الحضارة
سبق وريادة وتجديد
اهتمت الدولة الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة والأموية والعباسية بالعلوم والمدنية كما اهتمت بالنواحي الدينية فكانت الحضارة الإسلامية حضارة تمزج بين العقل والروح، فامتازت عن كثير من الحضارات السابقة. فالإسلام دينٌ عالمي يحض على طلب العلم وعمارة الأرض لتنهض أممه وشعوبه، وتنوعت مجالات الفنون والعلوم والعمارة طالما لا تخرج عن نطاق القواعد الإسلامية؛ لأن الحرية الفكرية كانت مقبولة تحت ظلال الإسلام، وامتدت هذه الحضارة القائمة بعدما أصبح لها مصارفها وروافدها لتشع على بلاد الغرب وطرقت أبوابه، وهذه البوابة تبرز إسهامات المسلمين في مجالات الحياة الإنسانية والاجتماعية والبيئية، خلال تاريخهم الطويل، وعصورهم المتلاحقة.
ملخص المقال
العرب والمسلمون هم من اكتشفوا أمريكا قبل كولومبوس، الأدلة في هذا المقال: رحلات المغامرين العرب في المحيط الأطلسي واكتشاف الأمريكتين
يُشار دائمًا إلى كريستوف كولومبس، باعتباره صاحب الفضل الأوَّل في اكتشاف العالم الجديد (الأمريكتين)، والحقيقة أنَّ هذا الادعاء يبتر الجُزء الأهم من قصَّة الاكتشاف، والتي اعترف كولومبس نفسه بها؛ أَلَا وهي أنَّ رحلات عديدة سبقته إلى هذا العالم الجديد، والفرق بينه وبين من سبقوه أنَّه جاء ومن خلفه المُستعمرون الجُدد، بينما هم تاجروا، وتصاهروا، وامتزجوا اجتماعيًّا مع السُكّان الأصليِّين، وبحسب ما أفصح به كولومبس في مُذكِّراته، فإنَّه أصرَّ على أن يكون ضمن طاقم رحلته الاستكشافية مُترجما يُجيد اللغة العربية؛ فقد كان على يقين بأنَّه سيستفيد منه!!
في هذه الدراسة نلقي الضوء على رحلات المُغامرين العرب في المُحيط الأطلسي، ونُقدِّم الدلائل والبراهين، التي تُؤكِّد الوجود العربي الإسلامي في الأميركتين قبل كولومبس.
المحيط الأطلسي في كتابات الجغرافيين العرب
اهتمَّ غير واحدٍ من الجغرافيين العرب بالمحيط الأطلسي، وعرفوا عنه الكثير من المعلومات التي دوَّنوها في مؤلَّفاتهم؛ بل رأينا منهم من رسم خرائط له، مبيِّنًا فيها الممرَّات الملاحيَّة، ومناطق الصيد المـُمتدَّة على السواحل الغربية لأوربَّا، وكذا السواحل الإفريقيَّة، ولعلَّ ما كتبه ورسمه أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني عن هذا المحيط كان مُهمًّا وجديرًا بالتأمُّل والاهتمام؛ لتصحيح المسار التأريخي للكشوف البحريَّة، لقد خلِص إلى القول بأنَّ: "العقل يقضي بوجود جُزء مغمور، في الجانب الغربي من الكرة الأرضية".
ورسم المسعودي خريطةً بيَّن فيها العديد من جزر المحيط الأطلسي، ثم مُسطَّح كبير أسماه "الأرض المجهولة"، وفي كتابه الموسوم (مسالك الأبصار) تحدَّث الجغرافي ابن فضل الله العمري عن وجود أرض في الجانب الآخر من بحر الظلمات (المحيط الأطلسي)، ونُقل عن أبي الثناء محمود أبو القاسم الأصفهاني (ت 749 هـ): "لا أمنع أن يكون ما انكشف عنه الماء من جهتنا مُنكشفًا في تلك الجهة، ولا أمنع أن يكون به من الحيوان والنبات والمعادن مثل ما عندنا، أو من أجناسٍ أخرى".
وللجغرافي ابن الزيَّات خريطةٌ مهمَّة، ما زالت مكتبة قصر الإسكوربال في مدريد تحتفظ بها إلى الآن، وفيها ظهرت السواحل الشرقية للأميركتين، وفي مُصنَّفه (خريدة العجائب وفريدة الغرائب) الذي فُرِغ من تدوينه عام (735هـ=1335م) توجد النسخة الأصليَّة منه في المكتبة الوطنية بباريس، أورد العالم الجغرافي ابن الوردي معلومات مُثيرة للدهشة حول جُزر المحيط الأطلسي، ومناطق في أميركا الجنوبية لم يصلها أيُّ أوربِّي إلَّا بعد قرنين على الأقل، لقد تحدَّث عن الأرض الكبيرة التي تقع شرق جزر الخالدات (جزر الكناري)، وقال: إنَّها تزخر بالمياه والأشجار والذهب، وأنَّ كثرة الذهب جعل أهل هذه الأرض يُقايضونه فيما بينهم بالسلع الرخيصة، كالأقمشة والخرز والحجارة المـُلوَّنة. ثم نراه يتحدَّث عن سُكَّان هذه الأرض، ببشرتهم المائلة إلى الحُمرة، وشعورهم الطويلة، وعاداتهم وتقاليدهم، كما لو كان يعيش بينهم: "إنَّهم خلقٌ كالنساء، عيونهم كالبرق الخاطف، ووجوههم مُحترقة، يتكلَّمون بكلامٍ غير مفهوم، ولباسهم ورق الشجر، يُحاربون الدوابَّ البحريَّة، ويأكلونها". أليست هذه الأوصاف تنطبق علي الهنود الحمر؟!! ثم نراه يتحدَّث عن العقاب الأميركي، قائلًا: "إنَّه جنسٌ من الطيور على هيئة العُقبان، ذو مخالب تصيد دوابَّ البحر".
