ملخص المقال
تشهد شبه جزيرة سيناء المصرية حالة سخط وهلع في صفوف العديد من سكانها بسبب أجواء الاستنفار الأمني الشديد والحملات المتوالية التي تشنها أجهزة الأمن
تشهد شبه جزيرة سيناء المصرية حالة سخط وهلع في صفوف العديد من سكانها بسبب أجواء الاستنفار الأمني الشديد والحملات المتوالية التي تشنها أجهزة الأمن المصرية وتشمل المداهمات والاعتقالات والاستجوابات الواسعة في صفوف الأهالي، وذلك على خلفية الاتهامات المصرية الرسمية لحزب الله اللبناني بالتخطيط للقيام بتفجيرات وعمليات عدائية ضد مصر بمعاونة مصريين بينهم عدد من أهالي سيناء المجاورة لقطاع غزة. وأسفرت أحدث هذه الحملات عن مصادرة ملايين الجنيهات المصرية، وتوجيه اتهامات لموقوفين بتهريب أموال وأسلحة إلى قطاع غزة، فضلا عن مقتل بدوي. وكان حسن نصر الله- الأمين العام لحزب الله- قد اعترف في خطاب ألقاه عبر التلفزيون مساء الجمعة بأن اللبناني سامي شهاب العصو بالحزب قد اعتقلته السلطات المصرية على الأراضي المصرية، إلا أنه نفى بشدة أن يكون شهاب ضمن أفراد تنظيم الـ49، الذي أعلنت القاهرة أنه كان يخطط لتفجيرات بمصر، وشد نصر الله على أنه كان يقوم فقط بمهمة نقل أسلحة للمقاومة الفلسطينية في غزة قبيل اعتقاله. وبلغ عدد المعتقلين من أهالي سيناء على خلفية "تنظيم الـ 49" 8 أشخاص. ووجه النائب العام المصري رسميا للتنظيم يوم 7 أبريل الجاري تهمة التخطيط لعمليات عدائية داخل الأراضي المصرية، وتحريض الشعب والقوات المسلحة المصريين على الخروج على النظام العام، بالإضافة إلى نشر الفكر الشيعي. وعن أحدث الإجراءات والتدابير الأمنية التي تقوم بها الأجهزة المعنية في شبه جزيرة سيناء، كشفت مصادر مصرية بمدينتي الشيخ زويد ورفح أن سلطات الأمن المصرية أوقفت خلال الأيام القليلة الماضية 5 مصريين من سكان المدينتين وبحوزتهم 4 ملايين جنيه (نحو 713 ألف دولار) للاشتباه بمحاولة تهريبها إلى قطاع غزة. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المقبوض عليهم ضبطوا في أماكن متفرقة بالقاهرة وسيناء، وهم من المعروفين بصلتهم بأعمال التهريب إلى غزة عبر الأنفاق الحدودية، ويخضعون حاليا لعمليات استجواب مكثفة بمقرات أجهزة الأمن للحصول على معلومات إضافية حول مسار نشاطهم والأشخاص المرتبطين بهم. وفي سياق متصل قالت مصادر أمنية إن بدويا قتل بالرصاص في شمال سيناء أمس السبت في اشتباك بين الشرطة ومسلحين، وأن الشرطة عثرت على كمية من الذخيرة في شاحنة تركها المسلحون بعد الاشتباك. ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن المصادر قولها: إن رجال شرطة يستقلون سيارتين على طريق القنطرة (على قناة السويس)- العريش حاولوا إيقاف الشاحنة حين اشتبهوا بها، لكن سائقها صدم إحدى السيارتين مما جعل الشرطة تطلق النار على الشاحنة التي كان بها 4 مسلحين ملثمين، وهو ما أسفر عن مقتل أحدهم وفرار الباقين. وفي تطور آخر قال مصدر أمني مصري إن خبراء أسلحة من المقرر أن يقوموا خلال الساعات القليلة القادمة بمعاينة مضبوطات مكونة من مواسير مصنعة على هيئة هياكل صاروخية في ورشة تخضع لحراسة أمنية مشددة بمدينة الشيخ زويد؛ حيث توجه السلطات الأمنية لصاحبها تهمة تصنيع صواريخ بهدف تهريبها إلى غزة. وأشار المصدر إلى أن تهريب الصواريخ من سيناء إلى غزة -إذا ثبت صحته- يأتي في إطار تهريب المؤن والغذاء من خلال الأنفاق، وهو ما منعته السلطات المصرية تماما منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، لافتا إلى أن السلطات من المرجح أن تعلن أيضا عن مزيد من أماكن يشتبه في قيامها بنفس المهمة خلال الفترة القادمة. وتشهد منطقة شمال سيناء -حيث يعيش حوالي 200 ألف بدوي- أجواء توتر مستمرة بين السكان وسلطات الأمن؛ حيث يشكو السكان من حرمانهم من العمل في قطاعات السياحة والنفط، واستهدافهم بإجراءات أمنية استثنائية على حد قولهم، وفي المقابل تحمل السلطات بعض السكان المسئولية عن سلسلة تفجيرات شهدتها الأعوام القليلة الماضية أماكن سياحية بجنوب سيناء، إضافة إلى الاشتراك في تهريب السلاح والمال والبضائع لقطاع غزة عبر الأنفاق. وتعرضت القاهرة في الأشهر القليلة الماضية لضغوط أمريكية-إسرائيلية من أجل التصدي بمزيد من الحزم لأنشطة التهريب من سيناء إلى قطاع غزة، خصوصا ما يتعلق منها بتهريب السلاح، وفي هذا السياق، لا يكاد يمر أسبوع –منذ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة (ديسمبر 2008- يناير 2009)- إلا ويقوم وفد سياسي وعسكري أمريكي بتفقد التدابير الأمنية الجديدة التي اتخذتها السلطات المصرية لوضع حد لظاهرة تهريب البضائع عبر الأنفاق بين منطقة رفح وقطاع غزة.
التعليقات
إرسال تعليقك