الحضارة
سبق وريادة وتجديد
اهتمت الدولة الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة والأموية والعباسية بالعلوم والمدنية كما اهتمت بالنواحي الدينية فكانت الحضارة الإسلامية حضارة تمزج بين العقل والروح، فامتازت عن كثير من الحضارات السابقة. فالإسلام دينٌ عالمي يحض على طلب العلم وعمارة الأرض لتنهض أممه وشعوبه، وتنوعت مجالات الفنون والعلوم والعمارة طالما لا تخرج عن نطاق القواعد الإسلامية؛ لأن الحرية الفكرية كانت مقبولة تحت ظلال الإسلام، وامتدت هذه الحضارة القائمة بعدما أصبح لها مصارفها وروافدها لتشع على بلاد الغرب وطرقت أبوابه، وهذه البوابة تبرز إسهامات المسلمين في مجالات الحياة الإنسانية والاجتماعية والبيئية، خلال تاريخهم الطويل، وعصورهم المتلاحقة.
ملخص المقال
طرابلس الشام الفيحاء هي مدينة من عمق التاريخ وأكبر مدن لبنان بعد بيروت، نتعرف على تاريخها السياسي ومعالمها الحضارية والأثرية عبر العصور.
طرابلس الشام هي ثاني أكبر مدن الجمهوريَّة اللبنانيَّة بعد العاصمة بيروت، تُكنَّى بالفيحاء، تضرب جذورها في عمق التاريخ، وترقى إلى ثلاثة آلاف عامٍ ونَيِّف؛ حيث أسَّسها الفينيقيُّون قبل الميلاد بنحو ألف عام، وتعاقبت عليها الأمم والعهود من الفينيقيِّين حتى الانتداب الفرنسي، مرورًا بالرومان، والبيزنطيِّين، والعرب، والفرنجة، والمماليك، والعثمانيِّين. تضمُّ أكثر من 160 مَعْلَمًا تاريخيًّا؛ بين قلعة، وجامع، ومدرسة، وخان، وحمام، وسوق، وغيرها من المعالم التاريخيَّة والفنِّيَّة. حيث أكسبها هذا الغنى التاريخي صفة المدينة الأولى بثروتها التراثيَّة على الساحل الشرقي للبحر المتوسِّط، والثانية بآثارها المملوكيَّة بعد القاهرة؛ فهي تُمثِّل متحفًا حيًّا يجمع بين الأوابد الرومانيَّة والبيزنطيَّة، والآثار الفاطميَّة والصليبيَّة، والعمارة المملوكيَّة والعثمانيَّة.
الموقع الجغرافي والاقتصادي
طرابلس مدينة تتوسَّط الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسِّط، وهي ثاني المدن اللبنانيَّة بعد العاصمة بيروت، وتبعد عنها إلى الشمال قرابة 85 كيلومترًا، كما تبعد عن الحدود السوريَّة نحو 40 كيلو مترًا، وتبلغ مساحتها 204 كم2، تقع على خط العرض 26¸34 شمالًا، وعلى خطِّ الطول 44¸35 شرقًا، وعدد سكان يُقارب 850 ألف نسمة، وتُشكِّل الكثافة السكَّانيَّة فيها نسبةً عاليةً جدًّا، وتصل إلى 7086 شخصًا في الكيلومتر الواحد.
تُعتبر طرابلس عاصمة لبنان الشمالي والقطب الثاني بعد العاصمة؛ لوزنها الاقتصادي والجغرافي المميَّز، وتنقسم إداريًّا إلى سبعة أقضية، وهي: قضاء طرابلس، قضاء البترون، قضاء الكورة، قضاء بشري، قضاء الزاوية، قضاء الضنية، قضاء المنية، وقضاء عكار.
وهي مدينة مضيافة امتزج فيها الحاضر بالتاريخ، وعُرفت منذ القدم بموقعها الجغرافي المميَّز؛ كونها صلة الوصل ما بين الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسِّط والداخل السوري والعربي، ممَّا جعلها مركزًا تجاريًّا مهمًّا على مستوى لبنان والمنطقة.
يعتمد اقتصاد طرابلس على الصناعات الحِرَفِيَّة، وبعض الصناعات التحويليَّة الصغيرة، والسياحة. وتنقسم المدينة إلى قسمين: القسم الأول هو الميناء، والقسم الثاني هو المدينة نفسها بالإضافة إلى ضاحيَّتيها؛ البحصاص والبداوي، وشريطين ضيِّقين على امتداد شاطئ البحر؛ واحدٌ باتِّجاه الشمال، والآخر باتِّجاه الجنوب ويُشكِّل منطقة القلمون، وتقع أمام ساحلها مجموعةُ جزرٍ صغيرةٍ أهمُّها: جزيرة الرامكين، وجزيرة النخل وجزيرة سنني، وقد أُعلِنت جميعها عام 1993م محميَّةً طبيعيَّةً بحريَّة تُعرف باسم محميَّة جزر النخل.