وكانت قمَّة الخرائط التي رسمها المسلمين للمحيط الأطلسي والأرض الجديدة قد أُنجزت على يد الملاح الشهير حاجي أحمد، الذي يُعرف في الغرب باسم "بيري رايس"، ويعود الانتهاء من رسمها إلي العام (919هـ=1513م)، والحقيقة أنَّ ما رسمه حاجي خليفة ليس خريطةً واحدة؛ بل بالأحرى خريطتان يحتفظ بهما متحف طوبكابي في إسطنبول إلى الآن، الأولى لغرب أوربَّا، وغرب إفريقيا، والسواحل الشرقية من الأميركتين، والثانية لسواحل الأطلسي، المـُمتدَّة من جرونلاند وحتى فلوريدا، وفي هاتين الخريطتين ظهرت لأوَّل مرَّة بعض الخصائص التضاريسيَّة للأميركتين، كما ظهرت مواضع ممرَّات مائية وأنهار لم يكتشفها أحد من الأوربيِّين إلَّا خلال الأعوام ما بين (1540-1560م)، وكان حاجي قد ذكر بأنَّه استقى معلومات خريطته النادرة هذه من حوالي تسعين خريطةً رسمها الجغرافيِّين والرحَّالة الأندلسيين والمغاربة الذين سبقوه.
رحلة خشخاش
وهي من الرحلات العربية الشهيرة في المحيط الأطلسي، قادها بحَّارٌ مسلمٌ، سكن في قرطبة ونهل من أنهار معارفها، يُدعى خشخاش بن الأسود، ذكره كلٌّ من البكري والحميري مع شيءٍ من تفاصيل رحلته؛ لقد اصطحب معه مجموعةً من الرُفقاء، وأبحر من دلبا (بالوس) في صيف عام (276هـ=889م) إبَّان حكم الخليفة عبد الله بن محمد للأندلس، الذي امتدَّ من عام (275–300هـ=888-912م)، وتوغَّل شرقًا في المحيط الأطلسي، ورسى على أكثر من جزيرةٍ من الجزر المـُتناثرة في هذا المحيط؛ لأخذ قسطٍ من الراحة، والتزوُّد بما لذَّ وطاب من ثمارها، وبينما يكاد يُعطي أوامره لأعوانه بردِّ القلوع للعودة، إذ به يُشاهد من بعيد طيورًا تحوم في السماء، فأيقن أنَّ هذه الطيور لامناص من أرض تئويها، عندئذٍ أمر أعوانه بمواصلة التوغُّل شرقًا إلي أن وصل إلى أرضٍ واسعةٍ مجهولة عاد منها بكنوزٍ كثيرة". وبحسب رواية المسعودي، فإنَّ خبر خشخاش "مشهورٌ عن أهل الأندلس".
وقد أشار إلي أهميَّة رحلة خشخاش هذه المؤرِّخ الإسباني خوان بيرنيط، وذكر أنَّه ربَّما وصل إلي الشواطئ الأميركيَّة، كما أكَّد -أيضًا- علي أهميَّتها المؤرِّخ الروسي أغناطيوس يوليا نوفتش كراتشكوفسكي، إلَّا أنَّه لم يُشر إلى وصول خشخاش للعالم الجديد؛ بل قال بلفظه: "إنَّ النقطة التي بلغها خشخاش وأعوانه هي مجالٌ للتخمين والافتراضات". ومن المـُفارقات أنَّه ذات الميناء الذي أبحر منه كولومبس...!!
