ملخص المقال
اتهم بطرس غالي الأمين العام للأمم المتحدة بالانحياز إلى الصرب لأرثوذكسي ضد المسلمين، كما تم إدانة الجنرال ماكنزي قائد القوات الدولية في البوسنة فما
اتهم بطرس غالي الأمين العام للأمم المتحدة - زمن الحرب - بالانحياز إلى الصرب الأرثوذكسي ضد المسلمين, كما تم إدانة الجنرال ماكنزي قائد القوات الدولية في البوسنة بالتعاون الوثيق مع القوات الصربية لقاء رشاوى مالية، ومشاركته في اغتصاب الفتيات المسلمات الأسيرات لدى الصرب!!, واتهم الجنرال فيليب موريو - الذي خلف الجنرال ما كنزي - بالتستر على المذابح الجماعية وعمليات التطهير العرقي، بالإضافة إلى دوره في إعاقة خطط التدخل الإنساني لتوصيل المواد الإغاثية بالقوة إلى المناطق المسلمة المحاصرة.
واستخدمت المفوضية العليا للاجئين سلاح الطعام وسيلة للضغط على المسلمين أثناء فترات المفاوضات؛ التي شهدت أقل نسبة لتوزيع المساعدات الغذائية, وألزمت المفوضية المسلمين المفرج عنهم من معسكرات الاعتقال الصربي بمغادرة البوسنة إلى أي جهة غربية, كما شاركت القوات الدولية في عمليات تهريب السلع والسيارات, وتورطت في جرائم أخلاقية.
وكشفت إحدى الدراسات عن أنّ قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة -خاصة القوات الهولندية- تتحمل مسئولية مجازر "سربينيتسا" التي شهدتها البوسنة والهرسك عام (1995م)، وراح ضحيتها حوالي (8 آلاف مسلم بوسني) على أيدي القوات الصربية.
وقالت الدراسة التي أجراها المعهد الهولندي للتوثيق الحربي بناء على تكليف من الحكومة الهولندية: "إن تلك المجزرة المروعة وقعت في (11 يوليو 1995م) رغم وجود قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في المنطقة التي كانت مسرحًا للمجازر".
واتهمت الدراسة الجنود الهولنديين الذين كانوا متمركزين في "سربينيتسا" بأنهم تركوا المدنيين المسلمين العزل فريسة سائغة للقوات الصربية التي ارتكبت في صفوفهم أفظع مجازر جماعية تشهدها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وأدانت الدراسة الحكومة الهولندية؛ لإرسالها جنودًا غير مؤهلين بالقدر الكافي لتولي مهماتهم في إطار مهمة قوات الأمم المتحدة في المناطق التي كانت مشمولة بالحماية الدولية آنذاك. وأكدت الدراسة أنّ الأمم المتحدة لم تقم بتأمين الدعم الضروري لجنود القوات الدولية العاملين في البوسنة والهرسك، مشيرة إلى أن المنظمة الدولية قد قللت من جدية المخاطر القائمة بالفعل، وهو ما أسفر عن وقوع أعداد مذهلة من الضحايا المسلمين المدنيين على أيدي القوات الصربية!!.
وأكدت الدراسة أنّ ما وقع في "سربينيتسا" من مجازر لم يكن بمثابة ممارسات عفوية، وإنما تم بناء على تخطيط مسبق؛ الأمر الذي أدى إلى تحقيق نتائج تمثلت في مقتل سبعة آلاف وخمسمائة مسلم، وتشريد عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين من المنطقة.
قدمت الحكومة الهولندية استقالتها الثلاثاء (16 أبريل 2002م)؛ بسبب مسئوليتها عن الفشل في تجنب وقوع مذابح ضد المسلمين في "سيربرنتسا" بالبوسنة والهرسك عام (1995م).
والمحصلة النهائية للحرب هي استيلاء الصرب والكروات على ديار المسلمين في البوسنة, وقطع علاقات البوسنة بالدول الإسلامية -خاصة إيران- كشرط أمريكي لمساعدة البوسنة في الحصول علي أسلحة وتدريبات عسكرية، كما صممت الولايات المتحدة علي طرد جميع المجاهدين من البوسنة واصفة إياهم بالإرهابيين.
ونص اتفاق "دايتون" في شقه العسكري علي وجود قوة متعددة الجنسيات - "الإيفور IFOR" - للعمل علي تنفيذ الاتفاق؛ مهمتها: الفصل بين الفصائل المتشابكة في البوسنة, والإشراف علي إذعان الأطراف المعنية بتنفيذ الاتفاق، وتعقب مجرمي الحرب.
وانتهت مدة هذه القوات في (ديسمبر 1996م)، وتجددت مدتها تحت اسم "سفورSFOR"، والتي تكونت من 31000 جندي منهم 8500 جندي أمريكي، ثم انسحبت من البوسنة في (2 ديسمبر 2004م).
كما دعت فرنسا لتشكيل قوة تابعة للأمم المتحدة لحماية المنطقة التي يسكنها المسلمون، من الهجمات الصربية، وقدمت (3500) جندي فرنسي في قوة حفظ السلام في البوسنة. أما روسيا فقد كانت ومازالت ذات موقف داعم للصرب؛ مما يسبب الكثير من الأزمات إذ يصعب على المسلمين أن ينتزعوا قراراً من الأمم المتحدة يوجه عقوبات دولية للصرب، لتعويض المسلمين عما لحقهم من آذى. كما كانت ألمانيا ذات موقف داعم لكرواتيا ولكن يبدو أن العلاقات بينهما قد اهتزت فأصبحت ألمانيا تقوم بتوجيه الدعوة للمجتمع الدولي لفرض عقوبات على كرواتيا.
التعليقات
إرسال تعليقك