تمتاز طرابلس بمناخ معتدل بفضل موقعها على البحر المتوسِّط؛ شتاؤها معتدل ماطر يمتدُّ لحوالي أربعة أشهر، وصيفها حارٌّ متوسِّط الرطوبة يمتدُّ حوالي الخمسة أشهر، أمَّا الخريف والربيع فهما فصلان انتقاليَّان، وهما الأكثر جمالًا وروعةً حيث تتنشقُّ المدينة رائحة أزهار الليمون المنتشرة في البساتين.
طرابلس .. والماء والخضرة
تستلقي طرابلس كعروسٍ نضرةٍ فوق سهلٍ منبسطٍ أفيح، تغسل أطرافه الغربيَّة مياه البحر الأبيض المتوسِّط، وتتفيَّأ بظلال سفوح جبال الأرز التي تتجلبب قممها بالثلوج الدائمة من جهة الشرق، وتضمُّ في أحضانها المصايف ذات المناظر الخلَّابة، والمياه العذبة والهواء العليل؛ مثل: بشري، وحصرون، والحدث، وإهدن، وسير، وبقاع صفرين، وفنيدق في جبال عكار حيث غابة القموعة الشهيرة.
ويخترق المدينة نهرٌ يتدفَّق من مغارة قاديشا في أعالي جبل المكمل، ويجري في وادٍ عميقٍ يُعتبر من أشدِّ أودية لبنان وعورةً وعمقًا، ومن أكثرها روعةً وجمالًا، ويُعرف محليًّا بنهر "أبو علي" نسبةً إلى "أبو علي بن عمَّار" أحد ولاتها من أسرة بني عمَّار الذين حكموا طرابلس في نهاية القرن (الحادي عشر الميلادي= الخامس الهجري)، يشطر نهر "أبو علي" طرابلس إلى شطرين؛ شرقي وغربي، وهو يُغذِّي تربتها ويروي بساتينها التي تُغطِّي سهلها الخصيب.
وكانت طرابلس في كلِّ عهود التاريخ شهيرةً في غنى طبيعتها وجمالها وحسن رونقها وازدهارها، وكانت حاصلاتها غزيرةً جدًّا بفضل المياه التي تتدفَّق عليها من نهر رشعين ونهر أبي علي، فتروي سهولها، وتخلق منها جنة غنَّاء، وقد اشتهرت بزراعة البرتقال والحمضيَّات والفاكهة بكلِّ أنواعها وأجناسها والحنطة والحبوب والزيتون وقصب السكر.
تسمية طرابلس وألقابها
موضوع أسماء طرابلس لبنان وألقابها في المصادر التاريخيَّة والأخبار المرويَّة هو موضوعٌ مهمٌّ، تناوله العديد من المؤرِّخين في كتبهم بألوانٍ مختلفةٍ من التحليل والتعليل، وسنعرض في هذه الدراسة بعض أسماء طرابلس وألقابها عبر التاريخ.
طرابلس هي تعريبٌ لكلمة (تريبوليس) اليونانيَّة، التي تعني المدن الثلاث، ويعود الاسم إلى تأسيس أوَّل اتِّحادٍ لثلاثٍ من مدن فينيقيا القديمة هي: صور، وصيدا، وأرواد. حيث نشأت عنه مدينة فينيقية بثلاثة أحياء عمرانيَّة، وهي: "محلاتا"، "مايسا"، "وكايسا". وشكَّلت تلك المدينة فيما بعد بأحيائها العمرانيَّة الثلاثة النواة الأساسيَّة التي قامت عليها طرابلس اليوم، كما عُرفت المدينة بأسماء مختلفة عبر العصور؛ فقد ورد اسمها في رسائل تلِّ العمارنة "دربلي"، وفي آثار أخرى سُمِّيت "حليا" أو "وحليا"، كما وردت التسمية في منحوتات انتصارات الغزو الآشوري للمدينة، بنحو: "مهالاتا، ومهلاتا، ومايزا، وكايزا"، وارتقى شأن طرابلس بين المدن الفينيقيَّة في القرنين السادس والرابع قبل الميلاد، حيث أصبحت عاصمةً للاتِّحاد الفينيقي، وأصبح اسمها "آثار" Athar في السنة الأولى من عصر الملك أرتخشستا الثالث أوروكس (359-338 ق.م)، وهذا ما كشفت عنه قطع النقود المسكوكة فيها بتاريخ (189-188 ق.م) وتحمل كتابة فينيقيَّة تدلُّ على اسم طرابلس الفينيقي، وإلى جانب هذا الاسـم (آثار) أطلق عليها الإغريق اسـم "تريبوليس Tripolis"؛ أي المدينة المثلَّثة في القرن الرابع قبل الميلاد، وظلَّت تحمل هذا الاسم طوال العصور التاريخيَّة القديمة المتعاقبة، حتى أطلق العرب عليها في القرن (السابع الميلادي= الأول الهجري) اسم "أطرابلس" بإضافة الهمزة في أوَّلها تمييزًا لها عن "طرابلس الغرب"، ثم حُذِفت الهمزة، وأصبحت "طرابلس"، وتُسمَّى حاليًّا طرابلس الشام أو طرابلس الشرق، تمييزًا لها عن العاصمة الليبيَّة طرابلس.
