكتاب والصحفيين السوريين نوجه هذا البيان الاحتجاجي ضد الممارسات القمعية للنظام السوري ضد المتظاهرين ونترحم على جميع شهداء الانتفاضة السورية ضد النظام، ونؤكد على حق التظاهر وكل ما يطرح من شعارات الوحدة الوطنية والمطالبة بالحرية، وذلك وصولاً إلى المطلب الأهم وهو إجراء حوار وطني شامل يضم جميع أطياف الشعب السوري يحقق مطالب التغيير السلمي".
ودعا البيان المثقفين السوريين "الذين لم يكسروا بعد قيود الخوف بإعلان موقف واضح من الممارسات القمعية للنظام السوري". ومن بين الموقعين على البيان شخصيات علوية مثل السجين السياسي السابق لؤي حسين والكاتبتين سمر يزبك وهالة محمد وسعاد جروس مراسلة صحيفة "الشرق الأوسط" والكاتب والسجين السياسي السابق ياسين الحاج صالح والمخرج السينمائي محمد علي الأتاسي.
التعليقات
إرسال تعليقك