الفتية المغررون ورحلتهم
ولعلَّ الرحلة العربية الأشهر في المحيط الأطلسي، التي كُتِب حولها الكثير من البحوث والدراسات التأريخيَّة، تلك الرحلة التي شارك فيها ثمانية شُبَّان أبناء عمومة، لُقِّبوا بالمغررين؛ أي المخاطرين، انطلقوا من ميناء لشبونة، وذكر خبرهم الجغرافي والمؤرِّخ أبو حامد الغرناطي، كما ذكرهم الإدريسي، قائلًا: "من مدينة أشبونة، كان خروج المغررين في ركوب بحر الظالمات؛ ليعرفوا ما فيه، وإلى أين انتهاؤه كما تقدَّم ذكرهم، ولهم في مدينة أشبونة بموضعٍ قرب ألحمة، دربٌ منسوبٌ إليهم، يُعرف بدرب المغررين... وذلك أنَّهم اجتمعوا فأنشئوا مركبًا حمَّالًا، وأدخلوا فيه الماء والزاد ما يكفيهم لأشهر، ثم دخلوا في أول طاروس الريح، فجروا بها نحوًا من أحد عشر يومًا، توصَّلوا إلى بحرٍ غليظ الموج، كدر الروائح، كثير القروش، قليل الضوء، فأيقنوا بالتلف، فردوا قلاعهم في اليد الأخرى، وجروا مع البحر في نهاية الجنوب اثني عشر يومًا، فخرجوا إلى جزيرة الغنم، وفيها من الغنم مالا يأخذه عددٌ ولا تحصيل، وهي سارحةٌ لا راعي لها ولا ناظر إليها، فنزلوا بها، فوجدوا عينًا جارية، وشجرة تينٍ برِّي، ثم ساروا مع الجنوب اثني عشر يومًا أُخرى، إلى أن لاحت لهم جزيرة، فنظروا فيها إلى عمارةٍ وحرث، فقصدوا إليها، فما كان غير بعيد حتى أُحيط بهم زوارق هناك، فأُخِذوا وحُمِلوا في مراكبهم إلى مدينةٍ على ضفَّة البحر، فأُنزِلوا بها، فرأوا فيها رجالًا شُقرًا ذُعرًا، شُعور رءوسهم سبطة، وهم طوال القدود، ولنسائهم جمالٌ عجيب، فاعتقلوا فيها ثلاثة أيَّام، ثم دخل عليهم في اليوم الرابع رجلٌ يتكلَّم باللسان العربي، فسألهم عن حالهم، وفيما جاءوا، وأين بلدهم، فأخبروه بكلِّ خبرهم، فوعدهم خيرًا، وأعلمهم أنَّه ترجمان الملك، فما كان في اليوم الثاني من ذلك حتى أُحضِروا بين يدي الملك، فسألهم عن الأخبار والعجائب... فلمَّا علِم الملك ضحك، وقال للترجمان: خبِّر القوم أنَّ أبي أمر قومًا من عبيد يركبون هذا البحر، وأنَّهم جروا في عرضه شهرًا...". ويتواصل الإدريسي في وصفه لرحلة الشُبَّان المغررين، وما لاقوه من أهوالٍ كادت تُهلِكهم، إلي أن وصلوا موطنهم ليحكوا خبرهم.
وفي ضوء ما سرده الإدريسي، حول مسار رحلة المغررين في المحيط الأطلسي، نضع بين يدي القارئ عدَّة نقاط:
- إنَّ زمن الرحلة التي قام بها الشبان المغررين بلغت نحو ثمانية وثلاثين يومًا؛ أي ما يزيد بثمانية أيَّام عن رحلة كريستوف كولومبس (30 يومًا).
- بحساب مُتوسِّط سُرعة يومي100كم2، فإنَّ الشبان المغررين قطعوا نحو 3800 كم2، وهي مسافةٌ كافيةٌ للوصول إلى شواطئ العالم الجديد؛ بل والتوغُّل في الداخل بعيدًا عن الشواطئ.
- إذا كان الشبان المغررين لم يصلوا العالم الجديد، فأين إِذَنْ وصلت سفينتهم بعد قطعها هذه المسافة الطويلة؟!
- لقد كتب العلَّامة مصطفى الشهابي دراسةً قيِّمةً حول هذه الرحلة، أكَّد خلالها أنَّ هؤلاء الشبَّان نجحوا بالفعل في الوصول إلي إحدى جزر أميركا الجنوبية في البحر الكاريبي أو الأنتيل، وكتب متز Metz أنَّ هؤلاء الشبَّان وصلوا إلي أقصى الغرب، وقد أُطلق عليهم "المـُغربين؛ أي الضاربين في الغرب. في حين يرى بيزلي Beazley أنَّ الجزيرة الأولى التي وصلوها هى ماديرا Madeira، بينما الجزيرة الثانية لا تتجاوز إحدى جزر الكناري Canaries، وهذا الرأي أوجد مُبرِّراتٍ لمعارضته؛ كونه لا يستقيم مع زمن الرحلة ولا المسافة التقديريَّة لها.
رحلات المسلمين الأفارقة
ولم تقتصر الرحلات الأطلسية على هاتين الرحلتين؛ بل ثمَّة رحلات عديدة أُخرى ذُكِرت بشيء من الاقتضاب في المصادر التاريخيَّة، منها رحلة ابن فاطمة؛ التي أوردها كُلٌّ مِن ابن سعيد وأبو الفداء، وعلَّق عليها المؤرِّخ الإسباني خوان بيرنيط، ورحلة أبو فرُّوخ الغرناطي؛ التي انطلقت في فبراير عام (999م=389هـ) وتوغَّلت غربًا، ثم عادت في مايو من ذات العام (999م=389هـ)، ورحلة زين الدين علي بن فضل المزندراني؛ التي قام بها عام (690هـ=1291م) وغيرها.
