د. راغب السرجاني
المشرف العام على الموقع
طبيب ومفكر إسلامي، وله اهتمام خاص بالتاريخ الإسلامي، رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة، صاحب فكرة موقع قصة الإسلام والمشرف عليه، صدر له حتى الآن 58 كتابًا في التاريخ والفكر الإسلامي.
ملخص المقال
الخشية.. الدرجة الرابعة من هرم الخشوع، وهي نظرية للدكتور راغب السرجاني تُبَيِّن لنا درجات الخشوع في الصلاة بشكل مبتكر وواضح، فكيف تؤثر الخشية في الخشوع
مرحلة جديدة من مراحل الخشوع في الصلاة، ودرجة أخرى من درجات هرم الخشوع الذي توقفنا فيه عند الدرجة الثالثة - الوجل، وقبلها تكلمنا الدرجة الثانية - الطمع، والدرجة الأولى - الوعي وفي هذا المقال نرتقي إلى الدرجة الرابعة، وهي:
◄◄ الخشية:
وهي تطوُّر تلقائي لدرجة الوجل؛ وسببها زيادة المعرفة بالله -عز وجل-، وقد أشار السعدي رضي الله عنه في تفسيره إلى هذا المعنى فقال: «فالخوف يمنع العبد عن محارم الله، وتشاركه الخشية في ذلك، وتزيد أن خوفه مقرون بمعرفة الله»[1]. وفي القرآن الكريم نجد قول الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر: 28]، فينسب الخشية للعلماء؛ لأنهم هم الذين يعرفون الله حقَّ المعرفة.
وأهمُّ ما يُمَيِّز هذه الدرجة هو ظهور آثار خارجية على الجسم تُعَبِّر عن حالة القلب الخاشع، فهو ليس اضطرابًا في القلب لا يشعر به إلَّا المُصَلِّي، ولكنه خشية شاملة لا يستطيع المُصَلِّي أن يُخفيها؛ فتظهر لها علامات بارزة تدلُّ على شدَّة الخشية؛ من هذه العلامات على سبيل المثال قشعريرة تُصيب الجلد حتى يقف شعر الإنسان! وهو ما جاء في قوله تعالى: {اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ}[الزمر: 23]، ولاحظ هنا أن الله -عز وجل- جعل هذه القشعريرة في حقِّ الذين {يَخْشَوْنَ}ربهم.
ومنها انهمار الدموع من العيون كما وصف الله -عز وجل- في كتابه؛ قال الله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}[المائدة: 83]. وكما جاء في قوله -عز وجل-: {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}[الإسراء: 107-109].
بل قد يسقط المصلِّي مغشيًّا عليه من شدَّة الخشية! وهو ما رُوِيَ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما سمع قول الله -عز وجل-: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ}[الطور: 7، 8][2].
ودرجة الخشية هذه درجة عظيمة مدحها ربنا -عز وجل- في كتابه كثيرًا؛ فقال على سبيل المثال: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}[الملك: 12]. ولقد بَشَّرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم -فيما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما- فقال: «عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللهِ»[3].
وقد ذكرنا في درجة «الوَجَلِ» أن المصلِّي يرتقي تدريجيًّا من درجة «الطمع» -التي كان يُغَلِّبُ فيها صفات الرحمة الإلهية على صفات العقاب والقهر- إلى المستوى الذي يتوازن فيه نسبيًّا، فيبدأ في الالتفات إلى صفات البطش والقهر، ويستحضر ذنوبه؛ «فيوجل» لذلك ويضطرب، وهنا في درجة «الخشية» يزيد هذا الأمر حتى يُؤَثِّر على كل الجوارح؛ فيرتعد الجسم، وتفيض العين، وينتفض القلب.. لقد غلب على القلب هنا جانب الخوف على جانب الرجاء، فصار الهلع أكبر، وذَهَل الإنسان عن متاع الدنيا؛ لهذا فإن درجة «الخشية» لا تخصُّ وقت الصلاة فقط، إنما هي حالة عامَّة يعيش فيها المؤمن المرتقي إلى هذه الدرجة الرفيعة، وتكون أشدَّ ما تكون أثناء الصلاة، وكذلك أثناء أوقات الخلوة بالله -عز وجل-؛ سواء في دعاء، أو في قراءة قرآن، أو في ذِكْر، أو في تفكُّر، وهي إحدى الحالات العظيمة التي يُكافئنا فيها ربنا بالنعيم بظلِّه يوم القيامة! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ...». وذكر منهم:.. «وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ»[4]. فهذا رجل كان «يخشى» الله في الدنيا، فهو «آمِنٌ» يوم القيامة.
