ملخص المقال
دعا أوباما في خطابه الى اقامة دولة فلسطينية يعيش فيها الشعب الفلسطيني بكرامة الى جانب دولة اسرائيل مشيرا الى معاناة الشعب الفلسطيني على مدى اكثر من ستينسعى الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الخميس الى "بداية جديدة" بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي وتناول في خطاب الشعور بالظلم فيما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي والحربين اللتين قادتهما الولايات المتحدة والتوتر مع ايران. وتعهد الرئيس الامريكي في خطاب هام وجهه الى أكثر من مليار مسلم بالسعي نحو إقامة دولة فلسطينية ووجه دعوة صريحة غير معتادة الى الجانبين للاعتراف علنا بحقائق الشرق الاوسط التي قال انهم يقبلونها بشكل غير مُعلن. ورحب بعض المسلمين بلهجة أوباما الجديدة في القاهرة بعد رحيل الرئيس جورج بوش حتى ولو ان البعض أعربوا عن خيبة أملهم لعدم تحديده لأي تغييرات جديدة في السياسة الأمريكية مما يعبر عن الشكوك القائمة في المنطقة والتي لا يزال ينبغي لاوباما ان يتغلب عليها. وقال اوباما ايضا في خطابه الرئيسي الذي قوطع مرارا بصيحات تردد "نحن نحبك" انه لايريد ان تبقى القوات الامريكية في العراق او افغانستان الى الابد وعرض على طهران خصم بلاده القديم الاحترام المتبادل في التعامل معها. وقال في الخطاب الذي استشهد فيه بآيات من القرآن الكريم "اننا نلتقي في وقت يشوبه التوتر بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي وهو توتر تمتد جذوره الى قوى تاريخية تتجاوز أي نقاش سياسي راهن". واضاف "لقد أتيت الى هنا للبحث عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي استنادا الى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل. وهي بداية مبنية على اساس حقيقة ان أمريكا والاسلام لا تعارضان بعضهما البعض ولا داعي ابدا للتنافس فيما بينهما." و اضاف انه ينبغي ان تنتهي هذه الدائرة المفرغة من الشك والخلاف. وفي إبراز للعداء الذي قد يواجهه أوباما من البعض حذر أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة المسلمين من التحالف مع المسيحيين واليهود قائلا ان هذا سيقضى على إيمانهم. وقال الزعيم الأعلى الايراني آية الله علي خامنئي قبل خطاب اوباما ان الولايات المتحدة "مكروهة بشدة" في الشرق الاوسط وان الشعارات لا يمكنها ان تغير من ذلك. واختيار أوباما للقاهرة ليلقي منها خطابه اليوم يسلط الضوء على تركيزه على الشرق الاوسط حيث تواجه سياسته الخارجية تحديات كبيرة لانعاش عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية والحد من البرنامج النووي لايران. وأثناء وداعه في مطار القاهرة مشى أوباما على بساط أحمر مرتديا القميص والسروال اللذين ارتداهما اثناء زيارته للمناطق الفرعونية القديمة. وعلى الرغم من ان الادارة الامريكية حاولت خفض سقف التوقعات في الايام القليلة الماضية الا انه كانت هناك توقعات كبيرة في المنطقة بان يتخذ أوباما موقفا اكثر تشددا مع اسرائيل وان يتبع أقواله بأفعال. ولم يعرض أوباما مقترحات جديدة لدفع عملية السلام قدما كما لم يتحدث بشكل محدد عن الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الانسان في العالم العربي وهي قضايا كان كثيرون يأملون ان يتطرق اليها. وقال محمد الحسن محامي سوري "كان ينبغي ان يدافع صراحة عن الديمقراطية والمباديء العالمية لحقوق الانسان." وأكد أوباما الذي يرغب في بناء تحالف من الحكومات الاسلامية يدعم جهوده لاستئناف محادثات السلام المتوقفة في الشرق الاوسط التزامه بحل الدولتين لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. وقال "ان هذا السبيل يخدم مصلحة اسرائيل ومصلحة فلسطين ومصلحة امريكا ولذلك سوف أسعى شخصيا للوصول الى هذه النتيجة متحليا بالقدر اللازم من الصبر الذي تقتضيه المهمة." كما قال "يجب على الفلسطينيين ان يتخلوا عن العنف ان المقاومة عن طريق العنف والقتل أسلوب خاطيء ولا يؤدي الى نجاح." وفيما يتعلق بالمستوطنات قال "اننا لا نقبل مشروعية استمرار المستوطنات الاسرائيلية. ان عمليات البناء هذه تنتهك الاتفاقات السابقة وتقوض من الجهود المبذولة لتحقيق السلام. لقد آن الأوان لكي تتوقف هذه المستوطنات." وقال ان الوقت قد حان لكي نعمل بشأن ما يعرف كل شخص انه شيء حقيقي مضيفا ان واشنطن ستقول في العلن ما تقوله في السر ودعا الآخرين الى ان يحذوا حذوها. وقال المسؤول الفلسطيني نبيل ابو ردينة "خطاب الرئيس أوباما بداية طيبة وخطوة مُهمة نحو سياسة أمريكية جديدة." وردت اسرائيل بقولها انها تشارك أوباما آماله في السلام بالشرق الاوسط لكن الاولوية تبقى للمصالح الأمنية لاسرائيل. ولم يشر البيان الرسمي الى المستوطنات الاسرائيلية ولا الى الدولة الفلسطينية. و قال أوباما ان ايران لها حق الوصول الى الطاقة النووية السلمية اذا امتثلت لمسؤولياتها بموجب معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية. وقال "الامر يرتبط بمنع سباق للتسلح النووي قد يدفع بالمنطقة الى طريق محفوف بالمخاطر." وقال أوباما ان الولايات المتحدة لا ترغب في الاحتفاظ بقواعد عسكرية في افغانستان وقال ان واشنطن تتحمل المسؤولية في ترك العراق للعراقيين وبناء مستقبل افضل لهم. وقال خليل عناني المحلل المصري ان هذا الخطاب محفز وانه يعتقد ان كثيرين سيرحبون به لان اوباما حاول ان يكون محايدا وصادقا وموضوعيا. وكانت هناك ردود فعل متباينة. وقال حسن فضل الله النائب عن جماعة حزب الله "لا يحتاج العالم الاسلامي الى مواعظ اخلاقية وسياسية انما الى تغيير جذري في السياسة الامريكية." وقال محمد حبيب نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين المصرية "خطاب علاقات عامة.. هناك نظرة ظالمة من الرئيس الامريكي ازاء القضية الفلسطينية لا تختلف في كثير أو قليل عن رؤية الرئيس السابق جورج بوش والمحافظين الجدد وكان الرئيس أوباما قد وصل القاهرة صبيحة الخميس 4 يونيو في إشارة واضحة إلى رغبته إلى إقامة دولة فلسطسنية على حدود 1967 كما أشار المحللون، وعقب زيارة بروتوكولية مع الرئيس حسني مبارك قام بزيارة إلى مسجد السلطان حسن ، وأبدى انبهاره بالقيمة الفنية للعمارة الإيلامية ، وكان في صحبته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، ثم انتقل إلى جامعة القاهرة لإلقاء خطابه الموجه للعالم الإسلامي ، وأعقب ذلك زيارة إلى الآثار الفرعونية فيمنطقة الأهرامات، ثم غادر بعد ذلك مصر متوجها إلى أوروبا في مساء الخميس .
التعليقات
إرسال تعليقك