د. راغب السرجاني
المشرف العام على الموقع
طبيب ومفكر إسلامي، وله اهتمام خاص بالتاريخ الإسلامي، رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة، صاحب فكرة موقع قصة الإسلام والمشرف عليه، صدر له حتى الآن 58 كتابًا في التاريخ والفكر الإسلامي.
ملخص المقال
الاطمئنان.. قمة هرم الخشوع، وهي نظرية للدكتور راغب السرجاني تُبَيِّن لنا درجات الخشوع في الصلاة بشكل مبتكر وواضح، فكيف نصل إلى قمة الهرم؟ نصل إلى
الاطمئنان آخر درجة في هرم الخشوع وهو قمة الهرم، وأُحب أن أذكر قبل الحديث عن قمة هذا الهر بالدرجات السابقة التي ذكرناها وهي:
الوعي.. الدرجة الأولى من هرم الخشوع
الطمع.. الدرجة الثانية من هرم الخشوع
الوجل.. الدرجة الثالثة من هرم الخشوع
الخشية.. الدرجة الرابعة من هرم الخشوع
والدرجة الخامسة وقمة الهرم.. هو:
◄◄ الاطمئنان:
أهل هذه الدرجة قليل! لكن يا لسعادتهم! ويا لسعادة الدنيا بهم!
هذه هي قمَّة الهرم؛ حيث يطمئنُّ القلب ويسكن، ويذهب الوجل الذي كان يُقلقه.. ما زالت الخشية موجودة؛ لكنها توازنت توازنًا عجيبًا مع الرجاء في الله!
صار حبًّا في خشية!
صار رجاءً في خوف!
صار المُصَلِّي يستمتع بكل حرف من حروف القرآن، وبكل لحظة من اللحظات بين يدي الرحمن، وهو الوصف الذي جاء في قوله تعالى: {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ}[الزمر: 23]، وجاء كذلك في قوله سبحانه: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}[الرعد: 28].
لقد اطمأنَّ القلب وسكن، وهذا -فيما أعلم- قمَّة السعادة!
في هذه الدرجة الرفيعة لا يشعر المُصَلِّي أن الصلاة مجرَّد تكليف يُريد أن يُؤَدِّيَه ثم يستريح، إنما يشعر أن الصلاة هدية من الله -عز وجل- له، يُطمئِن بها قلبه، ويُسْعِد بها نفسه؛ ومن ثَمَّ فالمُصَلِّي في هذه الحالة يشعر بأحوال عجيبة لا يَفْقَهها إلَّا مَن وصل إلى قمَّة الهرم!
من هذه الأحوال -مثلًا- انتظار الصلاة؛ فهو دائم الترقُّب للموعد الذي سيدخل فيه في مناجاة ربِّه، وهو في شوق دائم، إلى الدرجة التي يعشق فيها الليل؛ لأنه يُعطيه فرصة أكبر لصلاة طويلة يقف فيها بين يدي حبيبه، وتجده يحبُّ ليالي الشتاء -على برودتها- أكثر من ليالي الصيف؛ لأنها أطول، وفيها ستتحقَّق أمنيته بطول اللقاء بشكل أعظم!
ومنها أنه لا يُريد أن يخرج من صلاته؛ لذا تجده يُطيل فيها جدًّا، حتى يعجز الناس عن فهم درجة تحمُّله، وهم يظنُّونه يُعاني؛ بينما هو «يستمتع»!
ومنها أنه لا يشعر بمَنْ حوله البتة، فلا يسمع أصواتًا، ولا يرى مشاهد، ولا يتأثَّر بما يجري في الدنيا ولو كان حريقًا أو زلزالًا!
وهو ذاهل فعلًا عن الشعور بالألم أو الضيق، وقد يُصاب بسهم، أو يُلدغ بعقرب، أو يُكْوَى بنارٍ، فلا يشعر بكلِّ ذلك أبدًا!