ولكون هذه الدرجة عظيمة للغاية فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على ترغيب الصحابة رضي الله عنهم فيها، وحرص كذلك على أن يُعَلِّمهم كيفية الوصول إليها؛ فقال لهم يومًا: «إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ؛ أَطَّتِ السَّمَاءُ[5] وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ؛ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا للهِ، وَاللهِ! لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ[6] لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ، وَلخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللهِ»[7]. إن هذه هي الحالة الشعورية التي كان يتمنَّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم للمؤمنين؛ لأنه كان يعلم حقيقة الدنيا الزائفة، ويعلم أهوال يوم القيامة، ويعلم قدرة الله سبحانه على الناس، ولو عَلِم الناس هذا العلم لقلَّ ضحكهم، ولكثر بكاؤهم، ولفقدوا بالكلية حلاوة الدنيا ولذَّتها، ويقول أبو ذر الغفاري رضي الله عنه تعليقًا على هذا الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ شَجَرَةً تُعْضَدُ»[8]! فهو -مع بلوغه الدرجات العالية في العبادة- صار في حالة «خشية» كبيرة للغاية؛ حتى إنه تمنَّى أن يكون مجرَّد شجرة! يقطعها الناس وتفنى، ولا حساب عليها! وأمثال هذه التعبيرات من الصحابة كثيرة[9].
وأراد رسول الله يومًا أن يرفع الصحابة إلى هذه الدرجة فقال لهم -وهو يصف لهم أحد مواقف يوم القيامة: «يَقُولُ اللهُ -عز وجل- يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا آدَمُ. يَقُولُ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ. فَيُنَادَى بِصَوْتٍ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ. قَالَ: يَا رَبِّ؛ وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ. فَحِينَئِذٍ تَضَعُ الحَامِلُ حَمْلَهَا وَيَشِيبُ الْوَلِيدُ {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ}[الحج: 2]»[10]. لقد وصف لهم حالة مُخَوِّفة للغاية، فإذا كان الوضع كذلك يوم القيامة فإن النجاة عسيرة؛ بل تكاد تستحيل! يقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه راوي الحديث -وهو يصف حال الناس بعد هذا الكلام: «فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى تَغَيَّرَتْ وُجُوهُهُمْ»! وفي رواية أنهم قالوا: «يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ؟»[11].
لقد دخل السامعون هنا في الدرجة التي أرادها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعَلِمَ كل واحد منهم أن عمله لن يُنجيه، فهنا فتح لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم باب الأمل بعد أن اطمأنَّ لارتقائهم إلى درجة «الخشية»؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم مبشرًا لهم: «مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وَمِنْكُمْ وَاحِدٌ، ثُمَّ أَنْتُمْ فِي النَّاسِ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جَنْبِ الثَّوْرِ الأَبْيَضِ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جَنْبِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ». ثم زاد في بشراه صلى الله عليه وسلم فقال: «وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الجَنَّةِ». فَكَبَّرْنَا، ثمَّ قال: «ثُلُثَ أَهْلِ الجَنَّةِ». فَكَبَّرْنَا، ثمَّ قال: «شَطْرَ أَهْلِ الجَنَّةِ». فَكَبَّرْنَا. وما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في نهاية الموقف هو وقاية لهم من الدخول في الخشية المذمومة، وهي الخشية التي تقود إلى إحباط ويأس، وتُقْعِد عن العمل؛ لأن اليأس في كل الأحوال ليس من شيم المؤمنين؛ قال تعالى: {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}[يوسف: 87].
وإذا كُنَّا قد عرفنا أن هذه درجة محمودة للغاية من درجات هرم الخشوع؛ فإنه ينبغي لنا أن نعرف أقرب الطرق للوصول إليها.. وأنا أرى أن أفضل هذه الطرق وأنسبها هو التدبُّر في أحوال الميت في قبره، ثم التدبُّر في أهوال يوم القيامة والحساب! ولقد لاحظنا في المثال الذي ذكرناه في الفقرة السابقة، ووضَّحنا فيه طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في دفع المؤمنين إلى درجة «الخشية»؛ أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر لهم موقفًا واحدًا من مواقف يوم القيامة، فكان له أكبر الأثر في نقل السامعين نقلة نوعية إلى درجة «الخشية»! وسأنقل هنا بعض النصوص دون شرح كبير أو تعليق؛ وهي مجرَّد أمثلة تُوَضِّح لنا الأهمية التربوية لهذا المنهج.