كما عُرِفت طرابلس على مدى العصور بالعديد من الألقاب التي أطلقها عليها أهلها وحكَّامها؛ ففي في العصر الفينيقي لُقِّبت طرابلس بـ "متروبول فنيقيا"، وبـ "دار الندوة"، وبـ "دار الشورى"؛ عندما أصبحت مقرًّا للاتِّحاد الفينيقي الذي ضمَّ المدن الثلاث الممثِّلة لمدن فينيقيا الكبرى: صور، وصيدا، وأرواد.
وفي عصر صدر الإسلام استحقَّت طرابلس أن توصف بـ"أرض الرِّباط"؛ لأنَّها تشرَّفت باستقبال أعيان الصحابة والتابعين الذين رابطوا فيها وفي محيطها، وفي مقدِّمتهم ابن عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الملقَّب بالطيَّار القرشي الهاشمي.
وفي العصر الأموي استحقَّت طرابلس لقب "الفيحاء الصغرى"؛ لأنَّها كانت تُحاكي بجمال موقعها وتقاليد أهلها مدينة دمشق، ولأنَّها كانت محلَّ رعاية الحكام، وعناية الولاة؛ حيث كانت آنذاك قاعدةً بحريَّة، ودار صناعة لتوافر أخشاب الأرز اللبناني، وفيها بنى معاوية رضي الله عنه أسطوله العظيم الذي انتصر فيه على البيزنطيِّين في "معركة ذات الصواري".
وفي العصر الفاطمي لُقِّبت طرابلس بـ "دار العلم"؛ لأنَّها تبوَّأت مركز الصدارة العلميَّة في بلاد الشام في عهد بني عمَّار بحسب رأي المستشرق "فان برشم"، ولذلك يقول المؤرِّخ ابن فضل الله العمري في تاريخه المسمَّى "مسالك الأبصار" : "إنَّ طرابلس كانت تُسمَّى قديمًا بـ "دار العلم"، وقال الشاعر شهاب الدين محمود وهو يمدح السلطان المنصور قلاوون، ويُهنِّئه بفتح طرابلس:
وَكَانَتْ بِدَارِ الْعِلْمِ تُعْرَفُ قَبْلَهَا *** فَمِنْ أَجْلِ ذَا لِلسَّيْفِ فِي نَظْمِهَا نَثْرُ".
طرابلس في كتب التراث
العديد من الرحَّالة والجغرافيِّين والمؤرِّخين وصفوا مدينة طرابلس في كتبهم؛ فقد وصفها الشريف الإدريسي في كتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" بقوله: "طرابلس مدينة بالشام عظيمة، عليها سور صخرٍ منيع، ولها رساتيق (جمع رستاق وهي القرى والمقاطعات)، وأكوار (جمع كورة)، وضياع جليلة، وبها من شجر الزيتون، والكروم، وقصب السكر، وأنواع الفواكه، وضروب الغلَّات الشيء الكثير، والوارد والصادر إليها كثير، والبحر محدقٌ بها من ثلاثة أوجه، وهي معقلٌ من معاقل الشام، وتُضاف إليها عدَّة قلاع وحصون داخلة في أعمالها، وحوالَي مدينتها أشجار الزيتون".
ووصفها ابن بطوطة المتوفى عام 779هـ في رحلته المسمَّاة "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، بقوله: "هي إحدى قواعد الشام، وبلدانها الضخام، تخترقها الأنهار، وتحفُّها البساتين والأشجار، ويكنفها البحر بمرافقه العميمة، والبرُّ بخيراته المقيمة، ولها الأسواق العجيبة، والمسارح الخصيبة، والبحر على ميلين منها، وهي حديثة البناء، وأمَّا طرابلس القديمة فكانت على ضفَّة البحر، وتملَّكها الروم زمانًا، وبهذه المدينة حمَّامات حسان منها حمَّام القاضي القرمي، وحمَّام سندمور".
ووصفها الرحَّالة رمضان بن موسى العطيفي الدمشقي المتوفَّى عام 1095هـ في "رحلته إلى طرابلس الشام" بقوله: "هي بلدة لطيفة، ماؤها كثير، ورزقها غزير، جميع بنائها بالحجر، ليس فيها شيءٌ من الخشب، حتى كادت أن تكون كلُّها قطعةً واحدة، يشقُّها نهرٌ عظيم، على حافَّتيه من الجانبين الجوامع، والمدارس، والقصور، والشبابيك، وهذا النهر غير نهر السقيا لبيوتها وحماماتها، والماء فيها يصعد إلى أعلى مكان، ولها قلعةٌ في طرفها على جبلٍ مطلٍّ عليها".