عَنْ جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ، فَأُصِيبَتِ امْرَأَةٌ مِنَ المُشْرِكِينَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَافِلًا، وَجَاءَ زَوْجُهَا وَكَانَ غَائِبًا، فَحَلَفَ أَنْ لَا يَنْتَهِيَ حَتَّى يُهْرِيقَ دَمًا فِي أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ يَتْبَعُ أَثَرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلًا، فَقَالَ: «مَنْ رَجُلٌ يَكْلَؤُنَا[1] لَيْلَتَنَا هَذِهِ؟» فَانْتَدَبَ[2] رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ[3]، وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ[4]، فَقَالَا: نَحْنُ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: «فَكُونُوا بِفَمِ الشِّعْبِ». قَالَ: وَكَانُوا نَزَلُوا إِلَى شِعْبٍ مِنَ الْوَادِي، فَلَمَّا خَرَجَ الرَّجُلَانِ إِلَى فَمِ الشِّعْبِ، قَالَ الْأَنْصَارِيُّ لِلْمُهَاجِرِيِّ: أَيُّ اللَّيْلِ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أَكْفِيَكَهُ؟ أَوَّلَهُ أَوْ آخِرَهُ؟ قَالَ: اكْفِنِي أَوَّلَهُ. فَاضْطَجَعَ المُهَاجِرِيُّ فَنَامَ، وَقَامَ الْأَنْصَارِيُّ يُصَلِّي، وَأَتَى الرَّجُلُ، فَلَمَّا رَأَى شَخْصَ الرَّجُلِ عَرَفَ أَنَّهُ رَبِيئَةُ[5] الْقَوْمِ، فَرَمَاهُ بِسَهْمٍ، فَوَضَعَهُ فِيهِ، فَنَزَعَهُ فَوَضَعَهُ، وَثَبَتَ قَائِمًا، ثُمَّ رَمَاهُ بِسَهْمٍ آخَرَ، فَوَضَعَهُ فِيهِ، فَنَزَعَهُ فَوَضَعَهُ، وَثَبَتَ قَائِمًا، ثُمَّ عَادَ لَهُ بِثَالِثٍ، فَوَضَعَهُ فِيهِ، فَنَزَعَهُ فَوَضَعَهُ، ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ، ثُمَّ أَهَبَّ[6] صَاحِبَهُ، فَقَالَ: اجْلِسْ فَقَدْ أُوتِيتَ. فَوَثَبَ، فَلَمَّا رَآهُمَا الرَّجُلُ عَرَفَ أَنْ قَدْ نَذَرُوا بِهِ فَهَرَبَ، فَلَمَّا رَأَى المُهَاجِرِيُّ مَا بِالْأَنْصَارِيِّ مِنَ الدِّمَاءِ، قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! أَلَا أَهْبَبْتَنِي؟! قَالَ: كُنْتُ فِي سُورَةٍ أَقْرَؤُهَا، فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أَقْطَعَهَا حَتَّى أُنْفِذَهَا، فَلَمَّا تَابَعَ الرَّمْيَ رَكَعْتُ فَأُرِيتُكَ، وَايْمُ اللهِ، لَوْلَا أَنْ أُضَيِّعَ ثَغْرًا أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِهِ، لَقَطَعَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَقْطَعَهَا، أَوْ أُنْفِذَهَا[7].
إن التغيُّر الذي لحق بالمـُصلِّي في هذا الموقف لم يكن في قلبه فقط؛ بل تَغَيَّر جسده كذلك، وما عاد يشعر بما يشعر به عامَّة الناس!
هل هذا كلام عجيب؟!
أقول لكم: نعم.. عجيب!
إن الذي لم يرتقِ في الهرم ليصل إلى الدرجة الرابعة -وهي درجة الخشية- يستحيل عليه أن يفهم طبيعة هذه الدرجة الأخيرة ومعناها، ويُصبح الشرح الذي شرحناه طلاسمَ في حقِّه، وتُصبح الصلاة التي وصفناها مبالغة في تقديره، وهو معذور في الحقيقة، فليس مَنْ رأى كمَنْ سمع!
