المقال السابق:
ملخص المقال
الإبداعات الشعرية التي تحدثت عن رمضان وصومه وقيامه واستقباله ووداعه، من شتى البلدان والعصور .
كان لشهر رمضان حظ من الشعر ما بين ترحيب بمقدمه وتوديع له، ورصد لأحداثه ومظاهر الاحتفاء به واستقبال العيد، وقد جمعنا لك بعض الأشعار من شتى البلدان: من مصر، والسعودية والجزائر، وعمان، والعراق، والمغرب، وسوريا..
كما جمعنا لك الشعر القديم من العصر العباسي، ومن الأندلس..
استقبال رمضان
رمضان و الشعركان لشهر رمضان حظ من الشعر ما بين ترحيب بمقدمه وتوديعله، ورصد لأحداثه ومظاهر الاحتفاء به واستقبال العيد.فتذكر كتب التاريخ أن عمر بنالخطاب -رضي الله عنه- جمع المصلين لأول مرة في صلاة التراويح خلف إمام واحد فيالسنة الثانية من خلافته الراشدة، فقال أحدالشعراء:جاء الصيامفجاء الخير أجمعه *** ترتيل ذكر وتحميد وتسبيحفالنفس تدأب في قول وفي عمل***صوم النهار وبالليلالتراويحومن أحسن ما قيلفي التهنئة بقدوم شهر رمضان: نلت في ذات الصيام ما ترتجيه *** ووقاك الله له ما تتقيهأنت فيالناس مثل شهرك في الأشـ *** هر أو مثل ليلة البــدر فيــه ولهبة الله بن الرشيد جعفر بن سناء الملك في التهنئة بقدوم شهر رمضان من قصيدة طويلة:تَهَنَّ بهذا الصوم يا خير صائر *** إلى كل ما يهوى ويا خيرصائمومن صام عن كل الفواحشعمره *** فأهون شيءٍ هجره للمطاعمويقول عمارة اليمني:وهنئت من شهر الصيام بزائر *** مناه لو أن الشهر عندك أشهروما العيدإلا أنت فانظر هلاله *** فما هو إلا في عدوك خنجرأما أديبالعربية المصري مصطفى صادق الرافعي (1298- 1356هـ/ 1881- 1937م) فنجده يعبر عنإحساسه بحلول الشهر الكريم بقوله:فديتك زائراً في كل عام ............. تحيا بالسلامة والسلامِوتُقْبِلُ كالغمام يفيض حيناً ............ ويبقى بعده أثرُ الغمامِوكم في الناس من كلفٍ مشوقٍ ....إليك وكم شجيٍ مُستهامِولا يفوت الشعراء أن يقدموالقرائهم وأحبائهم نصائح رمضانية، فنجد عبد الله محمد القحطاني (قال عنه السمعاني: كان فقيها حافظا جمع تاريخًا لأهل الأندلس) يقول ناصحًامرشدًا:حصن صيامك بالسكوت عنالخنا ..... أطبق على عينيك بالأجفانلا تمش ذا وجهين من بين الورى ........ شر البرية من له وجهانولا يفوت أمير الشعراءأحمد شوقي (1285- 1351هـ/ 1868- 1932م) أن يتوجه إلى كل الناس بنصائحه الرمضانية،يستنكر على من يصوم عن الطعام فقط، ويدعوه إلى التخلي عن العيوب والآثام،فيقول:يا مديم الصوم في الشهرالكريم ........صم عن الغيبة يوما والنمــيمويقول أيضا:وصلِّ صلاة من يرجو ويخشى ........ وقبل الصوم صم عن كلفحشاويقول الشاعرالعراقي الكبير معروف الرصافي (1294- 1364هـ/ 1877- 1945م):ولو أني استطعت صيامدهري ........ لصمت فكان ديدني الصيامولكني لا أصوم صيام قوم .............. تكاثر في فطورهم الطعامإذا رمضان جاءهم أعدوا .......... مطاعم ليس يدركها انهضاموقالوا يا نهار لئن تجعنا .................