ولا تقلُّ أهميَّةً تلك الرحلات التي قام بها مسلمون أفارقة، تجوَّلوا في جلِّ الجزر الأطلسيَّة، ووصلوا العالم الجديد، وتركوا آثارهم هناك كما سنعرف بعد قليل، منها رحلة أو بالأحرى بعثة استكشافيَّة أورد بعض تفاصيلها ابن فضل الله العمري في (مسالك الأبصار)؛ حيث كان سُلطان مملكة مالي الإسلامية يعتقد بوجود أرضٍ خلف بحر الظلمات، وأنَّ هذا البحر مهما اتَّسع فلا مناص أنَّ هناك أرضًا عامرةً مسكونةً مثل أرضنا، لقد قام بتجهيز حملةٍ كبيرةٍ من عشرات السفن، مُزوَّدةٍ بكلِّ ما يحتاجه البحَّارة من ماءٍ وزادٍ ومعدَّات، وجعل رجُلًا يُدعى الحاج أبو بكر قائدًا لها، لقد أقلعت السفن باتجاه الغرب حتى غابت عن الأنظار، وانقطعت أخبار هذه الحملة مدَّةً طويلة، ثم عادت إحدي سُفنِها وعلي متنها قليلٌ من البحَّارة الذين استدعاهم السُلطان محمد بن قو، وسألهم عن أمرهم، وماذا جرى لرفقائهم؟! فحكوا له ما قابلهم من أهوال، وأنَّ بعضهم نزل اليابسة واستوطن هناك خوفًا من الهلاك أثناء العودة؛ إلَّا أنَّ السلطان لم يُصدِّقهم، وجهَّز حملةً كبيرةً تضمَّنت نحو ألفي سفينةٍ للرجال، وألف سفينةٍ للزاد والمعدَّات، غادر بها الساحل الغربي لإفريقيا من جهة السنغال، وتوغَّل في مياه المحيط ثم غاب، ولم يعد أحدٌ من أفراد هذه الحملة بما فيهم السلطان نفسه، والذي خلفه على حكم مالي الإسلامية السلطان منسي بن موسي.
دلائل وبراهين
وصول العرب والمسلمين إلى العالم الجديد لم يعد أمرًا مشكوكًا فيه، وإذا افترضنا جدلًا أنَّ معظم هذه الرحلات الأطلسيَّة لم تصل إلى العالم الجديد؛ أليس من المنطق أنَّ واحدةً منها أو أكثر نجحت بالفعل في الوصول؟! .. إنَّ الادِّعاء بغير ذلك فيه إجحافٌ كبيرٌ بحقِّ أجدادنا وجهودهم الاستكشافية، وإليكم المزيد من الأدلَّة والبراهين:
1- بعد دراسةٍ مُستفيضةٍ أجراها عام (1375هـ=1955م) (د. جيفر يرز) أستاذ العلوم الأثرية في جامعة (ويتراتر ستراند) بجنوب إفريقيا؛ حول أصول الهياكل البشريَّة، التي عُثِرَ عليها في ولاية غراندة البرازيلية، أكَّد على أنَّه "من الخطأ نسب اكتشاف أميركا إلي كولومبس؛ لأنَّ العرب هم في الواقع الذين اكتشفوها قبله بمئات السنين، لقد اهتدينا من خلال ما عثرنا عليه من هياكل بشريَّة أنَّ جلَّها يعود إلى أشخاصٍ ذوي أصولٍ عربيَّة، أتوا من شرق إفريقيا، واستوطنوا البرازيل".
2- وفي محاضرةٍ ألقاها عالم الأجناس (د. ماسو ري) بجامعة أوتو، أشار إلى أنَّه على يقينٍ بوصول العرب إلى العالم الجديد قبل كولومبس بـ 500 سنة على الأقل، وأنَّه توصَّل إلى ذلك بعد عثوره في كهوف (الباهاما) بخليج المكسيك على جماجم تعود لسكانٍ عرب، استوطنوا المنطقة قبل 500 سنة على مجيء كولومبس.
3- عُثِر في الهندوراس على قبيلةٍ أفرادها من ذوي البشرة السمراء، دينها الإسلام، ويُطلَق عليها لقب "إلمامي" ALmamy، ذكرها فيردينا ندو كولومبس أخو كريستوف، كما ذكرها وتحدَّث عنها بعد ذلك المؤرِّخ الفرنسي كوفي cauve، في كتابه الموسوم (البريد في أمريكا)، وقال: إنَّ الكلمة مُحرَّفة من كلمة (إمام) العربيَّة، كما عُثِر على قبيلةٍ أخرى تُدعى مارا بطاناس Marapitanas، المـُحرَّفة من كلمة (المـُرابطين)، وفي الأكوادور، ثمَّة قبيلة تُدعى زاموراس Zamoras، التي اُقتُبس اسمها من كلمة (أزمور)، وهي بلدةٌ مغربيَّة تقع عند مصبِّ الربيع.