وهذه الدرجة هي التي كان يعيش فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كان يخرج منها قطُّ، وكذلك إخوانه من الأنبياء والمرسلين.. ومن هنا نفهم قوله صلى الله عليه وسلم: «.. وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ»[8]. ونفهم كذلك قوله: «يَا بِلَالُ؛ أَرِحْنَا بِالصَّلَاةِ»[9]. ونفهم طول صلاته وقيامه حتى تفطَّرت قدماه.
وهذه الدرجة تُفَسِّر لنا موقفًا عجيبًا حكاه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في رحلة الإسراء والمعراج، حيث قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أنس بن مالك رضي الله عنه: «مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عِنْدَ الْكَثِيبِ الأَحْمَرِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ»[10]. فموسى -عليه السلام- يُصَلِّي في قبره مع أن التكليف انقطع بموته، ولكن صلاته هنا نوع من المكافأة والجائزة؛ فهو في كامل الاطمئنان والسعادة بهذه الصلاة، وهو فَرِحٌ أيما فرح بمناجاة ربِّ العالمين!
ويصف لنا الصحابي الجليل عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الدرجة فيقول: «ما جاء وقت صلاةٍ قطُّ إلَّا وقد أخذتُ لهَا أُهْبَتها، وما جاءت إلَّا وأنا إليها بالأشواق»[11].
هذه الدرجة وإن كانت قد جاءت نتيجة جهد طويل مبذول في الصعود في الدرجات السابقة، فإنها في واقع الأمر جائزة تُعْطَى من الله -عز وجل- لعباده المقرَّبين، بمعنى أنها لا «تُنال» بمجرَّد الأعمال، ولكنها «تُمنح» للمتفوِّقين فوق ما لهم من أجر وثواب! وذلك لأن الذين اجتهدوا في صعود الهرم سيكونون جميعًا من أهل الجنة بإذن الله تعالى، إن هم ماتوا على ذلك؛ فهم جميعًا خاشعون لله سبحانه، ولو كانوا بدرجات متفاوتة، وهذا يعني أن النهاية الطبيعية للمجاهدة والمحاولة والمصابرة أن نصل إلى الدرجة الرابعة من الهرم، وهي درجة الخشية لله -عز وجل-، التي تتحقَّق لنا فيها كما وعد ربنا المغفرة والأجر الكريم، ثم تأتي هذه الدرجة الخامسة كعَطِيَّة زائدة، ومكافأة إضافية، تكرُّمًا من الله -جل جلاله- ومِنَّة.
ومثل هذه الدرجة تأتي مسألة «السكينة» التي يُنعم الله بها على بعض عباده؛ فتستريح قلوبهم وتطمئن وتسكن، حتى في الظروف الحالكة، والأزمات الطاحنة؛ فالسكينة هنا هديَّة من الله لعباده المتفوِّقين، وهي نوعٌ من الإنعام على العابدين، وقد كان هؤلاء العابدون في عمل دءوب، وجهد متواصل حتى في غياب هذه السكينة، فلمَّا رأى الله سبحانه منهم هذا الاجتهاد في العبادة رزقهم السكينة تفضُّلًا منه ومِنَّة، وهذا واضح في آيات القرآن الكريم، وفي مواقف السيرة المختلفة.
من هذه المواقف على سبيل المثال ما قاله الله -عز وجل- في حقِّ أهل بيعة الرضوان، الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام الحديبية؛ فالصحابة هنا بذلوا ما عليهم، وجاهدوا في ظروف صعبة، وأطاعوا الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم، وثبتوا في الميدان، وصدقوا مع الله، فوعدهم الله بالجنة، وهي منتهى أحلام المجتهدين؛ لكنه فوق ذلك أنعم عليهم بهدية دنيوية «يستمتعون» بها في جهادهم وتعبهم، وهي نعمة «السكينة»؛ فقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ}[الفتح: 4]، فقلوب الصحابة قبل نزول السكينة كانت كقلوب عامَّة البشر تضطرب وتوجل لشدَّة الموقف، ولاقتراب لحظة الموت، ولقاء العدوِّ، ومع ذلك فهذا الاضطراب والوجل لم يدفعهم إلى الفرار أو النكوص، بل ثبتوا وبذلوا، فكانت الهدية الجميلة هي إفراغ السكينة والطمأنينة في القلب، حتى لا يشعر المجاهد بأي ضغط نفسي من وجوده في ساحة القتال، أو من قربه من عدوٍّ شرس كبير!