فإن الليل منك لناانتقامكما يصوره الشاعرمحمود حسن إسماعيل (ولد في 2 يوليو 1910 وتوفي في 25 إبريل 1977م) يصور لنا رمضانكضيف عزيز حل وارتحل، فيقول:أضيف أنت حـــل على الأنام .......... وأقسم أن يحيا بالصــيامقطعت الدهر جوابـــا وفـيــا ........... يعود مزاره في كل عــامتخيم لا يحد حمـــاك ركـــن ........... فكل الأرض مهد للخيـامورحت تسن للأجواء شرعا ....... من الإحسان علوي النظامبأنالجوع حرمان وزهــــد ....... أعز من الشراب أو الطعامويقول الشاعر السوريعمر بهاء الدين الأميري (وُلد 1336هـ) في ديوانه "قلبورب":قالوا : سيتعبكالصيام ........... وأنت في السبعين مضنىفأجبت : بل سيشد من ............ عزمي ويحبو القلبأمناذكرا وصبرا وامتثالا ................... للــــذي أغنى وأقنىويمدني روحا وجسما .................. بالقوى معنىومبنى" رمضان " عافية فصمه ............ تقى، لتحيا مطمئناوتحدث الكثير من الشعراء العرب على مر العصور الإسلامية عن فضائل الشهرالكريم فقال أحدهم: أدِم الصيام مع القيام تعبدا ***فكلاهما عملان مقبولانقمفي الدجى واتل الكتاب ولا تنم *** إلا كنومة حائر ولهانفلربما تأتي المنية بغتة *** فتساق من فرس إلىأكفانيا حبذا عينان في غسقالدجى ***من خشية الرحمن باكيتان
مقدمة للشعر
الشعر عاطفة تقتاد عاطفة وفكرة تتجلى بين أفكارالشعر إن لامس الأرواحألهبها كما تقابل تيار بتيارالشعرمصباح أقوام إذا التمسوا نور الحياة وزندالأمة الواريالشعر همس غصون الدوحمائسة ودمعة الطل في أجفانها أزهار
قد كان حسان جيشًا في قصائده أشد من كل زحاف وجرار
وكان ملك بني مروان في أطم عال من الشعر يرمي الشهب بالنار
فقل لمن راح للأهرام يرفعها الخلد في الشعر لا في رصف أحجار
رمضان في عيون الشعراء
رمضان في عيون الشعراء
وللشاعر محمد إبراهيم جدع قصيدة شعرية ترحيبيةبرمضان، يصفه فيها بخير الشهور، ولياليه بأنها مجالس للذكر وترتيل للقرآن، وفيهتتنزل الرحمات من الله العزيز المنان، ويقول فيها:
رمضان يا خيرالشهور
وخير بشرى في الزمان
ومطالع الإسعاد ترفل
في لياليك الحسان
ومحافل الغفران والتقوى
تفيض بكل آن
ومجالس القرآن والذكر
الجليل أجل شان
شعراء آخرون
فهذا أبو نواسالذي ارتكب الموبقات، وكان يستعيذ من شهر رمضان بالتي أفسدت عليه حياته، وحرمته منأفضل اللذات، حيث ملكت عليه الخمر كيانه فأصبح لا يشعر بعظمة شيء سواها، فنجدهيقول: أستعيذ من رمضانبسلافات الدناياوأطوي شوال علىالقصــف وتغريد القيانوليكن في كل يوملك فيه سكرتانمَنَّشوال عليناوحقيق بامتنانويقول صفي الدينالحَلِّي (675 – 750هـ = 1276 – 13499م)منظر الصوم مع توخيه عندي منظر الشيب في عيون الغواني ما أتاني شعبان من قبل إلا وفؤادي منخوفه شَعبانِ كيف أستشعر السرور بشهر زعم الطب أنه مرضان فيهجر اللذات حتما وفيه غير مستحسن وصل الغواني
شعراء الأندلس