4- ذكر الباحث البريطاني (باسيل دافيد سن) في كتابه (Africa Lost cities)، أنَّ العالم الدكتور (ليو وينر) من جامعة هارفارد الأمريكية، قدَّم دعمًا غير مباشرٍ للتأكيد على وصول العرب إلى العالم الجديد قبل كولومبس؛ حيث أشار إلي وجود تشابهٍ عِرقيٍّ ولغويٍّ بين سكان ساحل إفريقيا الغربي وسكَّان أميركا الأصليِّين من الهنود الحمر المقيمين في خليج المكسيك، إلَّا أنَّ ما قاله (ليو وينر) لم يجد الاهتمام الكافي، وجاء من بعده (د. إيفان سريتما) من جامعة ريتيكرز في نيوجيرسي، الذي أكَّد في أكثر من محفل على أنَّ "هناك مسلمين وصلوا إلى أميركا قبل كولومبس". ويُشير (أنستاس الكرملي) إلى "أنَّ العرب لهم السبق -على سائر الأمم- في معرفة خواصِّ تيَّار الخليج الحار في المحيط الأطلسي؛ لقد أدركوا أنَّ حركته من أيرلندا إلى المكسيك، ومن هذه إلى تلك فكانوا يركبونه من موطنٍ إلى موطن، بحيث أدهشوا سكَّان جزر المانش؛ أي جزر القصدير، وأهالي جزيرة أيرلندا، فكانوا إذا ظعنوا إلى أنحاء المكسيك مكث بعضهم فيها، وعاد القليلون منهم إلى بلادهم راكبين متن ذلك التيار".
5- دوَّن المؤرِّخ الصيني (هوي لين لي) دراسةً مُطوَّلةً حول الكشوف البحريَّة، أورد فيها أنَّ البحَّارة العرب تمكَّنوا بسفنهم الكبيرة من عبور الأطلسي، ورسوا على شواطئ العالم الجديد، حاملين معهم الكثير من النباتات ذات الموطن الإفريقي مثل الباباي، والجوافة، والأناناس.
6- في عددها الصادر بشهر فبراير سنة 1956م أوردت مجلَّة (العالم اليوم) -التي تصدر في واشنطن- دراسةً مُطوَّلة، خلصت فيها إلى التأكيد على أنَّ شعبي الأزد والمايا -وهما من الشعوب الأميركية القديمة- تتَّسم حضارتهما بالطابع الشرقي، وأوردت المجلَّة العديد من المظاهر العربية الأصل التي كانت مُنتشرة بين الشعبين، وفي عددها الصادر بشهر إبريل 1960م أوردت مجلة نيوزويك الأمريكية، أنَّ ثمة وثائق تاريخية عُثِرَ عليها في جنوب الولايات المتحدة، ولم يُكشف النقاب عنها ولا عن تفاصيلها بعد، إلَّا أنَّ ما تسرَّب منها يُؤكِّد علي أنَّ العرب كانوا في العالم الجديد قبل العام (493هـ=1100م). وفي تصريحٍ أدلى به أحد السائحين ونشرته جلُّ الصحف البرازيلية الصادرة يوم 18 فبراير 1969م، أكَّد على أنَّه بينما يتجوَّل في المجاهل الغربيَّة للبرازيل، إذ به يصل إلى تجمُّعٍ قبليٍّ "غريب الأطوار والعادات واللسان"، وأنَّه عرف من زعيم هذا التجمُّع أنَّ جميع الأفراد يصومون شهرًا في العام، وأنَّ لهم صلاةٌ خاصَّة، قبل أدائها يقومون بغسل أيدهم ووجوههم وأرجلهم، ولمـَّا سألهم السائح عن أصلهم، أكَّد زعيم القبيلة أنَّه لا يعرف عن ذلك شيء، وأنَّ آبائه وأجداده كانوا يُقيمون هنا منذ زمنٍ بعيد!!
7- يُشير المؤرِّخ برتن كيلدانه إلى أنَّه عندما زار الريف المكسيكي اندهش من كمِّ الكلمات العربيَّة الأصل التي ينطق بها السكان، ومنها لفظ الجلالة (الله) ALLah، وطوفان TuFe، وحورية HouLi، وكُحل KohL، وحوالة avaia، وعوار avaare، وأمير البحر AmiraL.. وبحسب دراسة للمؤرِّخ ليو ويني Leo Winey، فإنَّ القاموس اللغوي للهنود الحمر يحتوي على مئات من الكلمات العربية، التي يعود تاريخ معرفتهم بها إلي العام (689هـ=1290م).
