ملخص المقال
أحمد شاه هو اسمٌ له شأنٌ في التاريخ الإسلامي؛ فأحمد شاه اسم عددٍ من ملوك الطوائف في الهند، ومنهم أحمد نظام شاه وأحمد شاه بهادر وأحمد شاه الدراني الأبدالي..
أحمد شاه اسم عدد من ملوك الطوائف في الهند منذ أن أصاب الضعف السلطنة التغلقية فيها وتعرضت لغزو تيمور لنك. كذلك حمل هذا الاسم أحد سلاطين المغول التيموريِّين العظام في الهند، ومؤسِّس دولة أفغانستان الحديثة (أحمد شاه الدراني الأبدالي).
وهؤلاء الملوك هم بحسب ترتيبهم الزمني في دولهم:
- أحمد شاه بن داوود البهمني (825 - 838هـ = 1422 - 1435م) تاسع ملوك الدولة البهمنية.
- أحمد شاه الثاني علاء الدين بن أحمد الأول البهمني (838 - 862هـ = 1435 - 1457م) عاشر ملوك الدولة البهمنية.
- أحمد شاه الثالث بن محمود شاه الثاني (924 - 927هـ = 1518 - 1520م) الخامس عشر من ملوك الدولة البهمنية.
- أحمد شاه الأول الغجراتي بن تترخان بن مظفر شاه الأول (814 - 846هـ = 1411 - 1441م) ثاني ملوك الغجرات، خلف جده مظفر خان مؤسس الدولة بعد انفصالها عن سلطنة دلهي التغلقية.
- أحمد شاه الثاني بن محمود شاه الثالث الغجراتي (961 - 969هـ = 1553 - 1561م) الثالث عشر من ملوك الغجرات.
- أحمد شاه شمس الدين بن شمس الدين بن محمد شاه (835 - 846هـ = 1431 - 1442م) السلطان الثالث والأخير من أسرة راجة كانس التي حكمت البنغال من (812 إلى 846هـ = 1409-1442م).
أحمد شاه بهادر
مجاهد الدين أبو النصر بن ناصر الدين محمد شاه السلطان الثالث عشر من سلاطين المغول التيموريين العظام في دلهي (دولة المغول الإسلامية في الهند)، حكم (1161 - 1167هـ = 1748 - 1754م)، خلف أباه على عرش السلطنة والأخطار تحيق بالدولة من كلِّ جانب؛ فقد كان رجال الدولة منهمكين في حَبْكِ المؤامرات والدسائس من أجل النفوذ والسلطة، وكان المستعمرون الأوربيُّون يسعون إلى مدِّ تجارتهم وبسط نفوذهم خارج مستعمراتهم على سواحل الهند الغربية التي نزلها البرتغاليون منذ سنة (1009ه=1601م)، وتبعهم الهولنديون، فالإنكليز 1012ه=1603م، فالفرنسيون 1052هـ=1642م، فبقيَّة الأوربيِّين.
إلا أنَّ التنافس والصراع انحصرا أخيرًا بين الفرنسيين والإنكليز، وانتهيا برجحان كفَّة الإنكليز وتفرُّدهم في سيادة أجزاء كبيرة من الهند، وزاد في إفقار الدولة وإضعافها غزوات الإيرانيِّين بزعامة نادر شاه سنة 1151هـ = 1738م، والأفغان الأبداليين بزعامة أحمد شاه الدراني، وتمادي المهرات في تطلعاتهم إلى التوسُّع شمالًا بعد أن أقاموا دولةً لهم في الدكن.
وكان أحمد بهادر على رأس الجيش الذي توجه لإيقاف زحف أحمد شاه الدراني في غزوته الأولى (1161هـ=1748م) حين استُدعي إلى العاصمة على جناح السرعة لمرض والده، الذي لم يلبث أن تُوفِّي بعد سبعة أيام، وتوج أحمد بهادر سلطانًا باسم أحمد شاه، وانصرف منذ توليِّه العرش إلى حياة الدَّعَة تاركًا أمور الدولة في يد وزيره صفدرجنك نواب حاكم أود، وأراد هذا أن يحدَّ من نفوذ قبائل الروهيلة الأفغانيَّة فاستنجد بالمهرات الذين عاثوا فسادًا في العاصمة والمقاطعات الأخرى، كما أخفق في إصلاح الإدارة فنقم عليه رجال البلاط واضطرَّ إلى الاختفاء، وخلفه في الوزارة عماد الملك غازي الدين خان حفيد حاكم ولاية مالوه.
وكان الوزير الجديد مبغضًا لأحمد شاه فتآمر عليه وأعلن عدم صلاحه للحكم، وسجنه وسمل عينيه وعيني ابنه معه سنة (1167هـ=1754م)، ونصب على العرش سليلًا آخر من الأسرة التيموريَّة هو عز الدين عالم كير الثاني (1167-1173هـ). وامتدَّ العمر بالسلطان المخلوع إلى عام 1189هـ=1775م ومات فقيرًا معدمًا.
أحمد نظام شاه
أحمد بن نظام الملك بحري مؤسِّس دولة شاهات نظام في أحمد نكر في الهند (896 - 1008هـ = 1491 - 1599م). وكان والده نظام الملك بحري قد أصبح وزيرًا للسلطان البهمني الرابع عشر محمود شاه في إقليم الدكن في الهند عقب اشتراكه في مؤامرة أطاحت الوزير السابق في 886هـ=1481م.
وبسبب نفوذه القوي أقطع نظام الملك بحري ولده أحمد منطقة جونير (شمال غربي أحمد نكر اليوم) سنة 894هـ، إلَّا أنَّ الوالد قضى غيلة سنة 895هـ=1490م بأمر السلطان لطموحه ودسائس أعدائه، فاستغلَّ أحمد مقتل أبيه ليستقل بما تحت يده، واغتصب جاه والده ولقبه، وردَّ الجيوش التي سيَّرها السلطان محمود في تلك السنة على أعقابها، ثم لم يلبث أن نقل عاصمته إلى مدينة أحمد نكر التي تأسَّست حديثًا، واستطاع أن يمد سلطانه إلى مدينة دولت أباد شمال شرقي أحمد نكر والمناطق المحيطة بها بعد معارك طاحنة خاضها مع جيوش السلطان محمود (905هـ=1499م).
دام حكم أحمد نظام شاه حتى وفاته وخلفه ابنه برهان وعمره سبع سنين فقام بإدارة الدولة وزيره عزيز الملك إلى أن بلغ الرشد، وتمكَّن مع أمراء دولته من التخلص من الوزير لينفرد بالحكم خمسين عامًا، ويخلفه أولاده من بعده.
وإمارة أحمد نكر هي واحدة من خمس إمارات آلت إليها السلطنة البهمنية بعد انقسامها وانهيارها سنة 932هـ=1525م، وقد دامت إمارة أحمد نكر أكثر من قرن، وحكمها أحد عشر حاكمًا عرفوا باسم شاهات نظام أو شاهات أحمد نكر، وانتهى أمرها باستيلاء السلطان التيموري أكبر على البلاد، وإلحاقها بسلطنته، مع الإبقاء على آخر شاهاتها حسين ابن مرتضى حاكمًا اسميًّا (1008هـ=1599م).
__________________
مراجع لاستزادة:
- I. PROSAD, A Short History of Muslim Rule in, India from the Conquest of Islow to the Death of Aurangzeb Allohaba 1930.
- J. SARKAR, Fall of the Mughul Empire Calcutta 1934.
التعليقات
إرسال تعليقك