ومثل ذلك -أيضًا- ما حدث في غزوة بدر؛ حيث قال الله -عز وجل- في حقِّ المجاهدين الذين بذلوا وقدَّموا وثبتوا: {وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ}[الأنفال: 10]، فالله -عز وجل- «يمنحهم» هنا درجة اطمئنان القلب؛ حتى يُرفَع عنهم أي ضغط عصبي أثناء الجهاد؛ بل يصل الأمر إلى السكينة التامَّة، التي تقود إلى نعاس في أرض الجهاد! قال تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ..}[الأنفال: 11].. فلا يلتفت المجاهد إلى السيوف أو السهام، ولا إلى الرجال أو الخيول، إنما -في بساطة- يأخذ جانبًا من أرض القتال، فينام قليلًا ليتقوَّى على بقية القتال! إنها منحة إعجازية لا تُعطَى إلَّا للمُبرَّزين في ساحة الجهاد!
وهذه النعمة هي ما شاهدناها كذلك في الهجرة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكرها الله سبحانه في كتابه حين قال: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ..}[التوبة: 40]، فبعد أن ثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدَّم وجاهد، وأظهر يقينه الكامل بمعية الله للمؤمنين، بعد هذا الجهد أنزل الله سكينته في قلب رسوله صلى الله عليه وسلم، فصار لا يتأثَّر مطلقًا بما تتأثَّر به قلوب البشر عامَّة، فالأعداء فوق رأسه، وهو لا يشعر بأي قلق، أو ضيق، أو حيرة!
والكلام نفسه ينسحب على السكينة التي نزلت في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، عندما فرَّ القوم ولم يفر؛ فقال تعالى حينئذٍ: {ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ}[التوبة: 26].
ومثال ذلك في حوادث السيرة كثير..
وكما تنزل هذه السكينة في قلوب المجاهدين في أرض الجهاد مع ضراوة الجهاد وشدَّته، فإنها تنزل كذلك في قلوب المُصَلِّين الخاشعين إذا اجتهدوا في صلاتهم وخشوعهم؛ بل إنها قد تأخذ شكلًا ماديًّا محسوسًا ومُشاهَدًا! وهذا ما حدث مع الصحابي الجليل أسيد بن حضير رضي الله عنه، فعن البراء بن عازب رضي الله عنهما «أن رَجُلًا (وهو أسيد بن حضير رضي الله عنه) قرأ الكهف وفي الدَّار الدَّابَّةُ، فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ فَسَلَّمَ، فَإِذَا ضَبَابَةٌ أَوْ سَحَابَةٌ غَشِيَتْهُ، فَذَكَرَهُ للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «اقْرَأْ فُلَانُ فَإِنَّهَا السَّكِينَةُ نَزَلَتْ لِلْقُرْآنِ، أَوْ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ»[12].