8- في كتابه "القصَّة الأميركية" ساق العالم الدكتور باري فيل Barry Fell من جامعة هارفارد، مجموعةً من البراهين التي تدعم الوصول العربي لأمريكا قبل كولومبس، ومنها اكتشافه لمدارس إسلامية في فالي أف فاير valley of Fire، وآلان سبر ينغز Allan springs، ولوغو مار سينو Logo mar sino، وكيهول kevhole وكانيونcanvon، وواشو washoe، وهيكيسون سوميت باس Hickison summit pass، في نيفادا Nevada، وميمبرز فالي Mimbers vallez في المكسيك، وتيبير كانو Tipper canoe، في ولاية أنديانا Indianan، وميسا فرودي Mesa Verde في كولورادو Colorado، وأكَّد على أنَّ هذه المدارس يعود تاريخها إلى ما بين (80-184هـ=700-800م)، كما أشار إلى أنَّه "وجد منقوشًا علي الصخور في المناطق الغربيَّة الحارة لأميركا، نصوصًا ورسومًا بيانيَّة وخرائط، تُمثَّل أطلالًا من مجموعة مدارس، وكانت لغة النقوش هي اللغة العربية لشمال إفريقيا، وقد تضمنت العلوم المنقوشة الكتابة والقراءة والحساب والدين والتاريخ والجغرافيا والفلك وعلم الملاحة، ويُضِيف (د. باري فيل) "إنَّ في كلِّ من الولايات المتحدة، وكندا، أكثر من (565) اسم لمناطق (قرى، ومدن، وجبال، وأنهار، وبحار)، كلِّها ذات أصول إسلامية وعربية، منها 484 في الولايات المتحدة الأمريكية، و81 في كندا".
9- أورد المؤرِّخ الإنجليزي (دي لاس)، في كتابه الموسوم (الفكر العربي، ومكانته في تاريخ الغرب)، أنه لم يعد يُساوره أدني ريب من الروايات المـُتداولة حول اكتشاف العرب لأميركا قبل كولومبس، وأكَّد على أنَّها "روايات صحيحة"، وبحسب لفظه: "إذا لم يكن من أدلَّةٍ على ذلك، فإنَّه يكفيني ما عرفته عن التفوُّق الكبير والخبرة الواسعة التي كان العرب يمتلكونها في مجال الملاحة البحرية". ونراه يتساءل بلفظه: "متى يأتي اليوم الذي سيعود فيه هذا الاكتشاف لأصحابه؟!".
كولومبس.. واعترافاته
وإذا لم تكن كُلُّ الأدلة والبراهين التي أوردناها سلفًا، غير كافيةٍ علي تأكيد الولوج العربي الإسلامي في العالم الجديد قبل كولومبس، فإليكم المزيد من الأدلَّة والبراهين، ولكن هذه المرَّة باعتراف كريستوف كولومبس نفسه:
1- يقول كولومبس في مذكراته: إنَّه كان دائم الاطلاع على معارف العرب الجغرافيَّة، وإنَّه استفاد منها كثيرًا، واعتبرها مصدرًا رئيسًا يُعوَّل عليه. وذكر أنَّه لم يكن يخطر بباله أن يكتشف أرضًا جديدة؛ بل يُثبت للعالم أنَّه قادرٌ على الوصول إلى الهند عن طريق الغرب، وإثبات كرويَّة الأرض بشكلٍ عملي، ولهذا السبب جاءت تسميته لسُكَّان أميركا الأصليين بـ"الهنود الحمر"!. وكان كولومبس قد اعترف أنَّه نقل عن العرب صورة الأرض الكروية، مثل ما كتبه البيروني حول كروية الأرض، وابن خردزابة الذي قال: "إنَّ الأرض مُدوَّرة كتدوير الكرة، موضوعة في جوف الفلك، كالمحَّة في جوف البيضة". وابن رسته الذي قال: "والأرض مستديرة -أيضًا- كالكرة المـُصمتة في جوف الفلك، والدليل على ذلك أنَّ الشمس والقمر وسائر الكواكب لا يُوجد طلوعها ولا غروبها على جميع مَن في نواحي الأرض في وقتٍ واحد؛ بل يُرى طلوعها علي المواضع المشرقية قبل غيبوبتها عن المغربية". والمقدسي الذي قال: "إنَّ الأرض كروية، وأنَّ خطَّ الاستواء يُقسِّمها نصفين، وأنَّ مُحيطها مُقسَّمٌ إلي360 درجة طوليَّة، و180 درجة عرضيَّة".
2- اعترافه بأنَّه عندما قرَّر عبور الأطلسي لجأ إلي نفرٍ من أهل الخبرة في الملاحة البحرية، ممَّن لهم علاقة قويَّة بالمسلمين أمثال القبطان مارتن ألو نسو بنزون Martin Alonso Pinzon، الذي قاد سفينة بينتا pinta، وأخوه فايسينتى Vicente، الذي كان يقود السفينة نينا Nina، ومن المعلوم تاريخيًّا أنَّ عائلة بنزون كانت تربطها علاقات قويَّة بملك الدولة المرينية في المغرب، وأبو زيان محمد الثالث.