دعوني في البداية أسوق لكم حديثًا طويلًا جدًّا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف فيه بدقَّة اللحظات الأولى للميت في قبره، ولي رجاء من القرَّاء هو أن يقرءوا هذا الحديث بتمهُّل، ولا يستخدموا طرق القراءة السريعة في المرور عليه! فإن الغرض هو المعايشة للحالة، ورؤيتها كأننا فيها تمامًا؛ بل إنني أرجو من القرَّاء أن يُعيدوا قراءة الحديث مرتين أو ثلاثًا أو أكثر، حتى مع معرفتهم الكاملة له، وأعِدُكم أنكم ستجدون أثرًا ملموسًا له في قلوبكم!
عن البراء بن عازب قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر وَلمَّا يُلْحَدْ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله، وكأنَّ على رءوسنا الطير، وفي يده عُودٌ يَنْكُتُ في الأرض، فرفع رأسه، فقال: «اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ». مرَّتين أو ثلاثًا، ثم قال: «إِنَّ الْعَبْدَ المُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ، بِيضُ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الجَنَّةِ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الجَنَّةِ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ المَوْتِ -عليه السلام- حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ؛ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ». قال: «فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا، فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الحَنُوطِ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ».
قال: «فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ -يَعْنِي بِهَا- عَلَى مَلإٍ مِنَ المَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ. بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا، حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ، فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَيَقُولُ اللهُ -عز وجل-: اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ، وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأَرْضِ؛ فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى».
قَالَ: «فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللهُ. فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: دِينِيَ الإِسْلَامُ. فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَيَقُولَانِ لَهُ: وَمَا عِلْمُكَ؟ فَيَقُولُ: قَرَأْتُ كِتَابَ اللهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ. فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ: أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الجَنَّةِ». قال: «فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا، وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ». قال: «وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ، حَسَنُ الثِّيَابِ، طَيِّبُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ؛ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ. فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؛ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالخَيْرِ؟ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ. فَيَقُولُ: رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي».
قال: «وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ، نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمُ المُسُوحُ، فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ المَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الخَبِيثَةُ؛ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللهِ وَغَضَبٍ». قال: «فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ، فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ المَبْلُولِ، فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ المُسُوحِ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، فَيَصْعَدُونَ بِهَا، فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلإٍ مِنَ المَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الخَبِيثُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ. بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلَا يُفْتَحُ لَهُ». ثمَّ قَرَأَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «{لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ}[الأعراف: 40]، فَيَقُولُ اللهُ -عز وجل-: اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الأَرْضِ السُّفْلَى. فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا». ثمَّ قَرَأَ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}[الحج: 31]، «فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ! لَا أَدْرِي. فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ! لَا أَدْرِي. فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ! لَا أَدْرِي. فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُوا لَهُ مِنَ النَّارِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ. فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا، وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ، وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ، قَبِيحُ الثِّيَابِ، مُنْتِنُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ؛ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ. فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؛ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ؟ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الخَبِيثُ. فَيَقُولُ: رَبِّ لَا تُقِمِ السَّاعَةَ»[12]. فكيف حالك بعد تصوُّر هذا الموقف، ولو نظرنا إلى صلاتنا على أنها المُرَجِّحة لإحدى الكفتين فكيف سيكون خشوعنا فيها؟
مثال آخر يصف بعثنا يوم النشور: عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الخَلْقِ، حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ» - قال سُلَيْمُ بن عامر، وهو أحد رواة الحديث: فوالله! ما أدري ما يعني بالميل؛ أمسافة الأرض أم الميل الذي تُكْتَحَلُ به العين- قال: «فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ[13]؛ فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ[14]، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلجَامًا». قال: «وَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ»[15]. فهل تَصَوَّرتَ جيدًا هذا الموقف، ولو خطر على بالك أثناء صلاتك فكيف سيكون خشوعك؟!
