ملخص المقال
استنكرت اليوم الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة التصريح موقف الاتحاد الأوروبي حول الهجوم البري الصهيوني على غزة، وقال رئيسها عرفات ماضي إن موقف الاتحاد الأوروبي من تلك المأساة الإنسانية في غزة يدعو إلى الدهشة. وأضاف ماضي إن جمهورية التشيك التي تترأس حاليا الاتحاد الأوروبي لم تفرق بين علاقتها الجيدة مع إسرائيل وبين كونها تمثل كافة دول الاتحاد، "فقلبت الأوضاع لتجعل المعتدي هو الضحية بينما الضحية الحقيقية هو المليون ونصف المليون فلسطيني المحاصرين في قطاع غزة". وأكد ماضي أن أعضاء الحملة من نشطاء سلام وبرلمانيين وساسة أوروبيين سيواصلون التحرك على محورين، يتمثل الأول في الاحتجاجات المتواصلة أمام مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل. أما الثاني فسيكون في لقاءات مكثفة بين أعضاء الحملة وأنصار السلام من البرلمانيين الأوروبيين مع ممثلي الحكومات الأوروبية لتبصيرهم بالعواقب التي ستؤدي إليها مثل هذا الموقف المتناقض مع أبسط قواعد القانون الإنساني الدولي. ويعتقد القانوني الفلسطيني الأصل أن "موقف الحكومات العربية المتخاذل تجاه شعب فلسطين هو الذي شجع مفوضية الاتحاد الأوروبي على اتخاذ هذا الموقف المنحاز لإسرائيل لثقته بأن الحكومات العربية لن تحرك ساكنا ضده". في الوقت نفسه يتوقع ماضي أن تتأثر مصالح الاتحاد الاقتصادية في الشرق الأوسط بشكل كبير "بسبب موجات مقاطعة المنتجات الأوروبية تجوب الشارع العربي الذي يموج بغضب عارم من تخاذل المجتمع الدولي". انتقد اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا تصريحات المفوضية الأوروبية، وقال رئيسه شكيب بن مخلوف إن "الموقف الأوروبي لا يرقى إلى المستوى المطلوب". وعزا بن مخلوف ذلك الموقف إلى "هوان من كنا نتوقع منهم مناصرة القضية الفلسطينية، أي المؤسسات الرسمية العربية والإسلامية، التي جعلت القضية بلا معتصم". ويشير بن مخلوف إلى أن الدول الأوروبية "أدركت أن مصالحها مع إسرائيل والولايات المتحدة ولذا جاء موقفها مؤيدا لتوجهات الدولتين، غير عابئة لا بالقانون الإنساني الدولي ولا حقوق الإنسان بل مستندة إلى ضعف موقف الحكومات العربية". وقال بن مخلوف في اتصال من ستوكهولم إن اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا سيوجه رسائل إلى وزراء خارجية الدول الأوروبية يشرح فيها خطورة مثل هذا الموقف. واعتبر أن خروج أوروبيين غير المسلمين في المظاهرات العارمة التي شهدتها كبريات المدن الأوروبية ومشاركة منظمات حقوقية وإنسانية فيها "دليل على رفض قطاعات واسعة من الشارع الأوروبي لتلك الحرب الإسرائيلية على أبناء قطاع غزة". ويتوقع أن تتضمن رسالة الاتحاد لوزراء الخارجية الأوروبية إشارة إلى "مسؤولية أوروبا عن تدهور الأوضاع إلى الحد المأساوي في قطاع غزة". يتابع بن مخلوف أن "أوروبا هي التي حاصرت غزة ومنعت عنها الدواء والماء والطاقة وكل مقومات الحياة، ثم تتحدث الآن عن حرب دفاعية إسرائيلية، بل هي حرب إبادة لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلا". ويضم اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا نحو ألف جمعية إسلامية ترعى مصالح نحو ثلاثين مليون مسلم موزعين على ثلاثين بلدا أوروبيا.
التعليقات
إرسال تعليقك