التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
تعد وقعة زبطرة أحد الوقائع الفظيعة التي تلقاها المسلمين على يد البيزنطيين والدولة البيزنطية في العصر العباسي، وكانت أهم الأسباب التي أدت بالخليفة
كانت زَبَطْرَة من الثغور الإسلاميَّة التي اعتدى عليها البيزنطيِّون في العهد العباسي بقيادة توفيل بن ميخائيل، فقتلوا وسبوا ومثَّلوا بأهلها، فقامت قيامتهم على يد الخليفة المعتصم.
أسباب الوقعة
في سنة 220هـ أرسل الخليفة العباسي المعتصم بالله جيشًا عظيمًا بقيادة الأفشين إلى بابك الخرمي [1]، الذي كان قد بدأت حركته في سنة 201هـ في عهد المأمون [2]، في آذربيجان [3]، وبعد وفاة المأمون استفحل أمره وقويت شوكته [4]، فحاصره الأفشين واستمرَّ في قتاله سنتين [5].
عندما حُوصر بابك وأشرف على الهلاك، وأيقن بالضعف من نفسه [6]، كتب إلى ملك الروم توفيل بن ميخائيل يحثُّه على مهاجمة المسلمين [7]، وظنَّ أنَّه بمهاجمة توفيل للمسلمين سينصرف عنه المعتصم [8]، فكتب يقول له: "إنَّ ملك العرب قد جهَّز إليَّ جمهور جيشه ولم يبقَ في أطراف بلاده من يحفظها، فإنْ كنت تُريد الغنيمة فانهض سريعًا إلى ما حولك من بلاده فخذها؛ فإنَّك لا تجد أحدًا يُمانعك عنها" [9].
أحداث الوقعة
دفع هذا الكتاب توفيل بن ميخائيل إلى الاعتداء على المسلمين [10]، فخرج في سنة 223هـ في مائة ألف ودخل زبطرة، فقتل مَن بها من الرجال، وسبى الذرية والنساء، وأغار على أهل ملطية وغيرها من حصون المسلمين، وسبى المسلمات، ومثَّل بمن صار في يده من المسلمين وسمَّل أعينهم، وقطع أنوفهم وآذانهم [11].
نتائج الوقعة
لمـَّا دخل ملك الروم زبطرة وقتل أهلها ومثَّل بهم استعظم المعتصم ذلك، فلمَّا انتهى إليه الخبر وبلغه أنَّ امرأةً هاشميَّةً صاحت وهي في أيدي الروم: "وا معتصماه!" فأجاب وهو على سريره لبَّيكِ، لبَّيكِ! ونادى بالنفير ونهض من ساعته [12]، فكان فتح عمورية والاستيلاء على زبطرة [13].
[1] ابن كثير: البداية والنهاية، دار الفكر، 1407هـ = 1986م، 10/282.
[2] ابن الأثير: الكامل في التاريخ، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1417هـ= 1997م، 6/11.
[3] ابن كثير: البداية والنهاية، 10/282.
[4] ابن كثير: البداية والنهاية، 10/282، ومحمود شاكر: التاريخ الإسلامي، 5/202.
[5] محمود شاكر: التاريخ الإسلامي، 5/202.
[6] الطبري: تاريخ الرسل والملوك، 9/56.
[7] محمود شاكر: التاريخ الإسلامي، 5/202.
[8] الطبري: تاريخ الرسل والملوك، 9/56.
[9] ابن كثير: البداية والنهاية، 10/285.
[10] محمود شاكر: التاريخ الإسلامي، 5/202.
[11] ابن الأثير: الكامل في التاريخ، 6/38، وابن كثير: البداية والنهاية، 10/285.
[12] ابن مسكويه: تجارب الأمم وتعاقب الهمم، تحقيق: أبو القاسم إمامي، سروش، طهران، الطبعة الثانية2000 م، 4/221، وابن خلدون: ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، تحقيق: خليل شحادة، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثانية، 1408هـ= 1988م،3/327.
[13] ابن خرداذبه: المسالك والممالك، دار صادر أفست ليدن، بيروت، 1889م، ص253.
التعليقات
إرسال تعليقك