ومثال ثالث يصف موقفنا بين يدي الجليل سبحانه: عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللهُ؛ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ؛ فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ»[16]. وفي رواية عن عدي بن حاتم رضي الله عنه -أيضًا- أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا النَّارَ». ثمَّ أعرض وأشاح، ثمَّ قال: «اتَّقُوا النَّارَ». ثمَّ أعرض وأشاح ثلاثًا، حتَّى ظننَّا أنَّه ينظر إليها، ثمَّ قال: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»[17]. فلا شكَّ أن إدراكنا لخطورة النار، ولقربها منا، وإدراكنا لقيمة العمل الصالح ولو كان شقَّ تمرة، أو كلمة طيبة، سيدفعنا إلى «خشية» كبيرة لله -عز وجل-، وبالتالي سيدفعنا إلى خشوع تامٍّ في الصلاة؛ وأيُّ كلمة طيبة أفضل من كلام الله سبحانه وذِكْرِه الذي نذكره به في الصلاة؟!
ومثال رابع وأخير في هذا الصدد يحتاج مِنَّا إلى قدرة كبيرة على التصوُّر، وإلى استغراق عميق بين الحروف والكلمات؛ حتى نقترب من المراد وصفه! ولن نستطيعه! عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ[18] مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا»[19]! فهل جال بخاطرك صورة قرابة الخمسة مليارات ملك الذين يَجُرُّون النار؟!
إنَّ ما ذكرناه هو مجرَّد أمثلة، وهي وشبيهاتها كفيلة -لو تدبَّرناها- بنقلنا إلى درجة «الخشية»، وهي كما ذكرنا درجة راقية من درجات الإيمان، ولو صبرنا عليها فإن لدينا فرصة أن نحصل على الجائزة الكبرى في الدنيا قبل دخول الجنة في الآخرة، وهي الدخول في الدرجة الخامسة من درجات هرم الخشوع، وهي درجة «الاطمئنان»! وواقع الأمر هي جنة في نفس المؤمن يشعر معها أنه لا يعيش في الدنيا إلَّا بجسده! أمَّا روحه فهناك.. هناك.. في أعلى عليين!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] السعدي: تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن، ص361، 362.
[2] انظر القصة عند: ابن كثير: مسند الفاروق 2/607، وتفسير القرآن العظيم، 7/430، وابن عساكر: تاريخ دمشق 44/308، والسيوطي: الدر المنثور، 7/631، وضعفه السقاف، انظر: تخريج أحاديث وآثار كتاب في ظلال القرآن ص417.
[3] الترمذي: كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الحرس في سبيل الله، (1639) واللفظ له، وقال: حديث حسن. وأحمد (17252)، وأبو يعلى (4346)، والحاكم (2430)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى... ورجال أبي يعلى ثقات. انظر: مجمع الزوائد، 5/523.
[4] البخاري: كتاب الجماعة والإمامة، باب مَنْ جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد، (629) عن أبي هريرة رضي الله عنه، ومسلم: كتاب الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة (1031).
[5] أطَّتْ؛ أَيْ: صَاحَتْ مِنْ ثِقَل مَا عَلَيْهَا, وَأَطَّ مِنَ الأَطِيطِ: وَهُوَ صَوْتُ الرَّحْلِ وَالإِبِلِ مِنْ ثِقَلِ أَحْمَالِهَا, وَهَا هُنَا كِنَايَةٌ عَنِ ازْدِحَامِ سُكَّانِهَا وَكَثْرَةِ السَّاجِدِينَ عَلَيْهَا. البيضاوي: تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة 3/307.
[6] لو تعلمون ما أعلم؛ أي من عقاب الله للعصاة وشدَّة المناقشة يوم الحساب. ولبكيتم كثيرًا؛ أي: بكاءً كثيرًا أو زمانًا كثيرًا؛ أي من خشية الله ترجيحًا للخوف على الرجاء وخوفًا من سوء الخاتمة. وقيل: والمراد بالعلم هنا ما يتعلَّق بعظمة الله وانتقامه ممن يعصيه، والأهوال التي تقع عند النزاع والموت وفي القبر ويوم القيامة. المباركفوري: تحفة الأحوذي، 6/496.