وقال عنها المؤرِّخ ابن الأثير المتوفَّى عام 630هـ في كتابه "الكامل في التاريخ": "وكانت طرابلس -أي في عصر بني عمَّار- من أعظم بلاد الإسلام وأكثرها تجمُّلًا وثروة".
معالم طرابلس .. شواهد حضاريَّة
تُعتبر طرابلس المدينة الأولى بثروتها التراثيَّة على الساحل الشرقي للبحر المتوسِّط، وهي الثانية بآثارها المملوكيَّة بعد مدينة القاهرة، وتُمثِّل متحفًا حيًّا يجمع بين الآثار الرومانيَّة والبيزنطيَّة، والآثار الفاطميَّة والصليبيَّة، والعمارة المملوكيَّة والعثمانيَّة.
وتضمُّ مدينة طرابلس عددًا كبيرًا من الأبنية التاريخيَّة والأثريَّة؛ بأحيائها، وأسواقها، ودورها، وأزقَّتها المتعرِّجة الملتوية والمسقوفة، ومعالمها، وتضمُّ بين جنباتها أكثر من 160 مَعْلَمًا؛ بين قلعة، وجامع، ومسجد، ومدرسة، وخان، وحمام، وسوق، وسبيل مياه، وكتابات، ونقوش، ورنوك، وغيرها من المعالم الجماليَّة والفنِّيَّة. ومن أشهر معالمها نذكر:
1- مساجد طرابلس ومدارسها
تُعرف مدينة طرابلس بكثرة المساجد والتكايا والزوايا والمدارس الدينيَّة التي يعود بناؤها لأيَّام المماليك والعثمانيِّين من بعدهم؛ حيث عماراتها المزخرفة وقناطرها المتناثرة، ويوجد في طرابلس العديد من الجوامع العريقة ومعظمها ذات طراز مملوكي ومنها:
- الجامع المنصوري الكبير: أكبر جوامع طرابلس ولبنان على الإطلاق، أمر ببنائه السلطان الأشرف خليل بن قلاوون في (693هـ=1294م)، وبنى السلطان الناصر محمد بن قلاوون رواقاته المحيطة بفنائه الخارجي سنة (715هـ=1315م) وله أربعة أبواب؛ اثنان في جهة الشرق، وواحد في جهة الغرب، وواحد في الجهة الشماليَّة وهو الأكبر والمزخرف ويحمل الكتابة التاريخيَّة، وفوقه المئذنة ذات الطبقات الأربع، المغربيَّة الطراز.
وللجامع محرابان؛ كبيرٌ وصغير، ومنبرٌ خشبيٌّ بأشكالٍ هندسيَّةٍ بديعة، أمر بإنشائه الأمير شهاب الدين قرطاي (726هـ=1326م)، وفي وسط باحة الجامع حوض الوضوء والمصلَّى تعلوه قبَّةٌ من الحجر الرملي، وعند الباب الغربي من الخارج برج دفاعي لحماية الجامع، وتحت الرواق الغربي غرفة الأثر النبوي الشريف؛ حيث تُوضع شعرة من لحية الرسول صلى الله عليه وسلم يزورها المؤمنون في شهر رمضان.
- جامع العطار: من أكبر جوامع طرابلس وثالثها من حيث الأهميَّة، بني في عصر المماليك، بناه بدر الدين بن العطار أحد عطاري طرابلس الأثرياء سنة (716هـ=1316م) على نفقته الخاصَّة بإشراف كبير المهندسين في عصره أبي بكر بن البصيص البعلبكي ونقش اسمه فوق بابه الغربي، وتمَّ توسيع الجامع وبناء منبره الرخامي الملوَّن والباب الشرقي عام (751هـ=1350م)، على يد المعلم محمد ابن إبراهيم المهندس، وللجامع بابٌ ثالثٌ في الجهة الشماليَّة، وفوقه ترتفع المئذنة الضخمة، ويُعتبر الباب الشرقي أجمل أبواب الجامع، في أعلاه تربيعة رخاميَّة رائعة من الزخارف والمنمنمات والأشكال الهندسيَّة والألوان المختلفة.