لكونه كان يُدرك أنَّ عربًا مسلمين سبقوه في خوض المحيط الأطلسي، وأنَّ منهم من استقرَّ في جُزره البعيدة؛ فقد حرص كولومبس أن يصطحب معه مُترجمًا يُجيد اللغة العربية يُدعى "لويس دوتور"، وكان لهذا المـُترجم أثرٌ كبيرٌ في تسهيل مهامِّ كولومبس، خاصَّةً في المناطق التي شُوهِدت فيها قبائل تُمارس عادات وتقاليد تُشبه عادات وتقاليد بلاد المورة، ومُثبت تاريخيًّا من خلال المـُذكِّرات التي أشرنا إليها سلفًا أنَّ كولومبس أمر مُترجمه أن يكتب رسالةً بالعربيَّة لزعيم إحدى هذه القبائل، جاء فيها: "يا صاحب السيادة -يقصد زعيم القبيلة- إنَّ الملكة إيزابيلا ملكة إسبانيا وقشتالة، تُهديك السلام، وتطمع أن يكون بينها وبين بلادك علاقات صداقة".
3- كان كولومبس قد اعترف أنَّه حرص علي الاستعانة بالعديد من الآلات البحريَّة والفلكيَّة العربيَّة، مثل: ذات المحلقة، والإسطرلاب، والبوصلة. كما أنَّه استعان بخرائط لأكثر من واحدٍ من راسمي الخرائط العرب، منها خريطة للمسعودي (261-346هـ=875-957م)، تضمَّنها كتابه الموسوم "أخبار الزمان".
4- ذكر كولومبس أنَّه لمـَّا وصل إلى هيسبانيولا (كوبا حاليًّا) أخبره السُكّان الأصليون أنَّهم كانوا على علاقةٍ تجاريَّةٍ قويَّةٍ مع عرب أفارقة، وأنَّهم كانوا يبتاعون منهم رءوس الحراب، المـُغطَّاة بمعدنٍ أصفر، كان الهنود الحمر يُسمُّونه "غواني Guanine"، وهي كلمةٌ أصلها من غرب إفريقيا، وتعني الذهب المخلوط بمعادن أُخرى. ويذكر كولومبس أنَّه أحضر إلي إسبانيا مجموعةً من هذه الغواني، وبفحصها تبيَّن أنَّها تحتوي علي 18جزءًا من الذهب (56,25%)، وستَّة أجزاء من الفضة (18,75%)، وثمانية أجزاء من النحاس (15%)، وهي نفس النسبة التي توجد في المعادن، المـُنتشرة بغرب إفريقيا.
5- في الثاني عشر من أكتوبر عام (1492م=897هـ) نزل كولومبس إلى إحدى جزر الباهاما، فوجد أنَّ سُكَّانها يُطلقون عليها اسم (غوان هانئ Guanine Hani)، وهي كلمةٌ مُحرَّفة من ألفاظٍ عربية؛ حيث إنَّ غوان هي في الأصل" أخوان"، إلَّا أنَّه حُوِّل اسمها فيما بعد لتُصبح "سان سلفادور" san Salvador، وفي كتابه (إفريقيا واكتشاف أميركا) الذي طُبع عام1920م، ذكر العالم الأمريكي (ليو وينر): "إنَّ كولومبس كان على عِلمٍ بوجود أقوام الماندينكا Mandinka في العالم الجديد، وأنَّ مسلمي غرب إفريقيا كانوا منتشرين في منطقة الكاريبي، وفي شمال ووسط الأراضي الأميركيَّة بما في ذلك كندا؛ حيث كانوا يُتاجرون، بل ويتزاوجون مع أقوام الأيروكويس lroauois، والإلكونكوين ALgonauin".
6- أورد كولومبس في مذكِّراته أنَّه يوم الإثنين21 أكتوبر عام1492م وبينما كانت سُفنه مبحرة بالقُرب من جيبارا Gibara، إذ به يُشاهد جبلًا علي قمِّته مسجدًا كبيرًا، وذكر أنَّ هذا المشهد تكرَّر في أكثر من منطقةٍ ذهب إليها.
7- كتب كولومبس أنَّه في أثناء رحلته الثالثة التي جرت وقائعها عام (904هـ=1498م) وبعد مُغادرته (ترينيداد Trinidad) باتِّجاه أميركا الشماليَّة، شاهد نساءً بلديَّات يلبسن أغطيةً للرأس، مُلوَّنة ومنسوجة بالقطن المـُتناسق، وأنَّ أصل هذه الأغطية غرب إفريقيا، ومنها انتقلت إلى نساء المورة (مسلمي إسبانيا وشمال إفريقيا)، وربَّما وصلت عن طريقهم إلي العالم الجديد، أو وصلت من غرب إفريقيا مباشرةً. لقد كانت النساء البلديات اللاتي شاهدهنَّ كولومبس يُطلقن على هذه الأغطية اسم "المايزرات" AMAYZARS، وهي كلمةٌ مأخوذةٌ من اللفظ العربي الميزار أو المئزر.
