د. راغب السرجاني
المشرف العام على الموقع
طبيب ومفكر إسلامي، وله اهتمام خاص بالتاريخ الإسلامي، رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة، صاحب فكرة موقع قصة الإسلام والمشرف عليه، صدر له حتى الآن 58 كتابًا في التاريخ والفكر الإسلامي.
ملخص المقال
سؤال عن اجتياح العلمانية بلاد الإسلام يجيب عليه د. راغب السرجاني
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..الفاضل الدكتور/ راغب السرجاني .. أنا من أكثر الناس إستفادة منك، وأعلم أني لو أسهبت في المديح لدبّ لقلبك العُجب الذي هو أحد مداخل الشيطان .. أريد نصيحة منك جعلك الله ممن قال وسدد الله قوله .. فأنت بمقام الأب لابنته أنا فتاة عمري 18 عاما، أنا من أهل نجد في السعودية، أسكن الرياض(العاصمة) في الحقيقة هناك كثير من الأمور يغفل عنها السعوديين وهذا مؤلم جدا ( بل يغفل عنها طبقة متعلمة تعتبر مثقفة) فالعلمانية في مصر أوراقها الأخيرة تحترق، والناس في مصر مقبلة بشكل كبير جدا على العلم والعلماء رغم المحن التي تمر بالحكومة المصرية الآن و الأمر كذلك لدى السوريين، صحيح أن بشار أهلك الحرث والنسل، ولكن الناس صارت لربها أقرب والمرء قيمته فيما يصنع لأخراه .. لا فيما تحلو به دنياه الوضع في الخليج مزري جدا، في السعودية نحن نسير عكس التيار الصحوة في هبوط وانخفاض، الشُبه تتخطفنا من كل جانب الحجاب الشرعي لدى الفتيات انحسر بل ربما لدى الفتيات المتيدنات والمعدودات من المستقيمات على الدين الإسلامي المبتعثون كثر ما يقارب 150 ألف سعودي مبتعث ( وعدد الشعب السعودي 21 مليون فقط) يذهب الطالب وهو ابن 19 عاما ! حتى لا يكاد يخلو بيت من واحد او اثنين من المبتعثين .. وبعض من عاد جاءنا بالطوام ! والدفعات التي تذهب ليست متحصنة بعلم شرعي، ولا حتى جادة في العلم بل هي كسولة ومهملة ! الهدف هو التغريب كما حصل في مصر سابقا .. يا دكتور، أنا فرد ماذا أصنع ؟ أريد أن أعمل، أريد أجتهد .. التيار الذي يكتسح الساحة السعودية تيار علماني ليبرالي منافق عميل وإضافة لقذارته في التعامل مع الأحداث الدولية .. و ما ترى مصر الحبيبة من مضايقات تتعرض لها من إتهامها بالأخونة وو .. إلا من هؤلاء الحثالة المنافقون .. والله يا دكتور إني أحيانا أتمنى السكنى في مصر هربا من هذا الصراع! يا دكتور .. أنا مستعدة للعمل، ماذا أعمل ؟ أرشدني .. جعلك الله موفقا ومسددا الأمر الآخر .. ماذا تنصحني أقرأ من الكتب و أنا في هذه السن ؟ شيءٌ كان بودّي قوله لك، ولا عيب في سماع الأب لابنته إن كان في قولها شيءٌ من الحق ( أتمنى منك ترك البدلة الرسمية، فهي ترمز لأمة غربية، فلباس المسلمين ( الثوب أو الجلابية) سيبدو أكثر إعتزازا) وفقك الله الإجابة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الاخت الكريمة خلود أولاً: أما خوفك علي من العُجب نتيجة المدح فجزاكي الله خيرًا وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يترك واحدًا من أصحابه إلا ومدحه، ثانيًا: إما بخصوص كلامك عن العلمانية فأنا أوافقك تمامًا وأرى أن اجتياح العلمانية بلاد الإسلام هو من البلاء العظيم والحل في عدة نقاط، منها أن يتسلح أفراد الأمة الإسلامية بالعلم الكافي لنهضة بلادهم دون الإحتياج إلى بلاد الغرب أو الشرق، ومنها بث روح الإعتزاز بالدين في الشباب بحيث لا ينبهر بالنماذج الغربية، ومنها توسيع المدارك عند العلماء والفقهاء بحيث يتركوا الجمود الذي يصيب بعضهم أحيانًا فيصرف عنه شباب الإسلام، وهذا الجمود الذي يدفعهم إلى النظر إلى الشكل لا المضمون ولعل هذا هو الذي دفعك للتعليق على مسألة اللباس مع أن المسألة فيها سعة كبيرة وليس هناك حض نبوي على لباس بعينه كما تظنين، بينما حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمور كثيرة هي من صلب الدين ولا يتكلم فيها كثير من العلماء مثل عدم موالاة الكافرين والربا والإعلام الفاسد وتسلط الحكام وظلمهم، وهذه قضايا ضخمة تحتاج إلى جهد كبير من العلماء، ومنها أن يشارك كل فرد منا بدوره فطالبة مثلك لابد أن تجتهد في علومها وفي دعوة صديقاتها إلى هذه الأشياء التي ذكرناها في الإجابة، وعلى الأم أن تربي أبناءها على هذه المعاني، وعلى المدرس أن يفعل ذلك مع تلامذته، وهكذا حتى يرفع الله الغمة عن الأمة.. قل عسى أن يكون قريبًا
التعليقات
إرسال تعليقك