- جامع البرطاسي: من أجمل مساجد ومدارس طرابلس المملوكية، ويُعرف بجامع ومدرسة البرطاسي أو البرطاسية، بناه الأمير عيسى بن عمر البرطاسي حول (710هـ=1310م) ليكون مدرسة لطلبة العلم ومسجدًا، ويجمع في بنائه عدَّة خصائص معماريَّة؛ فمئذنته أندلسيَّة الطراز، تقوم فوق قوسٍ مجوَّفٍ نصف دائريٍّ بحيث جاء بناؤها الضخم إعجازًا يتحدَّى نظريَّة الأثقال والفراغ، ويتميَّز محرابه عن كلِّ محاريب لبنان بالفسيفساء المذهَّبة، والمنمنمات التي تُشكِّل كأسًا تخرج منها أغصان نباتيَّة مورقة تُذكِّرنا بواجهة الجامع الأموي بدمشق، ويتميَّز الجامع بقبَّته الضخمة، وتحتها بركة الوضوء المرخمة.
- جامع طينال: أجمل وأفخم جوامع طرابلس ولبنان، بناه الأمير سيف الدين طينال الأشرفي الحاجب عام (736هـ=1336م)، وهو يُضاهي أجمل جوامع القاهرة ودمشق، وهو يتألَّف من باحةٍ رخاميَّةٍ بجانبها أربع حجرات كانت مجالس لقضاة طرابلس في عصر المماليك؛ القاضي الشافعي، والحنفي، والمالكي، والحنبلي. وللجامع بيتان للصلاة؛ الأوَّل تعلوه قبَّةٌ ضخمةٌ تقوم على أربعة تيجان بيزنطيَّة كورنثيَّة، فوق أربعة أعمدةٍ ضخامٍ من الغرانيت المجلوبة من مصر الفرعونيَّة، ويكسو الرخام أرضيَّة الحرم بأشكال هندسيَّة بديعة، وبين بيتي الصلاة بوَّابة هي الأروع بزخارفها ونقوشها وبهائها وتُضاهي أجمل بوَّابات مساجد القاهرة المملوكيَّة، أمَّا بيت الصلاة الثاني ففيه المحراب والمنبر الخشبي من عمل المعلم محمد الصفدي (736هـ=1336م)، وتُعتبر مئذنة طينال فريدة من نوعها في العالمين العربي والإسلامي؛ فهي تُشبه القلعة في بنائها، وفيها سُلَّمان حجريَّان فوق بعضهما يفضي أحدهما إلى خارج الجامع، والآخر إلى داخله، ولا يلتقي الصاعدان فيهما أبدًا.
- جامع التوبة: هو صورةٌ مصغَّرةٌ عن الجامع المنصوري الكبير، أمر ببنائه السلطان الناصر محمد بن قلاوون عام (715هـ=1315م)، وله فناءٌ خارجيٌّ تتوسَّطه بركةٌ للوضوء أُزيلت منذ سنواتٍ قليلة، ومازالت قبَّتها قائمةً فوق أربعة أعمدة، وتقوم المئذنة عند الزاوية الجنوبيَّة الغربيَّة من الرواق، وللجامع بابان: شرقي وشمالي. وفيه كتابتان: الأولى عند المدخل الجنوبي للرواق من عهد السلطان المملوكي المؤيَّد شيخ المحمودي سنة (817هـ=1413م)، والثانية في العصر العثماني أيَّام والي طرابلس حسين بن يوسف باشا سيفا، وهي تُؤرِّخ لإعادة تجديده سنة (1021هـ=1613م).
- جامع سيدي عبد الواحد: أصغر مساجد طرابلس المملوكيَّة، شرقي سوق العطارين، بناه عبد الواحد المكناسي من المغرب (705هـ=1305م)، وأُرِّخ له في لوحةٍ نُقشت بالخطِّ المغربي، يتميَّز بمئذنته الصغيرة الحجم القليلة الارتفاع، وقبَّته المتواضعة فوق محرابه المغربي الطراز، كان يتألَّف من بيتٍ للصَّلاة، وفناءٍ خارجيٍّ تتوسَّطه بركةُ الوضوء، أُزِيلت قبل ربع قرنٍ من الآن بعد توسعة الجامع، وضُمَّ الفناء إلى بيت الصلاة، يقوم على يمين مدخل الجامع مقام عبد السلام المشيشي أحد المتصوِّفين، لايزال الناس يضعون أغصان الآس في نافذته المطلَّة على الطريق، وفوق الجامع رواقٌ فيه عدة غرف يسكنها المغاربة حتى الآن.
- جامع أرغون شاه: كان في الأساس زاوية صغيرة، حوله الأمير سيف الدين أرغون شاه إلى جامع، بين (796-800هـ= 1393-1400م)، له بابان، ويتميَّز بمئذنته الأسطوانيَّة بخلاف المآذن المملوكيَّة المربَّعة الأضلاع، وهي فوق الباب الشرقي الذي يحمل لوحةً تاريخيَّة.