ولايفوت الشعراء أن يقدموا لقرائهم وأحبائهم نصائح رمضانية، فنجد عبد الله محمدالقحطاني (قال عنه السمعاني: كان فقيها حافظا جمع تاريخًا لأهل الأندلس) يقولناصحًا مرشدًا:حَصِّنْ صيامك بالسكوت عن الخنا أطبق على عينيكبالأجفان لا تمش ذا وجهين ما بين الورىشر البرية من له وجهان
من قصيدة "جهز لنا في الأرض غزوة محتسبْ" للشاعر ابن دراج القسطلي (العصر الأندلسي)
جهز لنا في الأرض غزوةمحتسبْ .....واندب إليها من يساعد وانتدبْ واحمل على خيل الهوى شيم الصبا...... واعقد لجيش اللهو ألوية الطرب واهتف بأجناد السرور وقد بها....... نحو الرياضوأنت أكرم من ركب جيشا تكون طبوله عيدانه ........وقرونه النايات تسعدها القصبأ واهزز رماحا من تباشير المنى....... واسلل سيوفا من معتقة العنب وانصبمجانيقا من النيم التي .......أحجارهن من الرواطم والنخب لمعاقل من سوسن قدشيدت .......أيدي الربيع بناءها فوق القضب شرفاتها من فضة وحماتها ........حولالأمير لهم سيوف من ذهب مترقبين لأمره وقد ارتقى ........خلل البناء ومد صفحةمرتقب كأمير لونة قد تطلع إذ دنا ........عبد المليك إليه في جيش لجب فلئنغنمت هناك أمثال الدمى ........فهنا بيوت المسك فاغم وانتهب تحفا لشعبان جلا لكوجهه .......عوضا من الورد الذي أهدى رجب فاقبل هديته فقد وافى بها ........قدرا إلى أمد الصيام إذا وجب واستوف بهجتها وطيب نسيمها ........فإذادنا رمضان فاسجد واقترب وصل الجهاد إلى الصيام بعزمة ........من ثائر يرضيالإله إذا غضب فالنصر مضمون على بر الهدى......... وعواقب الراحات أثمار التعب وارفع رغائب ما نويت إلى الذي .......ما زلت ترفعها إليه فلم تخب حتى تئوبوقد نظمت قلائدا ........فوق المنابر لا تغيرها الحقب بجواهر من فخر يومك فيالعدى .........تأبى بها في الدهر تيجان العرب فتح تكاد سطوره من نورها........ تبدو فتقرأ خلف طيات الكتب واقبل هدية عبدك الراجي الذي......... أهدى إليكالدر من بحر الأدب
من قصيدة للشاعر الأندلسي ابنالصباغ الجذامي احتفالاً بمقدم هلال رمضان: هذا هلال الصوم من رمضان بالأفق بان فلا تكن بالواني وافاك ضيفا فالتزم تعظيمه واجعل قراهقراءة القرآن صمه وصنه واغتنم أيامه واجبر ذما الضعفاء بالإحسان ويقول الشاعر الأندلسي ابن الجنان (615- 646هـ = 1218- 1248م ) معزيانفسه ومن حوله في رحيل العزيز إلى قلوبهم:مضى رمضان أو كأني به مضى وغاب سناه بعدما كان أومضا فيا عهده ما كان أكرم معهدا ويا عصرهأعزز على أن أنقض
شعراء الجزائر
ويقول الشاعر محمد الأخضر الجزائريعن هلال رمضان:امـلأ الـدنيا شعاعـا أيـها النـور الحبيـب اسكب الأنـوار فيـها مـن بعـيد وقـريـب ذكـر النـاس عـهودا هـي من خـير العـهود
شعراء السعودية
من قصيدة "هلال رمضان" للشاعر السعودي أحمد سالم باعطب
غداً يهِلُّ علينا البشْرُوالظَّفَرُ *** ويحتفي الحِجْرُ بالصُّوَّام والحجَرُ غداً يهلُّ هِلالُ الصَّوممؤتلقاً *** في موكبٍ مشرقٍ والليلُ يعتكر رَنَتْ إليه قلوبٌ في قرارتها *** لحبِّهسكَنٌ حلوُ الرُّؤى نَضِرُ غداً تُؤَذِّن بالبُشرى منائرُنا *** تَسْري بأخبارهالآياتُ والنذر