[7] الترمذي: كتاب الزهد، باب في قول النبي صلى الله عليه وسلم «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا» (2312) عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه، وقال: حديث حسن. وابن ماجه (4190)، وأحمد (21555)، والحاكم (8726)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. والبيهقي: السنن الكبرى، (13115)، وصححه الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (1722).
[8] التخريج السابق، وقال السندي: قَالَ الْحَافِظُ: هَذَا مِنْ قَوْلِ أَبِي ذَرٍّ مُدْرَجٌ فِي الْحَدِيثِ. حاشية السندي على سنن ابن ماجه 2/548.
[9] كقول أم المؤمنين عائشة ل: «وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نِسْيًا مَنْسِيًّا». البخاري: كتاب التفسير، سورة النور، (4476). وكقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما يرويه عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: رأيت عمر بن الخطاب أخذ تبنة من الأرض؛ فقال: يا ليني هذه التبنة.. ليتني لم أكن شيئًا! ليت أمي لم تلدني! ليتني كنت منسيًّا! البيهقي: شعب الإيمان، 1/486 (789)، وضعفه البوصيري، انظر: إتحاف الخيرة المهرة 7/368 (7085)، وروي عن الضَّحَّاكِ، أنه قَالَ: رَأَى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ طَيْرًا وَاقِعًا عَلَى شَجَرَةٍ فَقَالَ: «طُوبَى لَكَ يَا طَيْرُ! وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مِثْلَكَ , تَقَعُ عَلَى الشَّجَرَةِ، وَتَأْكُلُ مِنَ الثَّمَرِ، ثُمَّ تَطِيرُ وَلَيْسَ عَلَيْكَ حِسَابٌ وَلَا عَذَابٌ, وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ شَجَرَةً إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ مَرَّ عَلَيَّ جَمَلٌ، فَأَخَذَنِي فَأَدْخَلَنِي فَاهُ فَلَاكَنِي، ثُمَّ ازْدَرَدَنِي، ثُمَّ أَخْرَجَنِي بَعْرًا وَلَمْ أَكُنْ بَشَرًا». ابن أبي شيبة: المصنف (34432)، والبيهقي: شعب الإيمان (768)، وهناد بن السري: الزهد (449).
[10] البخاري: كتاب التفسير، سورة الحج، (4464) واللفظ له عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، ومسلم: كتاب الإيمان، باب قوله: «يَقُولُ اللهُ لآدَمَ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ». (222).
[11] البخاري: كتاب الأنبياء، باب قصة يأجوج ومأجوج، (3170).
[12] أحمد (18557)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح رجاله رجال الصحيح. وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. انظر: مجمع الزوائد، 3/170.
[13] فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق؛ قيل: يحتمل أن المراد عرق نفسه وغيره، ويحتمل عرق نفسه خاصة، وسبب كثرة العرق تراكم الأهوال ودنو الشمس من رءوسهم وزحمة بعضهم بعضًا. النووي: المنهاج، 17/195.
[14] حقويه؛ مثنى الحقو: وهو الخصر ومعقد الإزار. انظر: النووي: المنهاج، 17/180، 181، والمباركفوري: تحفة الأحوذي، 7/89.
[15] مسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب في صفة يوم القيامة، (2864)، واللفظ له، والترمذي (2421)، وأحمد (23864)، وابن حبان (7330).
[16] البخاري: كتاب التوحيد، باب كلام الرب -عز وجل- يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، (7074)، ومسلم: كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشقِّ تمرة أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار، (1016) واللفظ له.
[17] البخاري: كتاب الرقاق، باب من نوقش الحساب عُذِّب، (6174) واللفظ له، ومسلم: كتاب الزكاة، باب الحثِّ على الصدقة ولو بشقِّ تمرة أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار، (1016).
[18] الزمام: وهو ما يُشَدُّ به، وقيل: ما يُجعل في أنف البعير. وقيل: ما يُشَدُّ به رءوسها من حبل وسير. المباركفوري: تحفة الأحوذي، 7/248.
[19] مسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب في شدة حرِّ نار جهنم وبعد قعرها وما تأخذ من المعذبين، (2842)، والترمذي (2573)، والحاكم (8758).
◄◄ هذا المقال من كتاب كيف تخشع في صلاتك للدكتور راغب السرجاني
يمكنك شراء الكتاب من خلال صفحة دار أقلام أو الاتصال برقم 01116500111
التعليقات
إرسال تعليقك