ومن هذا المنطلق فإنَّ السكينة والطمأنينة تُوهب لكلِّ مجتهد بلغ الغاية في اجتهاده؛ فهي تنزل في قلوب المنفقين في سبيل الله، الذين أكثروا من الإنفاق واعتادوه، فمنحهم الله نعمة الاطمئنان والسكينة عند الإنفاق، فلا يجدون في أنفسهم حرجًا من بذل المال الكثير، وهذه السكينة تنزل كذلك في قلوب الحجَّاج والمعتمرين المجتهدين؛ «فيستمتعون» بعبادتهم مع كونها في غاية المشقَّة والإرهاق، وهي تنزل في قلوب الكاظمين الغيظ، وتنزل في قلوب المكرمين لليتامى، وتنزل في قلوب المتواضعين للناس، وهكذا في كلِّ العبادات والقربات.. إنها سرور وراحة وسعادة يشعر بها العابد في دنياه تمهيدًا للأجر الأكبر، والثواب الأعظم في الآخرة، وهذا ما وصفه الله -عز وجل- في كتابه حين قال: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[يونس: 64].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] يكلؤنا؛ أي: حفظنا ويحرسنا. انظر: السندي: حاشية مسند الإمام أحمد 8/131، وبدر الدين العيني: شرح أبي داود 1/454.
[2] انتدب: أجاب وأسرع، نَدَبَ القومَ إِلى الأَمْر يَنْدُبهم نَدْبًا دعاهم وحَثَّهم وانْتَدَبُوا إِليه أَسْرَعُوا، وندَبَه للأَمْر فانْتَدَبَ له أَي دَعاه له فأَجاب. ابن منظور: لسان العرب، 1/753.
[3] هُوَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، كما جاء في رواية البيهقي: دلائل النبوة 3/378، وانظر: ابن حجر: فتح الباري 1/281، والعظيم آبادي: عون المعبود 1/230.
[4] هُوَ عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ. كما جاء في رواية البيهقي: دلائل النبوة 3/378، وانظر: ابن حجر: فتح الباري 1/281، والعظيم آبادي: عون المعبود 1/230.
[5] الرَّبِيئَة: هو العين والطليعة؛ الذي ينظر للقوم لئلَّا يدهمهم عدوٌّ، ولا يكون إلا على جبل أو شرف ينظر منه، من رَبَأَ يَرْبَأُ، من باب فتح يفتح، يقال: يَرْبَأُ أهله؛ أي: يحفظهم من عدوِّهم. انظر: بدر الدين العيني: شرح أبي داود 1/455.
[6] أَهَبَّ؛ أي: أيقظ. انظر: السندي: حاشية مسند الإمام أحمد 8/131.
[7] أبو داود: كتاب الطهارة، باب الوضوء من الدم (198)، وأحمد (14745)، واللفظ له، وقال شعيب الأرناءوط: حديث حسن. وابن حبان (1096)، وحسنه الألباني، انظر: صحيح سنن أبي داود، 1/357 (193)، والتعليقات الحسان على صحيح ابن حبان 2/373.
[8] النسائي: كتاب عشرة النساء، حب النساء (8887) عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وأحمد (14069) واللفظ له، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده حسن. وأبو يعلى (3530)، وقال حسين سليم أسد: إسناده حسن. والحاكم (2676)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وصححه الألباني، انظر: صحيح الجامع 1/599.
[9] أبو داود: كتاب الأدب، باب في صلاة العتمة، (4985)، وأحمد (23137)، وقال شعيب الأرناءوط: رجاله ثقات لكن اختلف على سالم بن أبي الجعد في إسناده. والطبراني: المعجم الكبير، (6229)، وصححه الألباني، انظر: مشكاة المصابيح، (1253).
[10] مسلم: كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى u، (2375) واللفظ له، والنسائي (1331)، وأحمد (12231)، وابن حبان (49).
[11] ابن أبي شيبة: المصنف، 7/193، وابن المبارك: الزهد ص460 (1302)، وأحمد بن حنبل: الزهد، ص165 (1121)، وابن عساكر: تاريخ دمشق، 40/86، 87، والمزي: تهذيب الكمال، 19/529.
[12] البخاري: كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، (3418) واللفظ له، ومسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب نزول السكينة لقراءة القرآن، (795).
◄◄ هذا المقال من كتاب كيف تخشع في صلاتك للدكتور راغب السرجاني
يمكنك شراء الكتاب من خلال صفحة دار أقلام أو الاتصال برقم 01116500111
التعليقات
إرسال تعليقك