** وقفتُ بين كرام الناس أنتظرُ *** ضيفاً عزيزاً بنورالله يأتزر نغفو ونصحو على ذكرى شمائله *** نكادُ نشرق بالذكرى ونَنْفَطِرُ رأيتُهُ قبلَ عامٍ في مساجدنا *** يضيء في راحَتيْهِ الشمسُ والقمرُ يُهديمكارمَه للناس تذْكرةً *** يُصغي لها السمعُ والإحساسُ والبصَرُ
** وحين مَطَّرحالَ البَيْنِ ودَّعني *** شجاعتي واعتراني الخوفُ والخَوَرُ تلجلجتْ مهجتي بينالضلوع فما *** مثلي على صفعات الذنب يقتدر ما جئتُ أسفَحُ يا رمضانُ أدعيَتي *** بل جئتُ مما جنَتْ كفَّاي أعتذرُ صحائفي فيسجلِّ الخيْرِ عاريةٌ *** من الجمالِ وثوبي مسَّهُ الكِبَرُ
** رمضانُ إنا مددنا للوَنى يَدَنا *** وعَرْبدتْبيننا الأحداثُ والغِيَرُ تنكَّرتْ مُهَجٌ للحقِّ حين سَعى *** إلى ميادينهاالطغيانُ والبَطرُ فلامستْ كلماتي سمعَهُ وبَدَتْ *** تنسابُ من ثغرِهِ الآياتُوالسورُ وما ثنى عطفَه بلْ قال محتسباً *** يا رب يا ربُّ رُحْمى إنهم بشَرُ
** وقفتُ بين كرام الناس أنتظرُ *** ضيفاً عزيزاً بنورالله يأتزر نغفو ونصحو على ذكرى شمائله *** نكادُ نشرق بالذكرى ونَنْفَطِرُ رأيتُهُ قبلَ عامٍ في مساجدنا *** يضيء في راحَتيْهِ الشمسُ والقمرُ يُهديمكارمَه للناس تذْكرةً *** يُصغي لها السمعُ والإحساسُ والبصَرُ
** وحين مَطَّرحالَ البَيْنِ ودَّعني *** شجاعتي واعتراني الخوفُ والخَوَرُ تلجلجتْ مهجتي بينالضلوع فما *** مثلي على صفعات الذنب يقتدر ما جئتُ أسفَحُ يا رمضانُ أدعيَتي *** بل جئتُ مما جنَتْ كفَّاي أعتذرُ صحائفي فيسجلِّ الخيْرِ عاريةٌ *** من الجمالِ وثوبي مسَّهُ الكِبَرُ
** رمضانُ إنا مددنا للوَنى يَدَنا *** وعَرْبدتْبيننا الأحداثُ والغِيَرُ تنكَّرتْ مُهَجٌ للحقِّ حين سَعى *** إلى ميادينهاالطغيانُ والبَطرُ فلامستْ كلماتي سمعَهُ وبَدَتْ *** تنسابُ من ثغرِهِ الآياتُوالسورُ وما ثنى عطفَه بلْ قال محتسباً *** يا رب يا ربُّ رُحْمى إنهم بشَرُ
من قصيدة "موسم البشرى" للشاعر أحمد سالم با عطب
ياربُّ هذا موسمُ البُشرى بهِ ......تصفو القلوبُ وتطْهُرُ الابدانُ تزكو بهِ الصلواتُ في جُنحِالدُّجى...... ولنورِ وجهِكَ تخشعُ الأكوانُ زادي الدعاءُ وفي الرجاءسفينتي...... وإذا ضللتُ فمرشدي رمضانُ في ظلِّه تغفو وتهدأُ أنفسُ........ مبرورةٌ صدقاتها وحِسان
أماالشاعر السعودي محمد علي السنوسي فيتحفنا بقصيدة شعرية رائعة عن رمضان، يقول فيأبيات منها:رمضان يا أمل النفوس الظامئات إلى السلام ياشهر بل يا نهر ينهل من عذوبته الأنام طافت بك الأرواح سابحة كأسرابالحمام رمضان نجوى مخلص للمسلمين وللسلام أن يلهم الله الهداة الرشد في كل اعتزام ونقرأ للأديب الكبير الشاعر السعودي عبد القدوس الأنصاري رحمه الله (1403هـ) باقة شعرية جميلة يرحب فيها برمضان، ويصفه بأنه بشرى للقلوب الظامئة وربيع الحياةالبهيج إذ يقول:تَبَدَّيْتَ للنفس لقمانها لذاك تبنتك وجدانها وتنثر بين يديك الزهور تحيّيك إذ كنت ريحانها فأنت ربيع الحياةالبهيج تنضر بالصفو أوطانها وأنت بشير القلوب الذي يعرّفها اللهرحمانها فأهلاً وسهلاً بشهر الصيام يسل من النفس أضغانها
