ملخص المقال
أبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي مقلد بن نصر بن منقذ الكناني.
النسب والقبيلة
أبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي مقلد بن نصر بن منقذ الكناني.[1]
المولد والنشأة
ولد بقلعة شيزر في 27 جمادى الثانية سنة 488هـ.[2]
ولد بشيزر ونشأ بها وأخرجه عمه أبو العساكر سلطان بن علي خوفاً منه على نفسه، لما رأى من شجاعته وإقدامه، وقدم حلب مراراً متعددة، وكان من الأمراء الفضلاء الأدباء الشعراء الشجعان الفرسان، له مصنفات عديدة ومجاميع مفيدة، ومواقف مشهورة، ووقائع مذكورة، وفضائل مستورة.[3]
البلد التي عاش فيها
قال العماد الكاتب في الخريدة بعد الثناء عليه: سكن دمشق ثم نبت به كما تنبو الدار بالكريم، فانتقل إلى مصر فبقي بها مؤمراً مشاراً إليه بالتعظيم إلى أيام الصالح بن رزيك. ثم عاد إلى الشام وسكن دمشق، ثم رماه الزمان إلى حصن كيفا، فأقام به حتى ملك السلطان صلاح الدين - رحمه الله تعالى - دمشق، فاستدعاه وهو شيخ قد جاوز الثمانين.[4]
جهاده
حصار قلعة حارم
جمع نور الدين بن محمود بن آقسنقر، صاحب الشام، العساكر بحلب، وسار إلى قلعة حارم، وهي للفرنج غربي حلب،، فحصرها وجد في قتالها، فامتنعت عليه بحصانتها، وكثرة من بها من فرسان الفرنج ورجالتهم وشجعانهم، فلما علم الفرنج ذلك جمعوا فارسهم وراجلهم من سائر البلاد، وحشدوا، واستعدوا، وساروا نحوها ليرحلوه عنها، فلما قاربوه طلب منهم المصاف، فلم يجيبوه إليه، وراسلوه، وتلطفوا الحال معه، فلما رأى أنه لا يمكنه أخذ الحصن، ولا يجيبونه إلى المصاف، عاد إلى بلاده وممن كان معه في هذه الغزوة مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ الكناني، وكان من الشجاعة في الغاية، فلما عاد إلى حلب دخل إلى مسجد شيزر، وكان قد دخله في العام الماضي سائراً إلى الحج، فلما دخله الآن كتب على حائطه:
لك الحمد يا مولاي كم لك منة *** علي وفضلاً لا يحيط به شكري
نزلت بهذا المسجد العام قافلاً *** من الغزو موفور النصيب من الأجر
ومنه رحلت العيس في عامي الذي *** مضى نحو بيت الله والركن والحجر
فأديت مفروضي وأسقطت ثقل ما *** تحملت من وزر الشبيبة عن ظهري[5]
من كلماته
يقول الأمير مؤيد الدولة أسامة بن منقذ، لمّا لقى الفرنج في أرض بصرى وصرخد مع نور الدين، وقد تقدم ذلك كتب إليه قصيدة يقول فيها:
كل يوم فتح مبين ونصر *** واعتلاء على الأعادي وقهر
صدق النعت فيك أنت معين *** الدين، إن النعوت قال وزجر
أنت سيف الإسلام حقا، فلا كَل *** غراريك أيها السّيفُ دهر
لم تَزل تُضمر الجهاد مُسِرَّا *** ثم أعلنت حين أمكن جهر [6]
قالوا عنه
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء "كان بطلا شجاعا، جوادا، فاضلا.[7]
قال أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني الإمام: أسامة بن مرشد أمير فاضل غزير الفضل، وافر العقل، حسن التدبير، مليح التصانيف، عارف باللغة والأدب، مجود في صنعة الشعر، من بيت الإمارة والفروسية واللغة، سكن دمشق، لقيته بالفوار بظاهر دمشق بحوران، واجتمعت معه بدمشق عدة نوب، وكان مليح المجالسة حسن المحاورة.[8]
قال الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، قال: أسامة بن مرشد الملقب بمؤيد الدولة، له يد بيضاء في الأدب والكتابة والشعر، ذكر لي أنه ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وقدم دمشق سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، وخدم بها السلطان، وقرب منه وكان شجاعاً فارساً، ثم خرج إلى مصر، فأقام بها مدة، ثم رجع إلى الشام، وسكن حماة، واجتمعت به بدمشق، وأنشدني قصائد من شعره سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.[9]
وقال عنه الأصبهاني في كتاب خريدة القصر وجريدة العصر: أسامة كإسمه في قوة نثره ونظمه، يلوح من كلامه أمارة الإمارة، ويؤسس بيت قريضه عمارة العبارة، نشر له علم العلم، ورقي سلم السلم، ولزم طريق السلامة وتنكب سبل الملالة والملامة، واشتغل بنفسه، ومجاورة أبناء جنسه، حلو المجالسة حالي المساجلة، ندي الندى بماء الفكاهة، عالي النجم في سماء النباهة، معتدل التصاريف، مطبوع التصانيف.[10]
كان في شبيبته شهما شجاعا، قتل الأسد وحده مواجهة.[11]
وفاته
عمر إلى أن توفي ليلة الثلاثاء الثالث والعشرين من رمضان، ودفن شرقي جبل قاسيون.[12]
التعليقات
إرسال تعليقك