8- في دراسةٍ مُهمَّةٍ نشرت أجزاءً منها صحيفةُ ديلي كلاريون Daily clarion، أشار عالم الأجناس (ميرا موس) إلى أنَّه "عندما اكتشف كريستوف كولومبس الهند الغربيَّة -أي جُزر البحر الكاريبي- عام (899هـ=1493م)، وجد جنسًا من البشر أبيض اللون، خشن الشعر، اسمهم الكاريب، وكان منهم المزارعين، والصيَّادين في البحر، وكانوا شعبًا مُوحَّدًا ومسالمـًا، يكرهون التعدِّي والعنف، دينهم الإسلام، ولغتهم العربيَّة". وجديرٌ بالإشارة أنَّ تسميته البحر الكاريبي هي في الأصل عربيَّة؛ حيث تُنسب إلى أسعد أبو كرب الحميري، وهو أحد من يُنسب إليهم لقب "ذو القرنين"، وكان ملكًا عربيًّا، عاش في الجاهليَّة، وجاء ذكره في العديد من المصادر التاريخية.
كما أنَّ ثمَّة دراسة لغويَّة تُشير إلى أنَّ شبه جزيرة يوكاتان الواقعة حاليًّا ضمن الأراضي المكسيكية، يُنسب اسمها إلى يقطان، وهو أحد أجداد بني قحطان.
خاتمة
لقد أثبتت وقائع التاريخ أنَّ رحلات المـُغامرين العرب في المحيط الأطلسي، حقَّقت ولوجًا كاملًا إلى العالم الجديد، ولعلَّ ما أوردناه من أدلَّةٍ وبراهين، وكذا ما اعترف به كريستوف كولومبس نفسه، كفيلًا بتأكيد السبق العربي الإسلامي في اكتشاف الأميركتين.
ونتساءل:
أَمَا آن الأوان أن يُعاد النظر في التأريخ لهذا الاكتشاف، وأن يُنسب الحقُّ لأصحابه؟!
ــــــــــــــــــــ
* نشر هذا البحث بمجلة آفاق الثقافة والتراث الإماراتية، العدد (69)، مايو، 2010 م.
أهم المصادر والمراجع المعتمدة:
[1] دراسات وأبحاث منشورة لكاتب الدراسة (حسني عبد الحافظ): العلاقات العربية الصينية إبَّان العصر الوسيط (مجلة الفيصل)، أميركا كولومبس لم تكن عذراء (مجلة الكويت)، التفوُّق البحري عند العرب (مجلة العلم)، دور العرب في تطوُّر علم الخرائط (مجلة الخفجي)، أضواء علي خريطة بيري رايس (مجلة العلم)، فضل العرب علي الحضارة الإنسانية (مجلة الأزهر).
[2] أبو عطية، عبد الفتاح حسن: تاريخ أوربَّا وأميركا الحديث.
[3] هارب، جورج: الموجز في تاريخ الكشف الجغرافي.
[4] مؤنس، د. حسين: تاريخ الجغرافيا والجغرافيِّين في الأندلس.
[5] أحمد، د. أحمد رمضان: الرحلة والرحالة المسلمون.
[6] سيرتيما، فان: الذين جاءوا قبل كولومبس.
[7] لاس، دي: الفكر العربي ومكانته في تاريخ الغرب.
[8] أعداد مُتفرِّقة من صُحف ومجلات غربية (نيوزويك، والعالم الجديد، وديلي كلاريون، ومجلة هربرز ويكلي، ومجلة planeta البرازيلية).
[9] جيفر يز: أصول الشعوب الأميركية.
[10] النمر، د. كمال: أحوال التربية الإسلامية في أميركا.
[11] Leon Vernil:Africa and the discovery of America.
[12] الكتاني، د. علي بن المنتصر: انبعاث الإسلام بالأندلس.
[13] العمري، شهاب الدين أبو العباس أحمد بن فضل الله: مسالك الأبصار في ممالك الأمصار.
[14] ابن الوردي: خريدة العجائب وفريدة الغرائب.
[15] المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين: مروج الذهب ومعدن الجواهر.
[16] الإدريسي، الشريف: نزهة المـُشتاق في اختراق الآفاق.
[17] Barr Fell:saga America.
[18] بيرنيط، خوان: هل هناك أصل عربي إسباني لفن الخرائط البحرية؟.
[19] مُذكِّرات وأوراق كريستوف كولومبس.
[20] إسماعيل، د. أحمد علي: الإدريسي وحديث الفتية المغررين، مجلة العهد المصري للدراسات الإسلامية في مدريد، المجلد 26، مدريد، 1993م.
[21] العقاد، عباس محمود: أثر العرب في الحضارة الأوربية.
[22] حميدة، د. عبد الرحمن: أعلام الجغرافيين العرب.
[23] كراتشكوفسكي، أغناطيوس يوليا نوفتش: تاريخ الأدب الجغرافي.
[24] البهبيتي، د. نجيب: المـُعلَّقة العربية الأولي.
[25] زود هوف، هانيكه: معذرة كولومبس، لست أوَّل من اكتشف أميركا.
التعليقات
إرسال تعليقك