شعراء العراق
ويقول الشاعر العراقي عبود الطريحي (1285- 1328هـ)أقبل شهر رمضان قم واستعد لصومه مع التقى والصلاح شهر به الرحمة قد أنزلت وكل خير للتقى فيه لاح أحب لله بأنتكون تلاوة القرآن عند الصباح دع الملاهي عنك وادع به دعا النهارودعا الافتتاح ويقول الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي (1294- 1364هـ/ 1877- 1945م):ولو أني استطعت صيام دهري لصمتفكان ديدني الصيام ولكني لا أصوم صيام قوم تكاثر في فطورهم الطعام إذا رمضان جاءهم أعدوا مطاعم ليس يدركها انهضام وقالوا يا نهارلئن تجعنا فإن الليل منك لنا انتقام
شعراء العصر العباسي
من قصيدة للشاعر بهاء الدين زهير (العصرالعباسي)
وافاكَ شهرُ الصومِ يا من قدرهُ *** فينا كليلة ِ قدرهِ لن يجحدا وَبَقيتَ حَيّاً ألفَ عامٍ مثلَهُ *** متضاعفاً لكَ أجرهُ متعددا والدهرُ عندكَ كلهُ رمضانُ يا *** مَن لَيس يَبرَحُ صائِماً مُتَهجّدَا
شعراء المغرب
ويقول الشاعر المغربي حمدون بن الحاج السلمي
( 1174- 1232هـ = 1760- 1817م) في استقبال رمضان:وإن أتى رمضان واصطفيت له فاخلع ثياب الهوى وقم على قدم هذا زمانك مقبل ومبتسم بكل خير تلقهبمبتسم وصنه عن كل ما يرديه من حرم ولتعكس النفس عكس الخيل باللجم
شعراء سوريا
ويقول الشاعر السوري عمر بهاءالدين الأميري (وُلد في 1336هـ) في ديوانه "قلب ورب":قالوا: سيتعبك الصياموأنت في السبعين مضنىفأجبت : بل سيشد منعزمي ويحبو القلبأمناذكرا وصبرا وامتثالاللــــذي أغنى وأقنىويمدني روحاوجسمابالقوى معنى ومبنى"رمضان" عافية فصمهتقى، لتحيا مطمئنا
شعراء عمان
ويقول الغشري الخليلي الخروصي، وهو شاعر عماني من شعراء القرن الثاني عشر) يرثي الراحل ويصبرنفسه:خير الوداع لشهرنا رمضان هل بعد بينك كان من سلوان خير الوداع عليك يا شهر الهدى لم يبق من ذنب ولا عصيان فعلىفراق سال دمع عيوننا فوق الخدود كهاطل هتان فهو المفصل والمعظم قدره خير الشهور وسيد الأزمان
شعراء مصر
أما أديب العربية المصري مصطفى صادق الرافعي (1298- 1356هـ/ 1881- 1937م) فنجده يعبر عن إحساسه بحلول الشهرالكريم بقوله:فديتك زائراً في كل عام تحيا بالسلامة والسلامِ وتُقْبِلُ كالغمام يفيض حيناً ويبقى بعده أثرُ الغمامِ وكم فيالناس من كلفٍ مشوقٍ إليك وكم شجيٍ مُستهامِ ويذكرنا الإمام البوصيري (608- 696هـ/ 1212- 1296م من محافظة بني سويف بمصر) بفضائل رمضان، ويتحسر على حال الفقراءوالمساكين بعد رحيل شهر الكرم والجود:آه وا ضيعة المساكين أن ولىأمر الطعام في رمضانويقول تميم الفاطمي (337- 374هـ/ 948 – 984م وهو أمير كان أبوه صاحب الديار المصرية والمغرب، له ديوانمطبوعة) ذاكرًا بعض فضائل شهر الصوم، متمنيا أن يكون العمر كلهرمضان:يا شهر مفترض الصوم الذي خلصت فيه الضمائر