بالإضافة إلى ما ذُكِر من مساجد، هناك عشراتٌ أخرى تزخر بها طرابلس ومنها: جامع البداوي الذي بناه الأمير دمرداش المحمدي الناصري عام (796هـ=1393م)، وجامع الأويسيَّة الذي شيَّده محيي الدين الأويسي عام 865هـ، وله أكبر قباب جوامع طرابلس، ومسجد البهاء الذي جُدِّدت عمارته أكثر من مرَّة، وبداخله عدَّة قبور لعلماء ومشايخ الطريقة النقشبنديَّة، وجامع الحميدي الذي بناه السلطان العثماني عبد الحميد الثاني عام (1302هـ=1884م)، ومسجد الحجيجيَّة وله مئذنةٌ مربَّعةٌ بها تأثيرات صليبيَّة، وجامع الطحام المملوكي وله مئذنةٌ قصيرةٌ لكنَّها حافلةٌ بالزخارف الرائعة، وفي حرمه أربعة أعمدةٍ غرانيتيَّةٍ لها أربعة تيجانٍ كورنثيَّة.
ومن المدارس التي بُنيت بمعظمها في عصر المماليك:
مدرسة الشيخ الهندي المعروفة بالمشهد؛ وتحتوي على زخارف ملوَّنة في الخارج والداخل، ومدرسة الشمسيَّة؛ وهي أقدم مدارس المماليك في لبنان، وهي تُقدِّم أقدم نموذجٍ للبيوت المملوكيَّة القديمة، والمدرسة الناصريَّة؛ التي بناها السلطان الناصر حسن بن محمد بن قلاوون، ومدرسة الأمير شهاب الدين قرطاي؛ التي تُضاهي ببوَّابتها الشماليَّة أجمل وأفخم مساجد القاهرة ودمشق، والمدرسة العجميَّة؛ في أحد أقدم وأحصن الأزقَّة في المدينة وأضيقها، والمدرسة النوريَّة؛ التي تحتوي على أجمل محراب، وبها قبرٌ بناه الأمير المملوكي طرمش الدوادار، والمدرسة السقرقيَّة؛ التي بناها الأمير سيف الدين، وبالإضافة إلى ما ذُكِر هناك: مدرسة الرفاعي من العصر العثماني، ومدرسة الأمير سنجر الحمصي، ومدرسة القاضي أوغلو العثماني، والمدرسة القادريَّة من عصر المماليك من القرن (الرابع عشر الميلادي=الثامن الهجري)، والمدرسة الطواشيَّة من العصر المملوكي، وهي من أجمل مدارس طرابلس ذات التأثيرات الأندلسيَّة، وغيرها.
2- خانات طرابلس
تقع خانات طرابلس في وسط المدينة، وهي من خلال عددها ومساحتها يتبيَّن أهميَّة التجارة وخصوصًا الأهميَّة الاقتصاديَّة لهذه المدينة، ممَّا يُفسِّر وجود هذا العدد الكبير من الخانات العائد معظمها إلى العهد المملوكي، وللخانات وظائف عديدة؛ فهي بالإضافة إلى كونها مواقع لبيع وشراء البضائع، تُستعمل -أيضًا- لتخزين البضاعة، وكمكان سكن التجَّار. ومن أشهرها نذكر:
- خان الصابون: يُعرف -أيضًا- بخان العضيمي، وهو من العصر المملوكي، وبه صناعة الصابون الطرابلسي المعطَّر والملوَّن، الذي يتمتَّع بشهرةٍ عالميَّةٍ عبر العصور؛ لوفرة الزيت النقي الذي تُنتجه سهول الزيتون المحيطة بطرابلس، وخاصَّةً سهول الكورة ذات الشهرة العالميَّة، وما يُميِّزه أنَّه الوحيد الذي لايزال يحتفظ ببابه الأصلي المصنوع من الخشب.
- خان العسكر: وهو من أكبر الخانات في طرابلس، بُنِي في عصر المماليك أواخر القرن الثالث عشر الميلادي بهدف استعماله كثكنة للجيش ممَّا يُفسِّر اسمه، ويتميَّز ببنائه الذي يتألَّف من مبنيين.
- خان الخيَّاطين: أشهر خانات طرابلس وأجملها، ويُعرف -أيضًا- بخان الحريريِّين، متخصِّصٌ بالخياطة والأزياء الطرابلسيَّة والوطنيَّة والعربيَّة، التي نالت شهرةً عالميَّةً في العصور الوسطى، ولاتزال إلى الآن تنال إعجاب السائحين والزائرين، ولا يفوتهم شراء عباءة، أو زنار حرير، أو ثوب نسائي مشغول بيد فنانٍ طرابلسيٍّ ورث حرفته عن أبيه عن جدِّه، وتُفضِّل أشهر الفرق الفنِّيَّة الاستعراضيَّة اللبنانيَّة والعربيَّة أن تأخذ أزياءها المشغولة بأيدي الخيَّاطين الطرابلسيِّين المبدعين، ويرقى تاريخ هذا الخان إلى ما قبل عصر المماليك؛ حيث عُثِر عند بابه الغربي على آثار بيزنطيَّة.
