ملخص المقال
الملك فاروق يحل مجلس النواب
1من ذي الحجة 1356 هـ = 2 من فبراير 1938م
قيام الملك فاروق ملك مصر بحل مجلس النواب الذي كان يتمتع فيه حزب الوفد بأغلبية كبيرة، وكان الوفديون قد أحرزوا هذه الأغلبية في الانتخابات التي أجريت في مايو 1936م.
كانت الحياة السياسية في مصر في تلك الفترة تعتمد على ثلاث قوى رئيسية فاعلة هم الإنجليز والقصر وحزب الوفد قبل أن يدخل الجيش إلى المعادلة ويقلب توازنات القوى فيها، جلس فاروق على العرش مع اهتزاز وتراجع شعبية حزب الوفد بعد توقيعه على اتفاقية 1936 والتي كانت مكروهة ومرفوضة شعبيا.
وعلى رغم من حداثة سنه في تلك الفترة أدرك فاروق ضرورة اكتساب تلك الشعبية المفقودة من الوفد عن طريق الظهور بمظهر القريب من العامل والفلاح والمدافع عن القضايا الإسلامية، تمهيدا للدخول في صراعه الأول مع رئيس حزب الوفد والحكومة وقتها النحاس باشا، والذي ينتهي بإقالة حكومة النحاس الوفدية في 30 ديسمبر 1937، أي نفس عام تسلمه سلطاته الدستورية كملك على البلاد، وتكليفه محمد محمود الذي كان رئيسا لحزب الأحرار الدستوريين الموالي للقصر بتشكيل الوزارة.
وكان أول ما استصدرته الوزارة الجديدة مرسوما بتأجيل انعقاد البرلمان شهرا، ثم حل مجلس النواب بعدها ذي الأغلبية الوفدية إلى أن تمت الانتخابات في 1938 ولم يحصل الوفد سوى على 12 مقعدا فقط، والملاحظ في تلك الفترة هو التعددية الحزبية السياسية القائمة حتى ولو بشكل صوري، حيث سُمِح في انتخابات 1938 مثلا بأن يتم ترشيح المستقلين والذين حصلوا على 55 مقعدا بجانب أحزاب الأحرار الدستوريين والهيئة السعدية برئاسة أحمد ماهر المنشق عن حزب الوفد، بالإضافة إلى الحزب الوطني وحزب الوفد.