ملخص المقال
نحن المسلمون نحب المسيح رضي الله عنه، وفي القرآن الكريم وحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم من الدلائل ما يؤكد ذلك
المسلمون يعتقدون أن المسيح روح الله وكلمته، ولا يكتمل إيمان المسلم إلا إذا آمن برسالة المسيح يقول الله تعالي في كتابه الكريم }آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله {، لذلك نحن المسلمون نحب المسيح، وفي القرآن الكريم وحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم من الدلائل ما يؤكد ذلك، والسؤال الذي يتكرر دائما، إذا كنا نحب المسيح ونؤمن به، لماذا يصر من يقولون أنهم أتباع المسيح علي الإساءة لخاتم الرسل؟، وهذه هي الدلائل من القرآن الكريم و السنة النبوية المطهرة علي مكانة المسيح وأمه مريم أفضل نساء العالمين.
الله يصطفي مريم عليها السلام مرتين على نساء العالمين: وقد جاء ذلك في القرآن الكريم بقوله سبحانه وتعالى:{وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ}[ آل عمران:42].
محمد صلى الله عليه وسلم يظهر خيرية مريم بنت عمران عليها السلام على نساء العالمين أجمعين: حيث قال صلى الله عليه وسلم: "خير نسائها مريم بنت عمران،وخير نسائها خديجة"[1].
قال رسول الله: "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء: إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"[2].
الله يقول عن مريم عليها السلام بأنها عفيفة طاهرة عذراء، كما في قوله جل شأنه:{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ } [التحريم :12].
وقال الله تعالى في القرآن الكريم:{وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ * إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }[ الأنبياء: 91-92].
محمد صلى الله عليه وسلم يحب المسيح
قال الله تعالى:{قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [ آل عمران الآية:84].
قال الرسول: "أنا أولى الناس بعيسى بن مريم، في الأولى والآخرة" قالوا: كيف؟ يا رسول الله ! قال صلى الله عليه وسلم: "الأنبياء إخوة من علات. وأمهاتهم شتى. ودينهم واحد. فليس بيننا نبي"[3].
النبي تلا قول الله عز وجل في إبراهيم: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} [إبراهيم: 36]، وقال عيسى عليه السلام {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118] فرفع يديه وقال "اللهم ! أمتي أمتي" وبكى. فقال الله عز وجل: يا جبريل ! اذهب إلى محمد، وربك أعلم، فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله. فأخبره رسول الله بما قال. وهو أعلم. فقال الله عز وجل: يا جبريل ! اذهب إلى محمد صلى الله عليه وسلم فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولانسوءك"[4].
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "الأنبياء أخوة علات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد، وإني أولى الناس بعيسى بن مريم، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، إنه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، عليه ثوبان ممصران كان رأسه يقطر ماء، وإن لم يصبه بلل، فيدق الصليب ويقتل الخنزير، ويضع الجزى ويدعو الناس إلى الإسلام، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال، ثم تقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنمور مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات فيمكث أربعين سنة، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون "[5].
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، وأن النار حق، أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء"[6].
رسول الله يأمر المسلمين بالإيمان بالمسيح والإنجيل
قال الله تعالى في القرآن الكريم:{قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 136].
قال الله تعالى في القرآن الكريم:{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً} [النساء: 163].
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل"[7].
لقاء الأحبة بين محمد والمسيح
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان -وذكر: يعني رجلا بين الرجلين- فأتيت بطست من ذهب، ملئ حكمة وإيمانا، فشق من النحر إلى مراق البطن، ثم غسل البطن بماء زمزم، ثم ملئ حكمة وإيمانا، وأتيت بدابة أبيض، دون البغل وفوق الحمار: البراق، فانطلقت مع جبريل حتى أتينا السماء الدنيا، قيل: من هذا ؟ قال جبريل، قيل: من معك، قيل: محمد، قيل: وقد أرسل إليه، قال: نعم، قيل: مرحبا ولنعم المجيء جاء، فأتيت على آدم فسلمت عليه، فقال مرحبا بك من ابن ونبي، فأتينا السماء الثانية، قيل: من هذا، قال: جبريل، قيل: من معك، قال محمد، قيل: أرسل إليه، قال: نعم، قيل: مرحبا به ولنعم المجيء جاء، فأتيت على عيسى ويحيى فقالا: مرحبا بك من أخ ونبي ..."[8].
أن نبي الله حدثهم عن ليلة أسري به فقال صلى الله عليه وسلم: "ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح، قيل: من هذا ؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك ؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه ؟ قال: نعم، فلما خلصت فإذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالة، قال: هذا يحيى وعيسى، فسلم عليهما، فسلمت فردا، ثم قالا: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح"[9].
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أتيت بالبراق, فركبت خلف جبريل, فسار بنا, فأتيت على رجل قائم يصلي فقال: من هذا يا جبريل ؟ قال: هذا أخوك محمد-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فرحب بي ودعا لي بالبركة فقال: سل لأمتك اليسر فقلت: من هذا يا جبريل ؟ قال: هذا أخوك عيسى, قال: ثم سرنا فسمعت صوتا وقرئ على شيبان قال: وتذمرا قال: نعم إلى ها هنا قرئ على شيبان. ثم حدثنا شيبان ببقية الحديث قال صلى الله عليه وسلم: "فأتيت على رجل قال: من هذا معك يا جبريل ؟ قال: هذا أخوك محمد-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: فرحب بي ودعا لي بالبركة وقال: سل لأمتك اليسر فقلت: من هذا يا جبريل ؟ قال: هذا أخوك موسى. ثم قرئ على شيبان فقلت: على من كان صوته وتذمره فقال: على ربه عز وجل, يتذمر قال: نعم إنه يعرف ذلك منه"[10].
رسول الله يقول بأن المسيح أخوه في الدين
كما قال الله تعالى:{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ }[ الشورى: 13].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء أخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد"[11].
رسول الله محمد يخبر بنزول المسيح في آخر الزمان
اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر. فقال "ما تذاكرون؟" قالوا: نذكر الساعة. قال "إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات". فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، ويأجوج ومأجوج. وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب . وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم"[12].
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق، أم بدابق . فيخرج إليهم جيش من المدينة . من خيار أهل الأرض يومئذ . فإذا تصادفوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم . فيقول المسلمون: لا . والله ! لا نخلي بينكم وبين إخواننا . فيقاتلونهم . فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا . ويقتل ثلثهم، أفضل الشهداء عند الله. ويفتتح الثلث. لا يفتنون أبدا. فيفتتحون قسطنطينية .فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم . فيخرجون . وذلك باطل . فإذا جاءوا الشام خرج. فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة . فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم . فأمهم . فإذا رآه عدو الله، ذاب كما يذوب الملح في الماء . فلو تركه لانذاب حتى يهلك . ولكن يقتله الله بيده . فيريهم دمه في حربته"[13].
رسول الله يوصي المسلمين أنه من أدرك المسيح فليقرأه مني السلام
قال الرسول: "من أدرك منكم عيسى ابن مريم فليقرئه مني السلام"[14].
التعليقات
إرسال تعليقك