- خان المصريِّين: وهو مربَّع الشكل، شيَّده السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون في النصف الأوَّل من القرن الرابع عشر للميلاد، وكان خاصًّا بالتجَّار والنزلاء القادمين من مصر، ويتألَّف من فناءٍ تتوسَّطه بركة ماءٍ، وتُحيط به طبقتان؛ خُصِّصت السفلى منهما للبهائم والبضائع، فيما خُصِّصت العليا للنزلاء، وتُطلُّ هذه الغرف على الفناء من خلال أروقة معومدة.
3- أسواق طرابلس القديمة
في أسواق طرابلس القديمة يتنشق المرء عَبَق التاريخ، ويتنسَّم روح الشرق، ويُشاهد الصناعات والحرف المحلية المستمدَّة جذورها من الزمان الخالي، ويتذوَّق أشهى الأطعمة والحلويات، ويشتري مختلف الحاجيات بأرخص الأسعار، ومن أشهر الأسواق:
- سوق الصيَّاغين: يُعدُّ من أجمل وأقدم أسواق طرابلس، وهو خاصٌّ بمحلَّات صياغة وبيع الذهب والمجوهرات المصنَّعة بأيدي الفنَّانين الطرابلسيِّين، أو المستوردة من الخارج.
- سوق النحَّاسين: أُنشئ في العهد المملوكي، وهو خاصٌّ طبعًا كما يدلُّ اسمه بالنحاسيَّات، وفي هذا السوق تتجلَّى براعة الطرابلسيِّين وهم يصنعون بأيديهم النحاسيَّات والتُّحف الرائعة التي يتشوَّق الزوَّار لشرائها واقتنائها، وتزيين بيوتهم بها.
- سوق البازركان: يُعدُّ قلب الأسواق النابضة بالحياة، وهو متخصِّصٌ بالأقمشة بأنواعها وألوانها، ويُمكنك وأنت تسير أن تشرب من عصير البرتقال، أو عصير الجزر، أو التمر الهندي.
- سوق حراج: يرجع تاريخ إنشاء هذه السوق إلى عصر المماليك في القرن (الرابع عشر للميلاد= الثامن الهجري)، وترتكز قبابه على أربعة عشر عمودًا من الغرانيت المرتفعة والضخمة، لتُشكِّل سوقًا مسقوفًا تشغله اليوم الصناعات والحرف الطرابلسيَّة التقليديَّة، الخشبيَّة، والقطنيَّة، والجلديَّة، ومن الصناعات اليدويَّة: كراسي الحمَّام، والقباقيب، وقوالب الحلوى، وتنجيد الصوف والقطن للفرش والملاحف بالطريقة الطرابلسيَّة، وصناعة الأحذية، والمحافظ الجلديَّة، وغير ذلك من أدواتٍ يُمكن التبضُّع منها كهدايا وتحف شرقيَّة بأسعار مغرية.
- سوق الكندرجيَّة: وهو أحد الأسواق المزدحمة بالمارَّة، وفيه محلَّات بيع الملابس وأحدث الأزياء، ومحلَّات بيع الأحذية والحقائب النسائيَّة، بأسعار رخيصة لا تُضاهي.
4- قصور طرابلس
أبرز قصور طرابلس هو قصر نوفل العثماني المعروف بمركز "رشيد كرامي الثقافي البلدي"، بعد أن حوَّلته بلديَّة المدينة إلى مكتبةٍ عامَّة، وقاعة محاضرات ومعارض، وهناك -أيضًا- قصر الأمير المملوكي سنجر الحمصي الذي سكنه عام (1324م=724هـ)، وقصر الأمير المملوكي سيف الدين الطنطاش من القرن (الثالث عشر الميلادي= السابع الهجري)، وقصر الأمير عزِّ الدين أيبك الموصلي وهو من عصر المماليك، به زخارف أندلسية شبيهة بقصر الحمراء في غرناطة، وبعد القصر ضريح الأمير، وفوق نافذته اللوحة التاريخيَّة العائدة إلى العام (1299م=699هـ).
5- أبراج وقلاع طرابلس
وتضمُّ مدينة طرابلس العديد من الأبراج والقلاع الحربيَّة التي أُقيمت على امتداد ساحلها للمرابطة فيها والدِّفاع عنها، ومن أهمِّها: قلعة طرابلس، وبرج الأمير أيتمش، وبرج الأمير جلبان، وطرباي (الشيخ عفان)، والأمير الأحمدي (الفاخورة)، والأمير برسباي (المعروف بالسباع)، وبرج السلطان قايتباي (المعروف ببرج رأس النهر).