بالإخلاص فيالعملصوم وبر ونسك فيك متصل بصالح وخشوع غير منفصل يا ليت شهركحول غير منقطع وليت ظلك عنا غير منتقل كما يصوره الشاعر محمودحسن إسماعيل (ولد في 2 يوليو 1910 وتوفي في 25 إبريل 1977م) يصور لنا رمضان كضيفعزيز حل وارتحل، فيقول:أضيف أنت حـــل على الأنام وأقسم أن يحيابالصــيام قطعت الدهر جوابـــا وفـيــا يعود مزاره في كل عــام تخيم لا يحد حمـــاك ركـــن فكل الأرض مهد للخيـام ورحت تسنللأجواء شرعا من الإحسان علوي النظام بأن الجوع حرمان وزهــــد أعزمن الشراب أو الطعام في وداع رمضانوما أن يذعن الضيفبالرحيل حتى ينتفض المودعون،،يودعونه وهم عليه متأسفون حزنى، ويبدو ذلك في قولتميم الفاطمي وهو يرثي رمضان، قبيل رحليه:ما تقاضت منا ليالي الزمان ماتقاضى شوال من رمضان ما ترى بدره علاه سقام كسقام المحب في الهجران كسفت نوره مخافة شوال كسوف الصيام للألوان في استقبال العيدوللشعراء بعد رحيل رمضان وقدوم شوالأشعار، يقول علي الدرويش (1211- 1270هـ/ 1796- 1835م، مولده ووفاته بالقاهرة، وكانشاعر الخديوي عباس الأول، ولم يكن يتكسب بالشعر) في وداع رمضان واستقبالالعيد:عوائد العيد أفراح وإيناس وعادة الصدر تهوى شرحه الناس عيد سعيد كسته سين سالفه مورَّذات حكاها الورد والآس هذا هلالبأفق العيد يشرق أم محرابه رمضان فيه نبراس ويقول عمر الرافعي:ومن لي بهذا العيد والفضل واسع بما جاء يا مولاي في ليلة القدر وهذا رجاء لا يرد لأنني توسلت فيهبالبشير لذي الأمر عليه صلاة الله والآل سرمدا وصحب كرام كالبدوروكالزهر
ولا يفوت أمير الشعراء أحمد شوقي (1285- 1351هـ/ 1868- 1932م) أن يتوجه إلى كل الناس بنصائحه الرمضانية، يستنكر على من يصوم عنالطعام فقط، ويدعوه إلى التخلي عن العيوب والآثام، فيقول:يا مديمالصوم في الشهر الكريم صم عن الغيبة يوما والنمــيمويقولأيضا:وصلِّ صلاة من يرجو ويخشىوقبل الصوم صم عن كلفحشا
في وداع رمضان
و في وداع رمضانوما أن يذعن الضيف بالرحيل حتى ينتفض المودعون،، يودعونه وهم عليهمتأسفون حزنى، ويبدو ذلك في قول تميم الفاطمي وهو يرثي رمضان، قبيلرحليه:ما تقاضت منا لياليالزمان .......... ما تقاضى شوال من رمضانما ترى بدره علاه سقام ................. كسقام المحب فيالهجرانكسفت نوره مخافة شوال ................... كسوف الصيام للألوانويقول الشاعر الأندلسي ابن الجنان (615- 646هـ/ 1218- 1248م ) معزيا نفسه ومن حوله في رحيل العزيز إلىقلوبهم:مضى رمضان أو كأني بهمضى ....... وغاب سناه بعدما كان أومضافيا عهده ما كان أكرم معهدا ........ويا عصره أعزز على أنأنقضو في هذه القصيدةالتي يصف فيها الشاعر كيف سيكون مآل الناس، وهل ستقبل أعمالهم عند رب العزةالعظيم؟:أي شهر قد تولى **** يا عباد الله عناحق أن نبكي عليه *** بدماء لو عقلناكيف لا نبكي لشهر *** مرَّبالغفلة عناثم لا نعلم أنّا ******* قد قُبلنا أم حُرمناليت شعري من هو *** المحروم والمطرود منا
التعليقات
إرسال تعليقك