أمَّا قلعة طرابلس المعروفة باسم "قلعة سان جيل" فهي أكبر القلاع الحربيَّة في لبنان وأقدمها، أسَّسها القائد العربي سفيان بن مجيب الأزدي في العام (636م=15هـ)، وبنى فيها الفاطميُّون مسجدًا أوائل القرن (الحادي عشر الميلادي= الخامس الهجري)، وبنى مؤسِّس كونتيَّة طرابلس الصليبيَّة "ريموند دي سان جيل" حصنًا فوقها عام (1103م=496هـ)، ثم حوَّله الأمير المملوكي "أستدمر الكرجي" عام (1307م=707هـ) إلى قلعةٍ وبنى بها أبراجًا، ثم أضاف السلطان العثماني سليمان بن سليم الأوَّل (سليمان القانوني) عام (1521م=927هـ) البرج الشمالي وفيه باب القلعة.
تقع القلعة فوق تلٍّ صخريٍّ، وتتألَّف من أربع طبقات، طولها 130م وعرضها 70م، بها حمَّامٌ قديم، وثلاثة مساجد، وسجن، وإسطبل للخيول، وقاعات للقادة وكبار المسئولين، وقاعات ضخمة للجند والذخيرة والمدفعيَّة، وآبار وخزانات للمياه، وأحواض للشرب، ومقابر، وباحات واسعة للتدريبات العسكرية والاستعراض، وأكثر من 100 حجرة مختلفة الاتساع، ونحو 10 أبواب في أسفل أسوارها، بعضها يؤدي إلى النهر، وبعضها يؤدي إلى الأسواق الداخلية، وترتفع أسوارها بين 15-20م بها نوافذ للمدفعية.
ومن على متن السور يُمكن رؤية المدينة مع الميناء وجزرها في البحر، والطريق إلى بيروت، والطريق إلى حمص، ومن فوق السور الشرقي تُرى أجمل لوحةٍ ساحرةٍ لجبال الأَرْزِ وسفوحها، ووادي قاديشا، وعلى جانبيه أروع ما أبدع الخالق من جمال الطبيعة، وتشرف من القلعة -أيضًا- على "تكيَة الدراويش المولويَّة" وهي على مسافة 200 متر من القلعة جنوبًا، وتعود للعصر العثماني، بناها "صمصمجي علي" عام (1619م=1028هـ).
6- البرك وسبل المياه
عشرات البرك وسبل المياه منتشرة في أسواق المدينة القديمة، وتتميَّز بها عن غيرها من المدن، ومنها بِرْكَة الملاحة التي كانت تُملأ في الأعياد بأنواع الشراب؛ من عصير البرتقال، أو التمر هندي، أو الليمون، أو السوس، ويشرب منها الناس مجَّانًا لمدَّة ثلاثة أيَّام، وأحيانًا لمدَّة أسبوع كامل، وسبيل ماء مملوكي يُعرف بـسبيل التينة، بناه الأمير محمد بن مبارك شاه العلائي في العام (1414م=816هـ) وفي داخله لوحة تاريخيَّة.
لم يكن ما ذكرناه هو كلُّ معالم طرابلس؛ فهي مازالت تعجُّ بمساجد، ومدارس، وحمَّامات، وأسواق، وكتابات، ونقوش، وغيرها من المَعَالِم الجماليَّة والفنِّيَّة التي تعود إلى العصور المختلفة من تاريخها، والمجال لا يتَّسع لذكر كلِّ التفاصيل.
هذه هي مدينة طرابلس الفيحاء .. موطن التاريخ والحضارة .. وبلد المساجد .. طرابلس التي تفتخر بأنَّها قدَّمت للفكر الإسلامي أعلامًا علماء تركوا بصماتهم الواضحة في عالم الفكر والدعوة الإسلاميَّة والأدب والسياسة، الذين كان في مقدِّمتهم: محمد رشيد رضا صاحب "المنار"، وحسين الجسر صاحب "الرسالة الحميديَّة"، ونديم الجسر صاحب "قصَّة الإيمان"، وعبد القادر المغربي عضو المجمع العلمي بدمشق والقاهرة والمجامع العلمية في أوربَّا، ومصطفى صادق الرافعي وعبد الرحمن الرافعي وأمين الرافعي الذين لمعوا في سماء مصر الكنانة.
_____________
المصدر: مجلة الوعي الإسلامي.
المراجع:
1- الدكتور عبد السلام التدمري: طرابلس .. ثلاثة آلاف من التاريخ، مجلة الفيصل، العدد 44، يناير 1981م.
2- عبد العزيز سالم: طرابلس في التاريخ الإسلامي، الإسكندرية، 1967م.
3- فاروق حبلص: طرابلس .. المساجد والكنائس، دار الإنشاء للصحافة والطباعة والنشر، طرابلس، 1980م.
4- فاروق حبلص: تاريخ طرابلس الاجتماعي والاقتصادي، رسالة ماجستير، الجامعة اللبنانية، بيروت، 1980م.
التعليقات
إرسال تعليقك